باحث بالمركز المصري للفكر لخليجيون: الأزمة اليمنية تدخل مرحلة جديدة
لم يعد اليمن سعيدا فهو في حالة من عدم الاستقرار والصراع الداخلي الذي أدى إلى حرب كلفته الكثير حيث قُتل أكثر من 20000 مدني منذ عام 2015 وجُرِح آلاف، وربع المدنيين الذين قتلوا في الغارات الجوية كانوا من النساء والأطفال، ناهيك عن أعداد الأسرى والمعتقلين.
قال محمود قاسم، باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إن الأزمة اليمنية تدخل مرحلة جديدة وذلك في اعقاب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي على خلفية مخرجات مشاورات الرياض، التي انتهت 7 أبريل الجاري، وقد أدت إلى نقل السلطة من عبدربه منصور هادي إلى قيادة المجلس في تحول لافت يعول عليه المتابعون في إنهاء الأزمة وحلحلتها، خاصة في ظل عضوية المجلس التي تمت مناصفة بين الشمال والجنوب، وبذلك تدخل اليمن مرحلة لاختبار إمكانية تسوية الأزمة بعيدًا عن المسار العسكري.
واوضح قاسم في تصريحات خاصة لخليجون، قد حمل تشكيل المجلس عدد من الدلالات لعل أبرزها، حاجة الأطراف المنخرطة في الأزمة اليمنية في اختبار فرص التسوية والعمل على وضع حد للعنف والصراع المسلح، علاوة على رغبتهم في توحيد وتشكيل جبهة داخلية موحده لمواجهة الحوثيين.
واضاف قاسم، رغم ذلك هناك جملة من التحديات التي قد تعرقل هذا المسار من بينها: تعنت الحوثيين ورفضهم لمخرجات مؤتمر الرياض، علاوة على استمرار رهانهم على الأداة العسكرية، فضلا عن رفض صيغ التفاوض خاصة من قبل الجناح المتشدد داخل الميليشيا، يضاف لذلك تحديات أخرى ترتبط بقدرة المجلس على تجاوز ما قد يطرًا من خلافات وتناقضات داخلية، وتجاوز التعقيدات المحتملة، والعمل على معالجة القضايا العالقة.
وتابع وعليه تبقى الأزمة اليمنية مرهونة بالتفاعلات المستقبلية وحدود تعاطي الحوثيين مع تلك المحاولات الرامية لتسوية الأزمة، خاصة في ظل الترتيبات المحتملة المرتبطة بالاتفاق النووي الإيراني، حيث أن التوصل لاتفاق قد يؤدي لقيام إيران بالضغط على الحوثيين للقبول بالتفاوض وبحث سبل التسوية، كما تشكيل إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن إطلاق قوة المهام المشتركة 153 في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن سوف تفرض قيودًا كبيرة على تهريب الأسلحة للحوثيين ما يقيد من قدراتهم العسكرية، الامر الذي قد يدفع الميليشيا للتراجع عن مواصلة العمل العسكري مستقبلا.
وذلك بعد اتفاق الفرقاء على هدنة لمدة شهرين يدل ذلك على أن جلسات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي التي عقدت في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية كانت مثمرة وحققت نتائج أكبر من المتوقع.