هل يُهدد تقارب ترامب وبوتين مستقبل إيران.. وكيف؟

هل يُهدد تقارب ترامب وبوتين مستقبل إيران.. وكيف؟

تشهد العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تقاربًا متزايدًا، وهو ما يُثير قلقًا كبيرًا في الأوساط الإيرانية، إذ يُخشى أن يُفضي هذا التقارب إلى إنهاء التحالف الروسي-الإيراني، وربما يصل الأمر إلى تغيير النظام في طهران.

رسائل ترامب وتحذيراته لإيران

اتخذ ترامب في الفترة الأخيرة نهجًا تصعيديًا ضد إيران، حيث أمر الأسبوع الماضي بقصف الحوثيين في اليمن ردًا على هجماتهم في البحر الأحمر. لكن بحسب صحيفة تليغراف البريطانية، لم يكن الهدف من هذا التحرك مجرد تأمين ممرات الشحن، بل كان رسالة مباشرة إلى طهران.

وقال ترامب صراحةً:

🔴 "كل طلقة يُطلقها الحوثيون ستُعتبر طلقة من أسلحة وقيادة إيران، وستتحمل طهران المسؤولية والعواقب، وستكون هذه العواقب وخيمة!"

في الوقت نفسه، ورغم أن الملف النووي الإيراني لم يعد يحظى بالاهتمام نفسه مقارنةً بملفي غزة وأوكرانيا، فإنه لا يزال إحدى أولويات ترامب. فمنذ انسحابه من الاتفاق النووي في 2018، تسارعت وتيرة تخصيب إيران لليورانيوم، وباتت تمتلك ما يكفي لإنتاج قنابل نووية خلال أسابيع.

وفي 7 مارس 2025، وجّه ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حدد فيها مهلة شهرين لتوقيع اتفاق نووي جديد، وهو ما يضع طهران أمام خيارين أحلاهما مرّ: التفاوض أو المواجهة العسكرية.

هل يضحي بوتين بإيران من أجل ترامب؟

يُعد بوتين حليفًا استراتيجيًا لإيران، إلا أن التقارب بينه وبين ترامب قد يُعيد تشكيل هذه العلاقة. فقد ذكرت تليغراف أن الاتصال الهاتفي بين ترامب وبوتين حول أوكرانيا تطرّق إلى اعتبار الشرق الأوسط منطقة تعاون محتمل لمنع الصراعات، مما أثار المخاوف في طهران.

وتُشير الصحيفة إلى أن بوتين عرض الوساطة بين طهران وواشنطن، وهو ما قد يُمثّل سيناريو كارثيًا لإيران إذا قرر بوتين التخلي عن دعمها مقابل ضمانات أمريكية بشأن أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن مصدر إيراني قوله:

🗣 "الروس أبلغونا بأن ترامب يُفضّل الحوار على الحرب، لكنه يضع إيران بين خيارين: إما الدمار أو الإذلال.. .لا أحد هنا يستطيع تجاهل أي عرض من بوتين، فالموقف معقد للغاية".

إيران في وضع صعب.. انهيار اقتصادي وانقسامات داخلية

تواجه إيران في 2025 أزمة غير مسبوقة على عدة جبهات:

✅ "محور المقاومة" في تراجع مستمر، حيث تتعرض حماس وحزب الله لضربات متكررة، فيما يعاني النظام السوري من ضغوط متزايدة.

✅ الاقتصاد في حالة انهيار، حيث بلغ التضخم 35%، مع أزمات كهرباء ومياه متفاقمة.

✅ انقسامات داخلية، حيث أقر مسؤولون إيرانيون بوجود خلافات حادة داخل النظام، وهو ما دفع خامنئي إلى التفكير بين خيارين:

1️⃣ التفاوض مع أمريكا لتخفيف الأزمة الاقتصادية.

2️⃣ التوجه لتطوير قنبلة نووية كضمانة أخيرة.

ترامب والخيارات المطروحة: عقوبات أم ضربة عسكرية؟

يرى البروفيسور علي أنصاري، رئيس مركز الدراسات الإيرانية بجامعة سانت أندروز، أن ترامب قد يعيد فرض سياسة "الضغط الأقصى"، مما قد يُسرّع من انهيار الاقتصاد الإيراني.

أما الخيار الآخر، فهو العمل العسكري، حيث تفترض التقديرات أن ترامب قد يترك تنفيذ الضربة لإسرائيل، على أن توفر واشنطن الدعم العسكري واللوجستي.

لكن هناك عقبات، أبرزها:

⚠️ حاجتها إلى 100 طائرة مقاتلة لتنفيذ الضربة.

⚠️ عدم القدرة على تدمير منشأة "فوردو" النووية المحصّنة دون قنابل "خارقة للتحصينات" من طراز GBU-57A/B، والتي لا يمكن حملها إلا بواسطة قاذفات أمريكية ثقيلة مثل B2 أو B-52، مما يعني ضرورة التدخل الأمريكي المباشر.

هل نشهد تحالفًا أمريكيًا-روسيًا ضد إيران؟

لا يزال السؤال الأبرز: هل ستضحي روسيا بعلاقتها مع إيران لتعزيز التقارب مع الولايات المتحدة؟

إذا قرر بوتين سحب دعمه لطهران، فقد تجد إيران نفسها معزولة أكثر من أي وقت مضى، وهو ما قد يُسرّع من انهيار النظام، سواء عبر ضغوط اقتصادية أو عمل عسكري.

وفي ظل هذه المتغيرات، يبدو أن مستقبل إيران بات على المحك، بين ضغوط داخلية متزايدة، وتحولات إقليمية ودولية قد تُغيّر موازين القوى بالكامل.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار