"يوم الأرض الفلسطيني".. 46 عاما من الصمود في وجه محتل غاصب
يحرص الفلسطينيون في الثلاثين من مارس من كل عام على احياء ذكرى يوم الأرض في تعبير منهم عن تمسّكهم بأرضهم وهويتهم الوطنيّة، بعدما قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي السكنية الفلسطينيّة، انطلقت على أثرها المظاهرات التي توسعت لاحقاُ وأسفرت عن اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين و السلطات الإسرائيلية، انتهت باعتقال ومقتل العديد من الفلسطينيين.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة قد أعلن في الثلاثين من مارس عن مقتل مقتل 4 فلسطينيين فضلا عن إصابة المئات برصاص الجيش الإسرائيلي وسط التوتر والاحتجاجات الفلسطينية التي تمتد على الحدود مع اسرائيل.
فيما كشف رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في الثامن والعشرين من مارس/آذار عن قيام الجيش بنشر أكثر من 100 قناص على امتداد الحدود مع غزة، ومدد أسلاكاً شائكة على الحدود تحسباً لأي اختراق محتمل من الجانب الفلسطيني.
ويشهد هذا اليوم نشاطا في الدعوات إلى المظاهرات والاحتجاجات لإحياء ذكرى مقتل ستة فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976.
الخلفية التاريخية
تعود الخلفية التاريخية لهذا اليوم إلى فترة ماقبل قيام دولة اسرائيل، حيث كان الفلسطينيون من العرب يعتمدون على الزراعة بنسبة ما يقارب 70 في المئة كمصدر للعيش.
ولكن حرب 1948 تسببت في هجرة مئات الآلاف من الفلسطينيين لقراهم ومدنهم، وفي 1950، أصدرت إسرائيل قانون العودة فتوافد من خلالها الكثير أعداد كبيرة من اليهود حول العالم.
وفي نفس الوقت، وضعت اسرائيل قانون " أملاك الغائبين" الذي قامت بموجبها بمصادرة أراضي اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا أو نزحوا بسبب الحرب. وبالتالي فاليهود الجدد قاموا بشراء تلك الأراضي المصادرة من الدولة.
واوضح البروفسور أورين يفتحئيل، أنه لم يقم الفلسطينيين بأي احتجاجات قبل عام 1970، ضد سياسيات اسرائيل بسبب الحكم العسكري والفقر والعزلة إلى جانب عدم تبلور حركة سياسية قوية بين الفلسطينيين.
وكان قانون المصادرة الأول قد صدر تحت اسم " تطوير الجليل" وتمت بموجبه مصادرة أراض لعرب الداخل في المناطق الإسرائيلية، إلى جانب أراضي اللاجئين في عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وسخنين وعرابة ودير حنا وطرعان وكابول وغيرها من الأراضي.
فقام الأهالي بالاحتجاج على ذلك بالمظاهرات والإعلان عن الإضراب الشامل في تاريخ 30 آذار، حتى ازدادت حدّة المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي لدرجة استخدام الدبابات في اقتحام القرى الفلسطينية، وقتل وجرح العديد في منطقة عرابة وسخنين.
ومنذ ذلك الوقت أصبح الفلسطينيون يحرصون على احياء ذكرى هذا اليوم بالقيام بزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفتها على يد اسرائيل، إلى جانب إقامة نشاطات مختلفة مثل افتتاح معارض تتضمن منتجات تراثية فلسطينية وأشغال يدوية وتنظيم حملات دعم واستذكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي و إقامة المهرجانات المختلفة في كل أماكن تواجدهم.