عودة «تيار المستقبل» إلى المشهد السياسي في لبنان.. ماذا تحمل رسائل «الحريري» من دلالات؟

في تطور بارز على الساحة السياسية اللبنانية، أعلن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عودة "تيار المستقبل" إلى العمل السياسي والمشاركة في كافة الاستحقاقات المقبلة، وذلك خلال إحياء الذكرى العشرين لاغتيال والده، رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، في ساحة الشهداء ببيروت.
رسائل سياسية وإقليمية
في كلمته، ربط الحريري بين اغتيال والده والتغيرات الإقليمية الحاصلة، حيث استذكر دور اللبنانيين في إخراج النظام السوري من لبنان عام 2005، مشيرًا إلى أن الشعب السوري اليوم يسير على خطى مماثلة بعد طرد نظام بشار الأسد من مناطق عدة في سوريا. كما شدد على أهمية بناء علاقات متوازنة بين لبنان وسوريا، قائمة على احترام السيادة والاستقلال، ودعم إعادة الإعمار والاستقرار.
اعتراف بالمسؤولية.. ولكن!
الحريري أقر بأن لبنان مرّ بأزمات كبيرة على مدى السنوات الماضية، مؤكدًا أنه لم يتهرب من المسؤولية، حيث استقال من الحكومة وعلق العمل السياسي لأكثر من ثلاث سنوات. ومع ذلك، أشار إلى أن الأزمة لم تحل، بل تفاقمت، متسائلًا: "هل كنت أنا المسؤول الوحيد؟ ربما، لكن غيري مسؤول أيضًا عن خياراته".
الجنوب والحرب الإسرائيلية.. موقف تضامني واضح
تطرق الحريري إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، واصفًا إياها بـ"المجنونة والمجرمة"، مشيدًا بـالتضامن الوطني الذي أبداه اللبنانيون في مواجهة العدوان، لا سيما من خلال فتح بيوتهم للنازحين. لكنه شدد على أن المسؤولية لا تقتصر على مواجهة الحرب فقط، بل تمتد إلى إعادة إعمار المناطق المتضررة، وإنعاش الاقتصاد، وتحقيق الاستقرار المعيشي للبنانيين.
فرصة ذهبية للبنان.. ودعم واضح للعهد الجديد
في رسالة لافتة، أبدى الحريري تفاؤله بمستقبل لبنان، معتبرًا أن انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام يمثلان "فرصة ذهبية" لإنقاذ البلاد.وأكد دعم تيار المستقبل لهذا المسار، محذرًا في الوقت نفسه من أي محاولة للالتفاف على هذه الفرصة أو تعطيلها.
رسالة إلى الجنوب والضاحية: أنتم شركاء في بناء الدولة
وجه الحريري خطابًا مباشرًا إلى اللبنانيين في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، داعيًا إياهم إلى كسر الصورة النمطية التي تربطهم بالتعطيل والاستقواء بالسلاح، مؤكدًا أنهم شركاء أساسيون في إعادة الإعمار، وفتح قنوات التواصل مع الدول العربية، وتعزيز دور الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية.
الدولة القوية.. لا للسلاح خارج المؤسسات الرسمية
أكد الحريري أن مشروعه السياسي لم يتغير، وأنه لا يطالب إلا بـ**"دولة طبيعية"**، حيث يكون احتكار السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، ويُبنى الاقتصاد على أسس الإنتاج والحرية الاقتصادية، ويكون القضاء مستقلًا وعادلًا، قادرًا على تحقيق العدالة، لا سيما في قضية انفجار مرفأ بيروت.
دعم للقرار 1701 والمطالبة بانسحاب إسرائيل
أعلن الحريري دعم تيار المستقبل لجهود الدولة في فرض تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، والذي ينص على وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كافة القرى اللبنانية التي لا يزال يسيطر عليها.
مشروع رفيق الحريري مستمر.. و"المستقبل" حاضر في كل الاستحقاقات
في ختام كلمته، أكد سعد الحريري أن مشروع والده لم يمت، بل لا يزال مستمرًا، مشيرًا إلى أن من حاولوا قتله فشلوا في إيقاف مسيرته. وأعلن بشكل واضح أن "تيار المستقبل" باقٍ في المشهد السياسي اللبناني، وسيخوض كافة المحطات المقبلة بنهج الاعتدال والعيش المشترك، تحت شعار "لبنان أولًا".
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك