في ذكرى التأسيس.. تعرف قصة انضمام الكويت والامارات والبحرين للجامعة العربية
يوافق اليوم الاحتفال بالذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الجامعة العربية حيث خرجت الجامعة رسميا للنور في 22 مارس عام 1945، بعدما كانت اللجنة السياسية الفرعية التي أوصى بروتوكول الإسكندرية بتشكيلها، وقد انتهت من أعمالها، وذلك في 3 مارس، بعد أن عقدت 16 اجتماعاً بدار وزارة الخارجية المصرية بالإسكندرية. وقد انتهي أعضاؤها من اعداد صيغة ميثاق جامعة الدولالعربية معتمدين على "بروتوكول الإسكندرية".
في 22 مارس 1945 كان التوقيع على الصيغة النهائية لنص "ميثاق جامعة الدول العـربية" والذي قام بالتوقيع عليه رؤساء حكومات خمس دول عربية هي لبنان ومصر والعراق وشرق الأردن وسوريا، ثم وقعت السعودية فيما بعد على النسخة الأصلية، لتبدأ الدول العربية الانضمام تباعا للجامعة:
انضمام الكويت للجامعة:
جاء انضمام الكويت لعضوية جامعة الدول العربية في 20 من شهر تموز سنة 1961م، وذلك بعد مضي واحدٍ وثلاثين يوماً على استقلالها الذي تحقق في التاسع عشر من شهر يونيو من ذلك العام.
وقد حرصت الكويت على الالتحام مع الكيان العربي منذ اللحظات الأولى لاستقلالها، حيث تقدّم حاكم الكويت الشيخ عبد الله السالم الصٌباح في ذلك بطلب انضمام بلاده إلى جامعة الدول العربية، وقام مدير المعارف عبد العزيز حسين، وقتها بتسليم طلب الانضمام، وهو ماقابله الأمين العام للجامعة للشؤون السياسية الدكتور سيد نوفل، بالموافقة.
وقد امتدت عضوية الكويت في الجامعة إلى نحو الستة وخمسين عاماً سعت خلالهما الكويت إلى تعزيز اللحمة العربية. وقد بدأت الكويت في ممارسة عضويتها كاملةً في الجامعة منذ زمن طويل، وذلك من خلال المشاركة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية
وقد استضافت الكويت مؤتمر القمة العربية يشير تاريخ انعقاد قمم جامعة الدول العربية في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من مارس من عام 2014م، والذي شهد مناقشة عدد من القضايا وأبرزها القضية الفلسطينية والقضية السورية، كما قامت الكويت باستضافة مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية المنعقد في 19 و20 من شهر كانون الثاني سنة 2009م
بعد انسحاب بريطانيا من كافة مستعمراتها شرق المتوسط في نهاية سنة 1971، ومهد ذلك الأمر لتأسيس مجموعة من الأمارات الغير مترابطة، وهو ما جعل فكرة الاتحاد تتبلور.
اتفق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، على انشاء اتحاد بين إمارة أبو ظبي ودبي، وأن يدعوا الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد، وهو ماتحقق بالفعل، حيث تمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة إنشاء اتحاد يضم جميع الإمارات في دولة واحدة، وانعقد الاجتماع وتمت الموافقة على تشكيل لجنة لدراسة الدستور المقترح.
في ذلك الوقت أعلنت كل من قطر والبحرين استقلالهما، ونالت كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية، وبقيت مشكلة الإمارات بقيت قائمة، فحاول الشيخ زايد والشيخ راشد، ضم الإمارات السبع إلى بعضها، وتمت كتابة الدستور، ودعوة حكام الإمارات للاجتماع ليقرروا ماإذا كانت هناك موافقة على الانضمام إلى الاتحاد من عدمها،
أعلن حكام إمارات أم القوين، الشارقة، الفجيرة، عجمان، موافقتهم على الانضمام إلى الاتحاد، في حين لم يوافق حاكم إمارة رأس الخيمة، حيث تم رفع علم الدولة والاعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر سنة 1971.
تولى رئاسة الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي، فيما كان الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي نائبا لرئيس الدولة، وتم الاعلان عن تشكيل المجلس الأعلى للاتحاد من الرئيس ونائبه إلى جانب باقي حكام الإمارات الموقعة على الدستور، كما تم تشكيل مجلس وزراء الإمارات برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.
بدأت الدول تباعا الاعتراف بالدولة الجديدة، كما سعت دولة الإمارات العربية المتحدة لتثبيت وجودها الدولي، من خلال الانضمام تحت علم الدولة الجديدة في المنظمات الدولية والإقليمية.
في 10 فبراير عام 1972 أبدت رأس الخيمة موافقتها على الانضمام إلى الاتحاد، وانضم حاكمها إلى المجلس الأعلى للاتحاد.
دخلت الإمارات بعد ذلك في مرحلة إرسال واستقبال السفراء والبعثات الدبلوماسية مع باقي دول العالم تحقيقا للتمثيل الدبلوماسي وإنشاء العلاقات المباشرة مع الدول الأخرى.
الانضمام للجامعة العربية:
جاءت أبرز مظاهر سعي الامارات للانضمام إلى الكيانات والمنظمات الاقليمية والدولية في 4 ديسمبر 1971، حيث توجه إلى القاهرة وفد دولة الإمارات، برئاسة محمد حبروش وزير الدولة في أبوظبي، في زيارة تستغرق عدة أيام، قام خلالها بتقديم طلب انضمام الإمارات إلى جامعة الدول العربية، وحضر الجلسة الطارئة للجامعة.
في السابع من ديسمبر لعام 1971 أصدر مجلس الجامعة العربية في اجتماع مغلق قرارا بالموافقة على انضمام دولة الإمارات إلى عضوية الجامعة العربية، وقد أصبحت بذلك العضو الثامن عشر بالجامعة
استقلال البحرين:
مع بداية موجة من الغضب تجتاح صفوف الشعب البحريني عام 1959، عقب كارثة السويس واشتعال المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بالاستقلال، وقيام المتظاهرين برشق مسئول الخارجية البريطانية بالحجارة، أصبح استقلال البحرين على بعد خطوات قليلة من التحقق على أرض الواقع.
فقد اتخذت بريطانيا قرارا بسحب قواتها من منطقة الخليج، ومن بينها البحرين وذلك عام 1968، ليعلن بعدها الشيخ عيسي بن سليمان ال خليفة التوقيع على معاهدة الاستقلال في أغسطس عام 1971، وتم تعيين الشيخ عيسي أميرا على البحرين.، وفي 15 أغسطس 1971 تم توقيع معاهدة صداقة مع بريطانيا أنهت الاتفاقات السابقة بين الجانبين.
وفي سبيل التأكيد على هوية البحرين واستقلاليتها، تقدمت البحرين في 11 سبتمبر 1971 لطلب عضوية في الجامعة العربية، وهي في نفس الفترة التي تقدمت فيها بطلب الانضمام إلى الأمم المتحدة، وقد شاركت لأول مرة في “دورة الجمعية العامة العادية المنعقدة في سبتمبر 1971.
وقد لعبت مملكة البحرين دورا بارزا منذ انضمامها إلى الجامعة العربية بعد استقلالها في عام 1971، حيث ساهمت البحرين على مدار السنوات السابقة في اعمال الجامعة والتأكيد على التزامها بميثاقها ومبادئها وتفاعلها الكبير مع هموم الأمة العربية وقضاياها وحقوقها، ودعم كافة قضاياها المصيرية، إلى جانب تفعيل وتطوير آليات العمل العربي المشترك والمنظمات الإقليمية وعلى رأسها جامعة الدول العربية، كضرورة قومية ملحة تفرضها التحديات الراهنة.
كما ترأست مملكة البحرين، العديد من اجتماعات مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، وكان ذلك في الأعوام 1975، 1985، 2006، وآخرها الدورة (145) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري من شهر مارس 2016 حتى شهر سبتمبر من العام ذاته، إلى جانب رئاستها لعدد من المجالس الوزارية المتخصصة.