فلسطينيات مقاومات: أم نضال فرحات.. خنساء فلسطين.. إليك القصة
إذا كانت تَماضُر بنت عُمَرُو بن الْحَارِث السَّلَمِيَّة، عرفت بـ«الْخَنْسَاء» في كتب الأولين وسير الأمم الأولى،
مريم فرحات استحقت ان تحصل بجدارة على لقب «خنساء فلسطين»، بعد التضحيات الكبيرة التي قدمتها خلال انتفاضة الأقصى وما قبلها، فهي أم لـ 6 أبناء و4 بنات، استُشهد منهم ثلاثة، نضال ومحمد ورواد، وتم تحرير آخر من السجون الصهيونية بعد 11 عاماً من الأسر.
أم نضال، هي من أبناء حي الشجاعية شرق غزة عام 1949، وتفوقت في دراستها، وواصلت حتى تزوجت بفتحي فرحات، وكان ذلك في بداية الثانوية العامة، ودخلت امتحانات الثانوية وهي حامل بمولودها الأول، وحصلت على 80% ودرست الثانوية في مدرسة الزهراء.
«تزحزح قليلاً يا بني، ضع يدك على كتفي، دعني أقبلك قبلة الوداع، هيا التقط صورتك أيها المصور وأنا أزف ولدي إلى الشهادة».. كانت هذه هي كلماتها التي نطقت بها في لقطة تاريخية من فيديو مع ابنها محمد أثناء استعداده لتنفيذ عملية فدائية في مستوطنة «عتصمونا» قرب الحدود مع غزة عام 2002، حيث تمكن من قتل وإصابة عدد من الجنود الصهاينة.
فيما قامت قوات الاحتلال باغتيال نجلها البكر نضال في العام 2003، والذي كان يعد أحد القادة الميدانيين في كتائب «القسام» التابعة لحركة «حماس»، وهو أحد المهندسين الأوائل لصواريخ المقاومة.
كذلك اغتالت طائرات الاحتلال في العام 2005 ابنها الثالث الشهيد رواد بعد قصف سيارته في مدينة غزة، فيما أفرجت سلطات الاحتلال عن نجلها وسام في العام 2005 بعد أن أمضى 11 عاماً.
في عام 2006 تم ترشيحها، عضواً فى المجلس التشريعي الفلسطيني، عن كتلة التغيير والإصلاح، وبعد فوزها في الانتخابات، واصلت مسيرة المقاومة والسياسة معا لتكمل دربها ونضالها من أجل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، وفق قولها لوسائل الإعلام، كما عملت سابقا رئيسة لـ«جمعية الشموع المضيئة لرعاية أطفال الشهداء».
ربت أم نضال في بيتها عماد عقل قائد الجناح العسكري لحركة «حماس»، المقاتل الذي اعتبره الصهاينة «بذي الأرواح السبعة»، ولكنه استشهد في منزلها، بعد أن تحول إلى ساحة حرب بينه وبين ما يزيد عن 200 جندي صهيوني قبل اقتحامهم المنزل واستشهاده.
من أشهر أقوال أم نضال: «كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا».