سياسي سعودي لـ خليجيون: زيارة أردوغان إلي السعودية تطويرا كبيرا في العلاقات بين أنقرة والرياض
تمثل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يقول مكتبه إنها جاءت استجابة لدعوة من الملك سلمان، تتويجا لجهود مستمرة منذ شهور لإصلاح العلاقات شملت إغلاق تركيا لقضية قتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018.
وفي السياق هذا، قال المحلل السياسي السعودي عمر سيف قايد، أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلي المملكة العربية السعودية خلال اليومين الماضيين، وكان في استقباله الملك سلمان بعد عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين.
وأكد المحلل السياسي السعودي، في تصريحات خاصة لـ خليجيون، أنه من المعروف أن العلاقات السعودية التركية علاقات متميزة في الشرق الأوسط، نظراً لما في الدولتين من فقه إقليمي كبير وبما يتمتع بيه من موقع استراتيجي متكامل بينهما لأوروبا، حيث يمر عبر تركيا ومن كل الشرق الأوسط والسعودية، وهي أيضا حلقة الوصل الاستراتيجي في مختلف النشاطات الاقتصادية والعالمية.
وأضاف قايد، أن الدولتين مشتركين في مجموعة 20 ويمتلكان اقتصادياً قوياً ومتيناً ومستقراً وأيضا إمكانيات بشرية هائلة، مشيراً الي أن العلاقات الاقتصادية بين دول العالم لن تنجح الا بوجود أرضية قوية بين الاستقرار السياسي بين الدول وهي توافر ثقة متبادلة للشروع في آلية توافقية محكمة.
وأشار إلي أن كما أن الحديث بين العلاقات الاقتصادية بالمملكة العربية السعودية وتركيا سيتم الذكر على العلاقات السياسية الحميمة بين الدولتين، وتطوير كافة العلاقات بين الرياض وأنقرة، مشيراً الي أن الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلي أنقرة عملت على إيجاد أرضية مشتركة بين البلدين، كما أنها أزالت المرحلة السابقة، في كل تسميات في علاقات مع دول عربية أخرى مع تركيا.
وتابع قايد، كما أن هناك تطوير علاقات في هذه العوامل، ووجود مصالح حقيقة مشتركة بين البلدين لا يمكن التجاوز عنها، كما أن ذلك يسعى الي تكامل اقتصادي كبير بين البلدين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يأمل أن تبشر زيارته إلى جدة بعهد جديد في العلاقات مع السعودية "الشقيقة"، مع قيامه بأول زيارة على مستوى رفيع بين البلدين منذ سنوات.
وأضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة والرياض "اتفقتا على دفع التعاون الاقتصادي المشترك إلى الأمام"، وأضاف أنه أجرى "زيارة ناجحة إلى السعودية تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز"، بحسب وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.
وذكر أردوغان للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من السعودية، إثر زيارة استغرقت يومين أنه "في اليوم الأول من الزيارة التقى الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وناقش معهما المواضيع المطروحة على الأجندة بين البلدين".
وذكر أنه "تمت مراجعة العلاقات الثنائية بكافة أوجهها، وتبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية، وبحث الخطوات المشتركة التي يمكن الاقدام عليها من أجل تطوير العلاقات التركية السعودية".
وقال: "جددت دعمنا لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وأكدت على أننا لا نفرق بين أمننا وأمن منطقة الخليج".
وأعرب أردوغان عن ثقته بأن هذه الزيارة "ستشكل بشرى مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين"، وتابع: "لقد أبدينا بكل وضوح وعلى أعلى مستوى إرادتنا المشتركة بخصوص تطوير العلاقات الثنائية على أرضية الاحترام والثقة المتبادلين".
وتابع: "عازمون على مواصلة هذا السعي من أجل مصالحنا المشتركة واستقرار المنطقة"، وأردف: "يتعين علينا الدخول في مرحلة جديدة مع الدول التي نتقاسم معها نفس المعتقدات والأفكار، إنها مرحلة كسب أصدقاء وليس خلق أعداء".
وذكر أن "استعادة الزخم في التجارة بين البلدين وإزالة العقبات الجمركية وتشجيع الاستثمارات، والمشاريع التي يمكن أن يتولاها المقاولون الأتراك، شكلت المحاور الرئيسية للمباحثات من حيث العلاقات الثنائية".