الأمين العام لمجلس التعاون: الاجتماع الخليجي - السوري خطوة عملية لتعزيز التعاون المشترك

أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، يوم الخميس، أن الاجتماع المشترك الأول بين مجلس التعاون وسوريا هو خطوة عملية نحو تنسيق الرؤى وتعزيز التعاون بين دول المجلس وسوريا.
جاء ذلك في كلمة للبديوي خلال انعقاد الاجتماع المشترك الأول بين دول مجلس التعاون الخليجي وسوريا في مكة المكرمة برئاسة وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون عبد الله اليحيا وحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وذكر البديوي أن الاجتماع يأتي استجابة لما تم التوافق عليه في اجتماع المجلس الوزاري التشاوري الذي سبق انعقاد اجتماع الدورة الاستثنائية ال 46 للمجلس الوزاري التي عقدت بتاريخ 26 ديسمبر الماضي في دولة الكويت حيث شدد وزراء خارجية دول المجلس على أهمية إرسال رسالة خليجية موحدة مفادها الوقوف ودعم سوريا وشعبها الشقيق والاستعداد للعمل مع جميع الأطراف لتحقيق السلام العادل والمستدام في سوريا.
وأكد أن الاجتماع المشترك الأول بين مجلس التعاون وسوريا يدشن مرحلة جديدة من العلاقات والتعاون المشترك مشددا على الإيمان أن سوريا دولة شقيقة وهي جزء أصيل من نسيج الأمة العربية بتاريخها العريق.
كما أكد الإيمان الراسخ أن الشعب السوري يجب أن ينعم بالأمن والاستقرار والعيش الكريم ويعيد بناء دولته وما دمرته الحرب خلال السنوات الماضية.
وذكر أن دول مجلس التعاون قد دأبت على الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق انطلاقا من قناعة راسخة بأن سوريا القوية والآمنة والمستقرة ليست فقط مصلحة سورية بل هي مصلحة خليجية وعربية ودولية.
وأكد أن موقف مجلس التعاون ثابت تجاه احترام سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ورافض للتدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية وللإرهاب والتطرف وبأن أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار امن المنطقة.
وبين أن هذا الموقف تجسد بزيارة وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري سوريا واللقاء بالرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع في دمشق في 30 ديسمبر الماضي.
وأفاد بأن اللقاء كان فرصة للتأكيد على أهمية استمرار العملية الانتقالية الشاملة التي تلبي تطلعات الشعب السوري في الاستقرار وأهمية دعم المصالحة الوطنية وإعادة بناء الدولة السورية.
وأشار إلى أهمية استعادة سوريا لدورها الإقليمي ومكانتها الدولية مع تشجيع الوحدة الوطنية والحوار الشامل بين الأطراف السورية لتحقيق الأمن والتنمية وضمان عدم تدخل أية قوى أجنبية في سوريا مرحبا بهذا السياق في الخطوات التي تبنتها الإدارة الانتقالية في سوريا تجاه تحقيق هذه الخطوات.
وأضاف أن مجلس التعاون يرحب بالخطوات التي تم اتخاذها لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري وهي خطوات وركائز رئيسية للحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا تمكنها من استعادة دورها الإقليمي ومكانتها الدولية.
وأكد عزم دول مجلس التعاون في الاستمرار تجاه اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تنسيق جهود دول المجلس فيما يتم تقديمه من مساعدات إلى سوريا وتدعو الشركاء والدول والمنظمات المعنية لتقديم كل وسائل الدعم للشعب السوري الشقيق ورفع العقوبات المفروضة عليها لتمكينها من التعافي الاقتصادي وتلبية احتياجاتها الإنسانية والتنموية.
وقال إن دعم مجلس التعاون لسوريا لا يقتصر على الجانب الإغاثي والإنساني بل هو داعم للجهود الدولية لتحقيق السلام والأمن في سوريا لافتا إلى حرص مجلس التعاون والأمانة العامة على المشاركة في المؤتمر الوزاري رفيع المستوى بشأن سوريا الذي استضافته فرنسا بتاريخ 13 فبراير الماضي لما يمثله من خطوة مهمة لدعم عملية انتقالية شاملة والوقوف على الاحتياجات التي تتطلبها المرحلة الحالية لإعادة الاستقرار.
واشار إلى الاجتماع المهم الذي عقد في 12 يناير الماضي بالرياض لتنسيق الجهود لدعم سوريا والسعي لرفع العقوبات عنها والبدء بتقديم جميع أوجه الدعم الإنساني والاقتصادي وفي مجال بناء قدرات الدولة السورية.
وأكد الإيمان بالسيادة السورية وأنها يجب أن تحترم وأن أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية يجب أن ينتهي مشددا على ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف ليس فقط عبر الحلول الأمنية ولكن أيضا عبر بناء دولة قوية قادرة على تحقيق العدالة وإعادة الثقة بين الدولة ومواطنيها.
ودان هجمات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة على سوريا بما في ذلك احتلال المنطقة العازلة على الحدود السورية مؤكدا ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لإيقاف هذه الاعتداءات على الأراضي السورية وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي السورية المحتلة ومشددا على أن هضبة الجولان أرض سورية عربية.
وأكد أن اجتماع اليوم هو بداية مرحلة جديدة من العمل المشترك تعيد لسوريا مكانتها التي تستحقها متطلعا لبناء شراكة وحوار استراتيجي مع سوريا وذلك على غرار الحوارات والشراكات الاستراتيجية بين دول المجلس والدول العربية الأخرى حتى يكون هذا الحوار الاستراتيجي خريطة طريق ومنارا لتطوير العلاقات الخليجية السورية على الأصعدة كافة.
من جهته قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن الاجتماع يمثل خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الخليجية - السورية كما يعد فرصة للتعبير عن التطلعات والآمال في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة.
وأشار إلى التحديات الجسيمة التي مرت بها سوريا وما تحتاجه من دعم للمساهمة في إعادة بناء الوطن وإعادة إصلاحه.
كما تطرق إلى التهديدات الأمنية المستمرة التي تواجهها سوريا وتؤثر على الأمن الإقليمي بأسره داعيا إلى التعاون العربي في مواجهة تلك التحديات وحماية الأمن الإقليمي.
وقال إن سوريا بحاجة إلى الدعم السياسي والإنساني والاقتصادي مضيفا أن دعم الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لا غنى عنه في هذه المرحلة وسيؤدي إلى نتائج مثمرة تسهم في إعادة بناء سوريا واستقرارها.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك