اكتشاف طبي ثوري: الشريان الأورطي «قلب ثانٍ» يدعم الدورة الدموية ويخفف العبء عن القلب

اكتشاف طبي ثوري: الشريان الأورطي «قلب ثانٍ» يدعم الدورة الدموية ويخفف العبء عن القلب

في كشف علمي قد يُحدث نقلة نوعية في فهم وظائف الدورة الدموية والعلاجات المستقبلية لأمراض القلب، توصل باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا إلى أن الشريان الأورطي لا يقتصر دوره على نقل الدم من القلب إلى الجسم، بل يعمل أيضاً كـ"قلب ثانٍ"، يساعد بشكل فعال في ضخ الدم وتعزيز تدفقه عبر ما يعرف بـ"الضخ الموجي".

دور جديد للشريان الأورطي

لطالما اعتُبر الشريان الأورطي مجرد أنبوب ناقل للدم المؤكسج، لكن الدراسة الحديثة، التي نُشرت في مجلة Royal Society Interface، كشفت أنه يتمدد وينكمش مع كل نبضة قلبية، ليساهم في دفع الدم إلى الأمام بطريقة تخفف من العبء الواقع على القلب، وتضمن استمرارية تدفق الدم، وهو أمر بالغ الأهمية خاصة لدى مرضى قصور القلب.

الدراسة بالأرقام والتقنيات

اعتمد الباحثون على تقنيات تصوير دقيقة باستخدام الرنين المغناطيسي لتتبع حركة الشريان الأورطي لدى 159 شخصاً تراوحت أعمارهم بين 20 و92 عاماً، من بينهم 35 يعانون من قصور في القلب. وأظهرت النتائج أن الشريان الأورطي لدى الأصحاء يتمدد بمقدار 3 أضعاف مقارنة بالمرضى، ما يشير إلى أن تصلب الشرايين يؤدي إلى ضعف الضخ الموجي وزيادة الجهد القلبي.

محاكاة مبتكرة تؤكد النتائج

ولتعزيز النتائج، طوّر الفريق نموذجاً اصطناعياً للشريان الأورطي باستخدام اللاتكس المرن، ومحاكاة القلب البشري باستخدام قلب آلي وأجهزة استشعار متطورة. وأظهرت التجارب أن تمدد الشريان الأورطي الاصطناعي ساهم في تحسين تدفق الدم ووصول الأوكسجين إلى الدماغ والأعضاء الحيوية، ما يُعزز من كفاءة الدورة الدموية بشكل عام.

آفاق علاجية جديدة

يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام علاجات مبتكرة تستهدف استعادة مرونة الشريان الأورطي، خاصة في الحالات التي تعاني من تصلب الشرايين أو ارتفاع مستويات الكوليسترول، وهي عوامل تؤثر مباشرة على قدرة الشريان على التمدد وتزيد من الحمل على القلب.

ويأمل الباحثون أن يسهم هذا الفهم الجديد في تطوير وسائل تشخيص وعلاج مبكرة لأمراض القلب، وربما يُمهد الطريق لتقنيات طبية جديدة تحاكي أو تدعم هذا "القلب الثاني" داخل الجسم البشري.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار