ضغوط أطراف دولية وعربية لدعم الموقف الشعبي في القدس
أثارت الأحداث في الأقصى في الوقت الحالي غضباً واسعاً في العالم العربي برمته، وصدرت بيانات إدانة رسمية، وصبت الحكومة الإسرائيلية غضبها على الأردن بسبب حدة التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء بشير الخواصنة الذي أشاد بمن رموا الحجارة في القدس.
وقال عبد المهدي مطاوع، محلل سياسي وباحث في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني و المنظمات الإرهابية والإسلام السياسي، انه من الواضح أن الضغوط التي تم ممارستها عبر الاتصالات التي قام بها الرئيس الفلسطيني والتي شملت أطراف دولية عديدة منها الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي أضافة للمواقف للدول العربية مصر والأردن والسعودية ودول إسلامية أخرى كانت سببًا رئيسيًا في وضع حكومة قوات الاحتلال الإسرائيلي تحت ضغوط خاصة أن هذه الاتصالات مسنودة بالموقف الشعبي الصامد في القدس والضفة.
وأضاف مطاوع في تصريحات خاصة لـ خليجيون، أن تلك الضغوط على الحكومة الإسرائيلية ساهمت في منع المزيد من التصعيد الذي سيؤدي إلي انفجار الأوضاع في أكثر من اتجاه.
وقررت الحكومة الإسرائيلية عدم الموافقة على مسيرة الاعلام في القدس وكذلك إيقاف زيارات المستوطنين لنزع فتيل أزمة بسبب توافق أعياد المسلمين والمسحيين مع اليهود، حسبما افاد مطاوع في تصريحاته.
ومضى قائلاً: هناك مخطط إسرائيلي وهو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، لافتاً الي أن إسرائيل تحاول تنفيذه من أجل بناء الهيكل
وهو المخطط المنوي تنفيذه، كما أن هناك أسباب أخرى موضوعية قد تسبب مزيداً من المواجهات مستقبلا والتي من بينها تهميش القضية الفلسطينية، وعد ايفاء الإدارة الأمريكية بوعودها للبدء في مسار سياسي يفضى إلي حل الدولتين.
إضافة إلي نفاق المجتمع الدولي عبر الكيل بمكيالين والذي ظهر اكثر وضوحا خلال الفترة الحالية مع الحرب الروسية الأوكرانية.
الجيش الإسرائيلي
وكانت قد ذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، إن السلطات الإسرائيلية قررت إغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام المستوطنين حتى نهاية شهر رمضان.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه قرر المستوى السياسي في إسرائيل إغلاق باحات الأقصى أمام المقتحمين اليهود اعتباراً من يوم الجمعة المقبل حتى نهاية شهر رمضان.
بدوره قال عضو الكنيست الإسرائيلي ايتمار بن غفير، إنه "إذا كانت الأنباء صحيحة بأن المستوى السياسي قرر وقف اقتحامات المستوطنين للأقصى بعد عيد الفصح (من الأسبوع القادم حتى نهاية رمضان)، فقد رفع بينيت الراية البيضاء الليلة". وأضاف أن بينيت "استسلم للإرهاب، واستسلم لحماس، واستسلم للأعداء".
جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وسائل اعلام محلية عن أجراء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات هاتفية، اليوم (الثلاثاء)، مع عدد من المسؤولين الأردنيين والفلسطينيين والإسرائيليين، لتطويق التوتر ومنع التدهور في العلاقات بين البلدين عقب الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عبّر عن غضب بلاده من نكث إسرائيل لوعودها والعودة إلى سياسة انتهاك حرمة الأقصى وإدخال مئات الجنود الذين ينفذون أعمال تكسير وتخريب في المسجد والاعتداء على مئات المصلين فيه والمساس بالموظفين الأردنيين في دائرة الأوقاف.
وفي المقابل، ادعى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن حكومته تبذل جهوداً للحفاظ على الأمن في الأماكن المقدسة في القدس ومن ضمنها المسجد الأقصى كجزء من سياستها لضمان حرية العبادة لليهود والمسلمين والمسيحيين. وقال إن القوات الإسرائيلية اقتحمت الأقصى بعد قيام عدد من الشبان بتجميع الحجارة والآلات الحادة ورمي المصلين اليهود عند حائط المبكى (البراق) بها.
لكن الصفدي ولبيد أكدا لبلينكن رغبتهما في الحفاظ على علاقات جيدة بين البلدين وتعهدا بتخفيف حدة الخطاب السياسي بينهما.