محلل سعودي لـ«خليجيون»: العلاقة بين السعودية والكويت تمتد لأكثر من 130 سنة.. ولديهما قضايا ذات اهتمام مشترك
أكد دكتور عبد الله العساف المحلل السياسي السعودي أن العلاقة بين السعودية والكويت علاقات تجاوزت الحدود المتعارف عليها في مبادئ العلاقات الدولية، فهي علاقة أخوية أسرية تمتد لأكثر من 130 عاما نمت خلالها العلاقة بين البلدين وأصبحت مثالا يحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول، من وحدة المصير والهدف وتطابق الرؤى.
وأشار في تصريحات خاصة لموقع خليجيون إلى أن البلدان تجمعها علاقات خاصة ورابط أخوية تجمع ملوك المملكة بأمراء الكويت منذ عهد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظهما الله ـ علاقة شخصية وإستراتيجية عميقة، تؤكد معنى الأخوة والمواقف والمصير المشترك هذه العلاقة ورثها الأبناء من الآباء والأجداد وأكملوا المسيرة المتميزة.
وتابع هذا ما تشهده العلاقات السعودية الكويتية بشكل عام وما يجمع بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والشيخ مشعل الأحمد ولي عهد الكويت، من علاقات خاصة توجت بدعوة كريمة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لشقيقه ولي عهد الكويت لزيارة بلده الثاني.
ولفت العساف إلى أن السعودية والكويت تحرصان على توثيق العلاقة باستمرار من خلال البناء على مبادئ التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والمواضيع الإقليمية والدولية، وهو ما يوحِّد التوجه الكامل للقرارات كافة من البلدين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وأشار إلى أنه رسخت العلاقة الأخوية الخاصة التي تجمع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي العهد بدولة الكويت العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وأسهمت في حل القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة.
ولفت العساف إلى أن الحديث عن العلاقات السعودية الكويتية أصبح اليوم من نافلة القول، فالجميع يعلم متانة هذه العلاقة وعمقها، وتجاوزها العلاقات المعتادة بين الدول، علاقة تجاوزت ثلاثة عشر عقدا من الزمن، في كل عقد تضيف جوهرة جديدة لهذه العلاقة النموذجية، واليوم بزيارة سمو ولي العهد تضاف لؤلؤة جديدة تنطلق من هذا الأساس، وتكمل مسيرة العمل المشترك.
وأشار إلى ترحيب شعبي غير مستغرب من الأشقاء في الكويت بمن اطلقوا عليه صانع التغير، والقائم ببناء السعودية الجديدة، متمنين الاستفادة من رؤيته وجعلها تتكامل مع الرؤية الكويتية 2035، وهذا يعد أحد الأهداف الرئيسة لهذه الزيارة، فالتكامل اليوم أصبح ضرورة وليس خيارا، عطفا على المتغيرات الإقليمية، والتحولات الجيواستراتيجية التي يمر بها العالم، مما يوجب مأسسة العمل وتوحيد الرؤية، والعمل وفق استراتيجية جماعية قادرة على الوفاء بمتطلبات جميع دول المجلس.
ولفت إلى أنه على مختلف الأصعد السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والرياضية، والصحية، والابتكارات، وسلاسل التوريد والصناعات البتروكيماوية، وغيرها تحتكم إلى قاعدة المصلحة الخليجية المشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي، وضمن إطار توجهات خليجية لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط وهو اتجاه تقوده المملكة العربية السعودية، ويتماشى مع إطلاق دول مجلس التعاون الخليجي لرؤى تنموية وطنية.
ونوه إلى أنه من يستمع لكلمات وخطابات المسؤولين في البلدين يدرك جيدا عمق العلاقة التي تربط السعودية والكويت، ومدى الرغبة القوية لدى القيادتين في نقل هذه العلاقة إلى المكانة اللائقة بها من خلال استثمار مقدرات البلدين وتنميتها، فالتكامل الاقتصادي في هذه المرحلة أمر في غاية الأهمية بل هو أحد عناصر القوة التي تفرضها طبيعة المرحلة، ولذا سعى البلدان إلى التغلب على الآثار السلبية لجائحة فيروس كورونا من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة لرجال الأعمال، وتشجيع الصادرات، وتذليل كافة العقبات التي تحول دون زيادة التبادل التجاري قياساً بالإمكانات الكبيرة جداً، والفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة في البلدين، مما سيسهم بشكل جيد في زيادة ونمو التجارة البينية.
ولفت إلى أن مجلس التنسيق السعودي الكويتي الذي وقع محضر إنشائه في يوليو من عام 2018م، جاء بهدف وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وبناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان.
وتابع يهدف إلى تعزيز التعاون والتكامل بينهما في المجال السياسي والأمني والعسكري، وضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة، وإبراز مكانة الدولتين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتكامل السياسي والاقتصادي، والأمني العسكري في مختلف المجالات.
ونوه إلى أنه من هذه المرتكزات جاء تأسيس مجلس التنسيق السعودي الكويتي وفق رؤية متوازنة وطموحة، قرأت الواقع ورسمت المستقبل بما يعمق هذه العلاقة وينقلها لمرحلة التكامل والتعاضد بتوجيهات مباشرة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وأخية صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد لترجمة العلاقة المتميزة على أرض الواقع.
وأضاف أن هذا المجلس سوف يساهم في صياغة مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ليصبح نواة لتكامل أعم وأشمل للمنظومة الخليجية تحت مظلة المجلس الذي أنهى أربعة عقودا من التعاون، وأصبح قادته ومواطنوه يتطلعون لتعزيز العمل المشترك وتمتين وتقوية وتطوير هيكله ليصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات والمخاطر، وأكثر انفتاحاً على استثمار موارده الطبيعية والبشرية بما يعود على جميع دوله بالنفع.