الإماراتي يوسف الحداد لـ «خليجيون»: تعاون بين القاهرة وأبوظبي وعمان لإعادة الزخم للتعاون العربي
قمة إماراتية مصرية أردنية بالقاهرة، تصدرت أجندتها تعزيز العلاقات ومواجهة التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى واستعادة التهدئة الشاملة.
وعقدت في وقت لاحق من الأحد الماضي، قمة ثلاثية تجمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني.
وفي غصون ذلك، يقول المحلل السياسي الإماراتي يوسف الحداد، إنه رغم التعزيزات والتشابكات التي انطلقت بشكل او بأخر على العلاقات الدولية والاقليمية بالسنوات الاخيرة، وهذه التعقيدات جعلت وقوف عدد من الدول على أرضية مشتركة تعكس تطابق وجهات النظر مسائلة مستبعدة للغاية، الا أن دولة الامارات وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية، يمتلكون إصرار وعزيمة مشتركة ما يجعلهم يتمسكون بتجاوز اي متغيرات او عقدات على طرفي النقيض.
ويضيف يوسف الحداد في تصريحات خاصة لـ خليجيون، أن الواقع الفعلي يقول أن العلاقات المصرية الإماراتية الأردنية تمتلك مرونة كافية، والقدرة على تحقيق المصالح المشتركة لان الأساسي أن هذه العلاقات رغبة وحرص قادة هذه الدول على العامل المشترك والاستفاف ووحدة النظام، وكذلك التصدي إلي وحدة التحديات والتحركات التي تواجه المنطقة، ومن المؤكد أن أحد أهم الأسباب الداعمة التي تؤدي الي تفاقم العلاقات الأخوية بين البلدان الثلاث تتمثل في تقارب رؤى قادة هذه الدول حيال المشتركات والتحديات الاساسية.
ويتابع الحداد انه من الملاحظ أن هناك تقارب بين القاهرة وعمان وابوظبي على ضرورة احترام القانون في مكافحة الفكر المتطرف ومكافحة التنظيمات الإرهابية والتعايش المشترك وقبول الآخر، فضلاً عن حل الخلافات البينية بالطرق السياسية والجلوس على طاولة الحوار.
ويري الحداد أن الدول الثلاث مصر والإمارات والأردن يؤمنون بشكل كامل بأهمية تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والعمل على استعادة زخم العمل العربي المشترك من اجل التصدي بشكل او بأخر لتهول القوى الاقليمية الطامعة وتقديم المساندة للدول العربية التي تعاني من الفوضى والاضطراب خلال الأعوام الماضية، وكذلك السعي بقوة لدعم الدولة الوطنية العربية والجيوش الوطنية بإعتبار أن هذا هو السبيل الوحيد للتصدي بشكل أو بأخر للتداخلات الخارجية ومنع الفوضي واستغلال الفراغ الامني الناجم على إنهيار بعض الدول.
ويقول الحداد أن الإمارات من خلال إستراتيجية التشاور والتنسيق العربي، تؤمن إيماناً عميقاً بأن العمل االمشترك ومسائل الأمن والاستقرار والإزدها يمثل الاساس لنجاح المنطقةفي مواجهة التحديات المحيطة بها، إلي جانب البناء على الفرص المتاحة، وهذا جاء من خلال تثبيت سمو الشيخ محمد بن زايدولي عهد ابو ظبي وقائد القوات المسلحة، خلال مشاركته في القمة الثلاثية في القاهرة، على أن الإمارات مستمرة في جهودها لتعزيز التعاون العربي بما فيه الخير لدول المنطقة وشعوبها.
ولفت المحلل السياسي الإماراتي انه كان من الوضح تصدر أجندة القمة الثلاثية في القاهرة، إاضافة إلي تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول الثلاث، فضلاً عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بعد تصاعد التوترات في القدس وقطاع غزة، حيث يجمع الدول الثلاث تصدر القضية الفلسطينية واجندة سياساتها الخارجية، كما أن للدول الثلاث توافق في وجهات النظر، وتأكيدهم بأن السلام الشامل هو السبيل الوحيد لحل الأزمة، حيث ركزت القمة تحديداً على استدامة الجهود لإعادة الهدوء في القدس، وضرورة احترام القانون والتعريف القائم في الحرم القدس الشريف، ووقف الانتهاكات التي تقال المواقع المقدسة.
كما شملت القمة ايضاً تبادل وجهات النظر حول التطورات الاقليمية والعالمية، خصوصاً الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على دول المنطقة، حيث أكد زعماء الدول الثلاث انهاء الصراع من خلال الدبلوماسية والجلوس على طاولة الحوار، فيما شدد الحداد على ضرورة ابراز التنسيق والتعاون بين هذه الدول في ظل التحديات والتداعيات المتباينة في المنطقة، ذات الثقل السياسي والاستراتيجي في المنطقة، وذلك لتقليل التداعيات السلبية لتلك الازمات على دول المنطقة وطبعا المكاسب العربية، ولذلك نجد أن هذه القمة تعتبر اول قمة من نوعها تعقد على هذا المستوى مع تصاعد التوترات في الاراضي الفلسطينية، كما أن القمة نابعة من حجم وثقل الدول الثلاث، فضلاً عن توقيتها ومخرجاتها والتي عكست هذا التوافق التام في المواقف والرؤى في العواصم العربية الثلاث