طارق فهمي يكشف لـ خليجيون: أحدث التطورات وأبرز سيناريوهات الفترة المقبلة في القدس
يشهد محيط المسجد الأقصى منذ يوم الجمعة الماضي، مواجهات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان حوادث العنف التي تسببت في إشعال حرب غزة قبل نحو عام، وحاولت قوات الشرطة الاسرائيلية منذ الأحد، اقتحام ساحات المسجد الاقصى، بعد يومين من الاشتباكات مع الفلسطينيين.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني أمس إن طواقمه تعاملت مع 19 إصابة وقعت خلال المواجهات المندلعة، بينها 5 إصابات تم نقلها للمستشفى.
وكشف طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، آخر التطورات في الملف الفلسطيني والاسرائيلي واقتحام المسجد الأقصى، والاحداث المشتعلة خلال الفترة الماضية، مشيراً إلي أن الأوضاع في فلسطين ليست مبشرة بالخير على الأطلاق، لافتاً إلي أن هناك تطورات حصلت خلال الساعات الماضية من الفترة الأخيرة.
وأضاف استاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة لـ خليجيون، أنه قد تم الإتفاق خلال الساعات الأخيرة مع الأطراف المعنية في إدارة الأزمة على رأسها مصر، والتي من بينها تم الاتفاق على إغلاق أبواب الاقصى من اليوم لنهاية شهر رمضان.
ومضى فهمي بالقول: أن اخر التطورات في الملف كان التحرك الامريكي الكبير بعد الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما يؤدي إلي تطور كبير في الازمة الفلسطنية الاسرائيلية، فضلاً عن إجتماع مجلس الامن اليوم والدول الخمس بقيادة دولة الامارات التي تعتبر رئيسة المجموعة العربية التي قدمت رؤية في هذا الاطار.
كما أنه يوجد اجتماع هام في الاردن غداً الخميس، بهدف تجديد الثقة للاتفاق الثلاثي الاردني الاسرائيلي الفلسطيني، لإشراف الأردن على المقدسات الاسلمية والمسيحية.
صاروخا سياسياً وليس عسكرياً
واضاف فهمي، أن الوضع يشير إلي خطورة كبيرة لانه دخلت جبهة حماس على الخط، الا وهو قطاع غزة مع الضفة الغربية، كما لفت فهمي، والصاروخ الذي اطلق خلال الساعات الماضية هو صاروخ سياسي وليس صاروخ عسكري بمعني الكلمة، كما رد الاحتلال الاسرائيلي بتوجيه ضرباته على هذا المناول.
وتابع، أن لا أحد يريد المواجهة لا جبهة حماس ولا اسرائيل، برغم الضغوطات مابين الطرفين، حيث تتعرض حكومة اسرائيل خلال هذه الفترة إلي ضغوطات باعتتبارها حكومة هشة وضعيفة خاصة بعد ان خرجت منها الوزيرة عديت سليمان رئيسة الائتلاف الحكومي بالكنيست، فبالتالي نحن امام اشكالية حقيقة تفكك الائتلاف الحاكم لاسرائيل، الجمهور الاسرائيلي الحكومة بتقنعه انها قوية خصوصاً وان اللكود ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو يتربص بالمشهد.
القاهرة والسعي إلي التطوير
وعلى الجانب الآخر، القاهرة بتسعى إلي التطوير ودورها في التنمية المباشرة في التوصل الي التهدئة وعودة الانضباط والالتزام بين الطرفين في هذا، ولكن الاوضاع في القدس لا تبشر بالخير لعدة اسباب ومن بينها.
اولا: قطاع المستوطنين مازالوا مصممين على إدارة المشهد من جانب واحد واستئناف مسيرات غدا بالاعلام بالرغم من أن الحكومة الاسرائيلية رفضت هذا، كما ان القطعان المستوطنين بيتحركوا بدعم مباشر من قبل أجهزة الأمن الاسرائيلية، واليوم حصل احتكاك بالرغم ماتم الاعلان عنه امس الثلاثاء.
ويعتقد فهمي، أن الاحتلال الاسرائيلي بيضغط على السلطة الفلسطنيية بإعادة تنسيق الأمن رسميا بعد أن جنبه الرئيس محمود عباس منذ عدة اشهر، وبالتالي نحن أمام سيناريوهات مفتوحة ومشاهد تحتمل كل الخيرات، ولكن يبقى المشهد مرتبط بأمرين وهما: اذا توافرت الارادة السياسية لدى حماس واسرائيل من جانب والسلطة الفلسطنية والحكومة الاسرائيلية من جانب آخر فربما يتم التهدئة.
اما عن السيناريوهات المقبلة، وهو دخول الامريكان على الخط منعاً لحدوث تصادم كبير في الفترة المقبلة، وهناك تحذيرات كبيرة من أجهزة الأمن على إسرائيل خاصة في ليلة القدر في نهاية شهر رمضاك المبارك، فبالتالي في مخاوف في نهاية هذا الأمر، ولهذا سيتم التعجيل بابعاد المستوطنين عن هذه المناطق.
ويوضح، أن جبهة غزة مرشحة للتصعيد اذا قامت اسرائيل باستمرار في سياسة الضرب التي تمت حتى فجر اليوم الاربعاء، ثم توقفت بعد استفاء اعمالها في كل الأحوال الوسيط المصري هو الوحيد القادر على اسكات المدافع وهو وحده الذي يمكن أن يقوم بدور مباشر، كما ان الامريكان هيرسلوا مبعوثين وربما وسيط خلال الساعات المقبلة للقاء كل الاطراف والتهدئة بالتنسيق مع الوسيط المصري، كما أن لقطر دور كبير في محاولة التهدئة لكن ليس كمصر، والاردن بتسعى إلي الحفاظ على وجودها في االقدس الشريف وبالتالي هتجدد الثقة في اتفاقها الثلاثي والاجتماع بتاع هام جداً.