تخريج الدفعة الثانية للقراء المجازين من مجمع القرآن الكريم
بحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أمس الإثنين أقيم حفل تخريج الدفعة الثانية للقراء المجازين من مجمع القرآن الكريم بالشارقة والذي أقيم في قاعة المدينة الجامعية.
حيث بدأ حفل التخريج بآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ راشد علي النقبي برواية حفص عن عاصم، ليلقي بعدها الدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم في الشارقة كلمة، قال فيها: "مجمع القرآن الكريـم منارة عالمية يستلهم منها العطاش روائهم، والمولّـهون أشواقهم، بل صار يعد - بما يحتويه من أقسام علمية ومتاحف عالميّة- أيقونة حضاريّة فريدة، وواجهة معرفيّة رائدة في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وحقّ لهذا المجمع المبارك أن يكون أحد أضخم إنـجازات العصر الحديث في خدمة القرآن الكريـم وعلومه، كيف لا؟ وقد سطّرتـها يد سامية مباركة، بحروف ملؤها النّور، وما زالت تلك السّطور تتوالى، لتفصح عن منجزات باهرة، قامت عليها عيون ساهرة، وأيدي ماهرة".
وحول أحدث المشروعات التي يعمل عليها المجمع قال الطنيجي: "تحقيقا للرّؤى السّاميّة، شهد هذا العام انطلاق مشروعين طال انتظارهما للمكتبة القرآنية، الأول مشروع موسوعة التّفسير البلاغيّ للقرآن الكريم، والّذي يعنى ببيان الـمعجزة الرّبانــيّة الخالدة، على وصف لغويّ بديع، تحيا به روح الـمعانـي، وتشرق به أنوار الـمثاني، أما المشروع الثاني فقد تضلّعت اللجنة العلميّة في مجمع القرآن الكريم بمشروع تأليف كتب في إفراد القراءات القرآنية، في منهج فريد لم تسبق إليه، جامعة كلّ ما يحتاجه المقرئ والطالب من تنبيهات أدائيّة، ورسم عثمانيّ، وفواصل قرآنية، وتوجيه، وشواهد المتون وتحريراتها بهامش كلّ مصحف من مصاحف الإفراد، لتكون دليلا عمليا لـمن أراد أن يقرأ القراءات القرآنية إفرادا، وهذه المصاحف هي الشّقّ الثاني من هذا المشروع المبارك".
وحول أعداد القراء المجازين ودولهم، قال الطنيجي: "غطّى مجمع القرآن الكريـم بالشّارقة -بتوفيق الله- /157/ مئة وسبعا وخمسين دولة، والمجمع الآن يحتضن الحفّاظ من كامل دول قارّتـي إفريقيا وأمريكا الجنوبيّة، واليوم نشهد قطف ثمار غرس مجمع القرآن الكريـم الّذي شيّده صاحب السّموّ حاكم الشّارقة لنحتفل بتخريج الدّفعة الثّانية من المجازين والمجازات، حيث بلغ عددهم /303/ ثلاث مئة وثلاث خاتمين وخاتمات، بمجموع ختمات بلغ /394/ ثلاث مئة وأربع وتسعين ختمة بالقراءات والرّوايات المختلفة على مجموعة من خيرة مشايخ الإقراء.. إنّ هذه الجهود المباركة، ما كان لها أن ترى النّور إلّا بفضل وتوفيق من الله تعالى، ثمّ بفضل الدّعم اللّامحدود، والرّعاية الكريـمة، والمتابعة المباشرة الحثيثة، من لدن صاحب السموّ حاكم الشارقة، الذي وضع نصب عينيه خدمة القرآن الكريـم وأهله، فجزاه الله عن القرآن وأهله خير الجزاء".
واختتم رئيس مجمع القرآن الكريم كلمته بتوجيه النصح للقراء المجازين والمجازات قائلا: "هنيئا لكم هذا الاصطفاء الرّبّانيّ، والاختصاص الإلهيّ، فانتظامكم في سلسلة الأسانيد المتّصلة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نسب شريف، ومقام منيف، فأنتم خاصّة الخاصّة، فكونوا على قدر المسؤوليّة، وأدّوا ما حمّلتم من الأمانة، بعزيـمة وإخلاص، وتعاهدوا كلام ربّكم تلاوة وتدبّرا، علما وعملا، وكونوا خير سفراء لهذا المجمع المبارك في بلدانكم، وانشروا سماحة الإسلام ووسطيّته بين الأمم، ولا تنسوا مشايخكم والقائمين على هذا المجمع من خالص دعائكم، وخصّوا باني هذا المجمع وراعي نهضته، بدعوة صادقة في الصّلوات، وفي الخلوات.. اللّهمّ أطل عمره وأحسن عمله".