لأول مرة منذ 4 سنوات.. أمريكا تلجأ لأحتياطي النفط الاستراتيجي
سمحت الحكومة الأمريكية لشركة "إكسون موبيل" باستغلال الاحتياطي الاستراتيجي من النفط لتعويض إنتاج البنزين في ولاية لويزيانا، بعد أن دمر إعصار "إيدا" الكثير من عمليات التكرير وإنتاج النفط في الولاية.
يقضي ذلك التفويض بحصول الشركة على 1.5 مليون برميل من النفط الخام من مخزونات الطوارئ الحكومية، بعد أن قال الرئيس جو بايدن، أمس الخميس، إن الولايات المتحدة سوف تستخدم كافة الإمكانات المتاحة تحت تصرفها بهدف توفير البنزين وتخفيف الضغط على الأسعار في محطات البنزين.
وقال البيت الأبيض في بيان "هذا هو أول استهلاك من نوعه للاحتياطي الاستراتيجي على مدار 4 سنوات، كما يؤكد استخدام الرئيس كافة سلطاته المتاحة لتعزيز الاستجابة الفعالة والتعافي في المنطقة".
يستمر تعليق أكثر من 90% من إنتاج النفط في خليج المكسيك بعد 4 أيام من اجتياح إعصار "إيدا" للمنطقة مع هبوب رياح تصل سرعتها إلى 150 ميلاً في الساعة، حيث يتواجد العديد من المصافي التي تمثل نحو خمس قدرة معالجة النفط الخام في أمريكا، ما أدى إلى معاناة لويزيانا من نقص الوقود، ويعيق جهود الإغاثة ويتسبب في رفع أسعار البنزين بكافة أنحاء البلاد.
مخزون استراتيجي
تدير الحكومة أكبر إمدادات من النفط الخام في حالات الطوارئ في العالم، والذي تم إنشاؤه في أعقاب الحظر النفطي العربي في السبعينيات، والمتمثل في مخزن بأعماق الأرض في كهوف الملح على طول ساحل الخليج، وقد جرى استخدامه عدة مرات من قبل للإغاثة بعد الأعاصير.
سوف تقترض"إكسون" النفط الخام في مصفاة "باتون روغ" في لويزيانا على أن تعيد نفس الكمية من النفط إلى الحكومة بالإضافة إلى علاوة تضم بعض براميل النفط خلال فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وفقاً لـ"وزارة الطاقة".
وقالت الشركة يوم الأربعاء الماضي، إن مصفاة "باتون روغ" بدأت عملية إعادة تشغيل وحداتها التي تم إغلاقها قبل إعصار "إيدا".
وأضافت"إكسون" في بيان أُرسل بالبريد الإلكتروني: "ينصب تركيزنا الرئيسي على استعادة الإنتاج لتوفير البنزين والديزل اللازم في السوق المحلية لولاية لويزيانا".
ارتفاع الأسعار
تسعى 3 شركات على الأقل للحصول على درجات النفط الخام التي تحصل عليها عادةً من منصات التكرير في خليج المكسيك وفقاً لبعض المتداولين. وقد أدى البحث عن تلك الإمدادات الشحيحة إلى ارتفاع أسعار درجات النفط الخليجية مثل "مزيج مارس" ليسجل أعلى مستوياته منذ شهور.
فيما قالت شركة "رويال داتش شل" إن التقييمات الأولية لمنشآتها البحرية (West Delta-143) التي تعمل كمحطة لنقل كامل إنتاج المرافق التي تنتج "مزيج مارسط قد تضررت.
تحتاج العودة بسرعة واستعادة الإنتاج إلى عودة العمل بميناء لويزيانا للنفط البحري الذي يعد أحد أجزاء البنية التحتية الرئيسية، هذا إلى جانب باقي الخدمات اللوجستية البحرية.
ويعرف الميناء باسم "LOOP" حيث يتلقى النفط الخام المتدفق عبر الأنابيب المرتبطة بمنصات النفط البحرية وقد توقف العمل بالميناء قبل العاصفة.
يمر نحو 15% من إمدادات النفط الخام الأمريكية عبر الميناء الذي يتحكم في محطة بحرية على بعد حوالي 45 ميلاً (72 كيلومتراً) من الشاطئ لاستقبال واردات وصادرات النفط الخام المنقولة بواسطة الناقلات.
من المتوقع أن تصل أسعار البنزين في محطات الاستهلاك لأعلى مستوى لها في 7 سنوات مع حلول عطلة نهاية الأسبوع في عيد العمال، بعد أن تم إغلاق أو تخفيض حوالي 12% من القدرة على معالجة النفط الخام في البلاد قبل إعصار "إيدا".
وتحاول المصافي إعادة التشغيل ببطء مع عودة التيار الكهربائي، وسط تحديات بشأن تأمين إمدادات الخام.
ارتفع متوسط سعر البنزين العادي الخالي من الرصاص بنحو سنت واحد يوم الخميس إلى 3.18 دولار للغالون ليقترب من أعلى مستوياته التي سجلها خلال الصيف عند 3.19 دولار في أوائل أغسطس، ليسجل بذلك أعلى سعر للوقود في عيد العمال منذ عام 2014.