طارق فهمي لـ خليجيون: الحرب الروسية الأوكرانية تتحول إلي حرب مفتوحة على المستوى السياسي والإعلامي
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية في يومها الـ 64، ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير والعالم على كف عفريت، وسط مخاوف من تحول النزاع، الذي ذكر الأوروبيين بمآسي الحرب الكبرى، إلى حرب عالمية ثالثة، وخشية من أن يدفع الرد الغربي بوتين حسب مراقبين إلى الضغط على زناد السلاح النووي تنفيذا لتحذيراته التي كررها لافروف.
وإلي ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية، تتحول الحرب الروسية الأوكرانية لحرب مفتوحة علي المستوي الإعلامي والسياسي في إطار ما يجري من عمليات عسكرية روسية، وتصعيد أمني واستراتيجي يستهدف العمل علي مسارات جزئية وليست كلية، وهو ما برز في توقف آفاق المفاوضات الدبلوماسية الجادة، واقتصار ما يجري في إطار أعمال إنسانية بعد الوصول تدريجيا للأهداف الروسية في أوكرانيا، والتي ارتبطت بالأساس بالعملية العسكرية، ومخططها الموضوع سلفا.
وتابع فهمي في تصريحات خاصة لـ«خليجون»، وهو ما نجح الجانب الروسي في تحقيقه بصرف النظر عن المواقف الأمريكية والغربية علي وجه الخصوص، فما تزال أوكرانيا في حاجة للسلاح للمواجهة الراهنة والمحتملة وهو ما أعلن مؤخرا من الدول الحليفة وفي إطار حشد أمريكي لافت لتجميع الدول الداعمة، كما أن الدول الغربية لها حساباتها المحددة ليس في نطاق الناتو فقط بل في خارجه أيضا، وهو ما يجب تفهم أبعاده جيدا خاصة وأن الجانب الروسي لا ينظر جليا لحجم الخسائر التي تنتج من استمرار العمل العسكري، والاستراتيجي في أوكرانيا علي اعتبار أن سيناريو ما جري في شبه جزيرة القرم قابل للتكرار..
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن مسارات ما يجري روسيا وأوكرانيا مرتبط بغياب الإرادة السياسية المشتركة بين الجانبين للحل والحسم، مع استمرار الجدال الأمريكي والغربي بشأن الأسلحة التي تحتاجها أوكرانيا، وشحنات الصواريخ المضادة للدروع ونوعية الطائرات التي يمكن استخدامها ضد الدبابات والمروحيات الروسية.
وأفاد طارق فهمي، إضافة لوضع وتحصينات كييف، وكيف يمكن للدول الغربية فرض مزيد من الضغوط الاقتصادية على روسيا وكذلك التماهي مع نداءات أوكرانيا لفرض منطقة حظر طيران فوق سمائها، إذ سيتطلب ذلك من حلف الناتو إسقاط الطائرات الروسية بما يمكن أن يؤدي إلى صدام مباشر، وتحويل الغزو الروسي لأوكرانيا إلى حرب شاملة في أوروبا، مضيفًا، خاصة بعد سحب روسيا لقواتها من المناطق المحيطة بكييف، وتركيز جهودها على دونباس التي يسيطر عليها جزئياً الانفصاليون الموالون لموسكو منذ 2014.