بعشرات السيارات “العتيقة”… فلسطينيون يتظاهرون تأكيداً لـ”حق العودة”
في الوقت الذي انطلقت فيه المسيرات الشعبية السلمية في شتى أنحاء الضفة الغربية، والتي قمعت قوات الاحتلال عدداً منها بالقوة وأسفرت عن عشرات الإصابات، تميزت مدينة جنين باستضافة مظاهرة من نوع غير مألوف، بعنوان «مسيرة العودة» وضمت مركبات قديمة طافت شوارع مدينة جنين وقراها.
وشارك في المسيرة 60 مركبة قديمة «تراثية»، يحتفظ بها أصحابها منذ عشرات السنين، وانطلقت من دوار بلدة عرابة، رافعة الأعلام الفلسطينية وأعلاما تحمل أسماء المدن والقرى التي هجروا منها في زمن نكبة 1948، تأكيدا على حق العودة. ثم جابت شوارع جنين وقراها وبلداتها، واستقرت في وقفة تضامن مع أهالي مخيم جنين الذين شردوا من قراهم.
وقال منسق الفعالية محمد سلامة من جنين، إن «هذه المركبات كانت شاهدة على الجريمة التي ارتكبت بحق شعبنا، وتأكيد للجيل المقبل أننا وإياهم متمسكون بحق العودة وسنبقى نناضل حتى إقامة دولتنا وعودة اللاجئين».
وقال عاصم الصابر، منسق الحملة من نابلس: «جئنا من كافة محافظات الوطن ومن داخل أراضي العام 48، لنؤكد وحدة الدم والمصير وتمسكنا بالعودة مهما طال الزمن، فنحن أصحاب الحق والأرض، والحافلة القديمة التي أقودها ربما هي شاهدة على نكبتنا لكنها في ذات الوقت توصل رسالة للعالم أننا باقون ولن نرحل».
وشهدت المسيرات الأسبوعية عمليات قمع شرسة، كما في كل أسبوع، من قبل قوات الاحتلال. وأصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في رأسه، والعشرات بالاختناق خلال قمع جيش الاحتلال مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والتي انطلقت منذ (17 عاما)، تنديدا باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية مراد شتيوي، بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في المسيرة. فيما أكد المشاركون في المسيرة استمرار مقاومتهم الشعبية، وأهمية تعميمها في جميع المحافظات، «حتى تحقيق مطالب شعبنا بالحرية والاستقلال».
وأصيب 70 مواطنا بينهم 12 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و51 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيتا جنوب نابلس.
وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر في نابلس، أحمد جبريل، بأن 12 مواطنا بينهم متطوع في الهلال الأحمر أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وآخر بقنبلة غاز مباشرة، إضافة إلى 6 برضوض نتيجة سقوطهم، إلى جانب العشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى تحطم زجاجها الأمامي.
وتشهد بلدة بيتا مواجهات في شكل يومي منذ عدة أشهر، ضمن فعاليات رافضة لإقامة بؤرة «جفعات افيتار» الاستيطانية على قمة جبل صبيح.
ونفذت قوات الاحتلال عدة حملات اعتقال في كل من بيت لحم وطوباس ورام الله والبيرة والقدس، بينهم ثلاثة أشقاء في رام الله.
وفي القدس الشرقية المحتلة، أدان وزير شؤون القدس فادي الهدمي، ما اعتبره «الحملة الإسرائيلية الشرسة على الثقافة والهوية العربية الفلسطينية في المدينة المقدسة».
وقال الهدمي، في بيان له أمس الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف البشر والحجر والشجر في مدينة القدس عبر سلسلة لا تتوقف من الانتهاكات والاعتداءات.
وأشار في هذا السياق إلى إقدام الاحتلال على تغيير أسماء شوارع ببلدة القدس القديمة بعد هجمة على مديرية التربية والتعليم بالمدينة
وقال: «ما يقوم به الاحتلال من تغيير أسماء الشوارع وتزييف الحقائق لن يغير وجه المدينة العربي الفلسطيني. وستفشل أيضاً كل محاولات فرض المنهاج التعليمي الإسرائيلي على المقدسيين. فمهما فعلوا سيبقى شارع الواد وستبقى شوارع صلاح الدين والسلطان سليمان ونابلس والزهراء فهي الأصل والعنوان».
وأشار الهدمي إلى أنه لا يمكن فصل استهداف الثقافة الفلسطينية ومحاولات تغيير معالم المدينة عن عمليات الهدم والإخلاء القسري والاستيطان.
وقال: «كلها تأتي في سياق مخطط واحد متكامل يستهدف القدس العربية بهويتها وسكانها ومبانيها وشوارعها ومساجدها وكنائسها. لكن القدس ستبقى هي القدس بصمود سكانها الأسطوري بمدينتهم المقدسة».