لأول مرة.. مركبة أمريكية تحمل صخوراً من المريخ للأرض عمرها ٣ مليار عام
قامت المركبة برسيفيرنس التابعة لوكالة ناسا الفضائية بحفر عينة من صخور المريخ للمرة الأولى وتجميعها وذلك تمهيدا لإرسالها إلي الأرض.
تنوي وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تجميع العشرات من تلك العينات لإرسالها إلي الأرض للدراسة وذلك في المستقبل وقد كانت أول محاولة للحصول علي عينة من صخور المريخ قد فشلت وذلك لتفتت الصخرة.
قامت المركبة برسيفيرنس بحفر صخرة في فوهة جيزيرو على سطح المريخ وحصلت علي عينة في حجم الأصبع من صخور المريخ ولتأكيد ذلك قامت المركبة بإرسال صورا لمركز التحكم بالمركبة تظهر امتلاء أنبوب العينة.
قال آدم ستلتزنر، كبير مهندسي العربة الجوالة، على تويتر “ الآن اصبح لدينا عينة جميلة مثالية، إذا كان يمكنني أن أقول لها شيئاً فهو! تحلى بالصبر أيتها العينة الصغيرة، فرحلتك الكبيرة على وشك أن تبدأ.”
Now that is one beautifully perfect cored sample, if I do say so myself! Be patient, little sample, your journey is about to begin. #SamplingMars https://t.co/jOtNGKjeAe
— Adam Steltzner (@steltzner) September 2, 2021
وتأمل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في أن تكون هذا العينة هي الأولي من الكثير من العينات، فالمركبة برسيفيرنس تحمل 43 أنبوبا لجمع عينات من سطح المريخ، وفي خلال فترة العقد القادم من الزمن فتخطط الوكالة لإرسال مركبة أخري إلي سطح المريخ لتقوم بتجميع تلك الأنابيب وأطلاقهم في الفضاء في طريقهم لكوكب الأرض، ويظن العلماء أنهم أن أستطاعوا أن يضعوا أيديهم علي تلك العينات من فوهة جيزيرو لفحصها فمن الممكن أن يحصلوا علي أول دليل دامغ عن السؤال الأزلي عن ما إذا كان كوكب المريخ قد حمل علي سطحه كائنات حية في وقت ما في الماضي البعيد.وهذا بسبب أنه في فترة ما تعود إلي ما قبل 3.5 مليار عام كان هناك نهر يجري فوق تلك الفوهة ويملئها بالماء. فإذا ما كان كوكب المريخ قد أستضاف علي سطحه حياة ميكروبية فستكون بحيرة جيزيرو هي المكان المناسب للبحث عن دليل علي ذلك. حيث كان النهر في سريانه يحمل الطين والمعادن وحيث أنه ولابد أن تسقط تلك المواد وتترسب علي القاع فلابد أن تكون تلك الرواسب قد حاصرت فيها من تلك الميكروبات وحفظتها لنا حتي الان علي شكل أحافير في الصخور الرسوبية.
وللحصول علي أول عينة من تلك الصخور فقد قامت المركبة بالحفر في صخرة مختلفة في الشهر الماضي ولكن أنبوب العينة بعد الحفر كان فارغ. حبث كان هناك حفرة ولكن ليس هناك عينة من الصخور في الأنبوب.
وبعد التمحيص من علماء ومهندسي ناسا خلصوا إلي أن الصخرة لابد أنها قد تفتت إلي أتربة ناعمة للغاية بسبب كون الصخرة هشة ومسامية للغاية بحيث أنها لم تحتمل مثقاب المركبة.
لذلك قامت المركبة بالانتقال إلي موقع أخر ملئ بالصخور التي تبدوا عليها الصلابة و قام الفريق باختيار صخرة وأطلقوا عليها أسم "روشيت Rochette " و أرشدوا المركبة بأن تزيل الغبار عن المكان الذي سوف تقوم بالثقب فيه، وفي يوم الأربعاء 1/9/2021 قام الربوت بالمحاولة الثانية لجمع عينة و لكن تلك المرة فقد أفلح الأمر وأمتلاء الأنبوب بعينة الصخور.
والأن فإنه من المقرر أن تقضي المركبة برسيفيرنس عام ونصف العام في التجول داخل أرضية فوهة جيزيرو وتسلق دلتا النهر القديم أخذ المزيد من العينات أثناء تجوالها.