تركيا وروسيا تؤكدان أهمية الحلول الدبلوماسية في النزاعات الإقليمية والدولية

أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في أنقرة، أن تركيا ترحب بجميع المبادرات الهادفة إلى حل الأزمة الأوكرانية، مع إيلاء اهتمام خاص بالمبادرة الأمريكية، مشددًا على ضرورة مشاركة جميع الأطراف في الحل. وأشار فيدان إلى أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم اللازم، بما في ذلك توفير منصة للمفاوضات، لضمان نجاح المساعي الدبلوماسية.
وفيما يتعلق بالأمن في البحر الأسود، أكد فيدان ضرورة تكثيف الجهود لضمان حرية الملاحة والتوصل إلى حلول توافقية لضمان الاستقرار في المنطقة. كما شدد على موقف تركيا الداعم لوحدة سوريا واستقلالها، مؤكدًا رفض أي تحركات انفصالية أو وجود تنظيمات إرهابية على الأراضي السورية، بما في ذلك "داعش" و"التنظيمات الإرهابية الكردية"، وذلك بالتنسيق مع الجانب الروسي.
وفي الشأن الفلسطيني، أكد وزير الخارجية التركي ضرورة إيجاد حل دائم للأزمة في غزة، داعيًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وقف العمليات العسكرية في الضفة الغربية ومنع وقوع "إبادة جديدة". وأكد فيدان أن الحل الوحيد يكمن في المفاوضات والسياسة، لضمان تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العلاقات الروسية التركية تسير في مسار إيجابي رغم التوترات الدولية، مشيرًا إلى اللقاءات المهمة بين الرئيسين الروسي والتركي خلال قمتي "منظمة شنغهاي للتعاون" و"بريكس".
وأشار لافروف إلى وجود تعاون مكثف بين وزارتي الدفاع وأجهزة الاستخبارات في البلدين، لافتًا إلى أن التعاون يشمل مجالات الطاقة والنقل والخدمات اللوجستية، إضافة إلى استكمال العمل على المفاعل الأول لمحطة "أكويو" للطاقة النووية، وضمان أمن خط أنابيب "السيل التركي" ضد أي أعمال تخريبية.
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد لافروف أن بلاده لم تغير موقفها، مشددًا على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع قبل التوصل إلى تسوية. وأوضح أن روسيا ترفض أي حلول مؤقتة لوقف إطلاق النار ما لم تكن هناك مفاوضات ثابتة تحقق مصالح موسكو، متهمًا الغرب بإفشال اتفاق إسطنبول عام 2022 بعد تدخل رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، بوريس جونسون.
كما أشار لافروف إلى أهمية احترام الواقع على الأرض في أوكرانيا، بما في ذلك رفض انضمامها إلى "الناتو"، مرحبًا بتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي وصف السعي لضم أوكرانيا إلى الحلف بأنه "خطأ". وأكد أن سكان جنوب شرق أوكرانيا اختاروا العودة إلى روسيا نتيجة السياسات التي انتهجتها كييف، والتي تضمنت حظر استخدام اللغة الروسية والتضييق على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
في ختام المؤتمر، شدد الوزيران على استمرار الحوار والتعاون بين بلديهما في مختلف القضايا، مؤكدين أهمية الحلول الدبلوماسية في النزاعات الإقليمية والدولية.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك