رائحة الموت تنتشر.. «ماريوبول» تعيش «حرب شوارع» والجثث تملأ الطرقات
لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بكوارثها على المدنيين في أوكرانيا، وآخر تلك الكوارث هي حرب شوارع تدور في مدينة ماريوبول الاستراتيجية الواقعة جنوب أوكرانيا في ظل سعي حثيث من القوات الروسية للسيطرة على المدينة الساحلية الهامة.
من جانبه، قال عمدة ماريوبول، فاديم بوشينكو، "هناك حرب شوارع في المدينة"، مؤكد بذلك ما قالته روسيا يوم الجمعة بأنها تشدد الخناق على ماريوبول، وتابع، بويشينكو "هناك دبابات، وقصف مدفعي، وجميع أنواع الأسلحة تستخدم في المدينة، وتبذل قواتنا كل ما بوسعها للتمسك بمواقعها، ولكن قوات العدو أكبر من قواتنا للأسف".
القوات الروسية حاصرت المدينة التي تعاني من انقطاع الكهرباء والماء والغاز في الوقت الحالي، في ظل وضع وصفه مسئولون أوكرانيون بالمأساوي، حيث لا يستطيع أكثر من 300 ألف مدني مغادرة المدنية، وسط اتهامات لروسيا بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل المدينة.
ووصف عدد من المدنيين القليليين، الذين تمكنوا من الفرار من المدينة، الأحوال هناك بالمرعبة، حيث انقطعت الكهرباء والماء وبدأ مخزون الطعام في النفاد.
ونقل عضو البرلمان الأوكراني، ياروسلاف زيليزنياك، عن أخته التي تمكنت من الفرار من ماريوبول، في حديث لقناة BBC، بعد أسبوعين لم يعد لديهم طعام، وأغلقت المحال أبوابها، لذا فقد فكرت في البحث أو ربما سرقة بعض الطعام وإلا الموت بدون طعام".
وتابعت زيليزنياك: "الناس خائفون باستمرار من أن يلقوا حتفهم جراء إلقاء قنبلة أو استهدافهم بسلاح ما أو حدوث انفجار ما. هناك العديد من الجثث في الشوارع، والعديد من المباني تحترق أو دمرت، كما دُمرت عدة ملاجئ على من كان بداخلها".
وطالت الضربات الروسية مستشفى وكنيسة وعددا لا يحصى من المباني، ويقدر المسؤولون أن 80 في المئة من المباني السكنية إما دمر أو تصدع، وثلث تلك المباني لا يمكن إصلاحها، وشهدت المدينة عددا من أقسي المعارك منذ غزو روسيا لأوكرانيا منذ ثلاثة أسابيع.
وأضحى التواصل صعب مع المدينة حيث تعمل شبكة الهاتف لعدة ساعات فقط في اليوم، وفي ظل هجوم روسي بلا هوادة يقضي السكان معظم يومهم في المخابيء والأقبية، ونادرا ما يخرجون منها.
ويعد موقع ماريوبول استراتيجيا لروسيا، فهي تطل على بحر آزوف، وستمكن السيطرة على المدينة الساحلية من خلق ممر بري بين دونيتسك ولوهانسك - المنطقتين اللتين يسيطر عليهما الانفصاليون المدعمون من موسكو - وشبه جزيرة القرم التي غزتها وضمتها موسكو عام 2014.