محلل تونسي لـ خليجيون: حرائق تونس تسعى لخلق فوضى من شأنها الإسراع في حركة تطهيريّة تستهدف النهضة وحلفائها من الإخوان
اصدرت حركة النهضة الإخوانية بتونس بياناً تحريضاً فجر غضب وحدات الإطفاء من توظيف ممنهج لمغالطات تستهدف "إشعال نار الفتنة".
واستنكرت الأمانة العامة لقوات الأمن الداخلي ما ورد في بيان للحركة عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، تضمن اتهامات لوحدات "الحماية المدنية" (الإطفاء) "في محاولةً لضرب هياكل (مؤسسات) الدولة".
وقالت النقابة إن ما تضمنه بيان "النهضة يهدف لإشعال نار الفتنة والمس من هياكل الدولة وتأليب الرأي العام ووضع أعوان الحماية المدنية في مواجهة مع المواطن".
خلق نوع من الفوضى
قال دكتور إبراهيم جدلة، استاذ المعهد العالي للدراسات التطبيقية والإنسانية بتونس، إثر خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد ليلة العيد، الذي لمّح فيه إلى إصلاحات دستورية وسياسيّة قريبة، عمدت بعض الجماعات إلى إشعال الحرائق في كامل أنحاء الجمهوريّة تجاوزت المائة حريق في اليوميْن الأوليْن، تواصلت إلي حدود الساعة.
وأضاف جدلة في تصريحات خاصة لـ خليجيون، إن كانت أغلبيّة الأصوات تتهم حركة النهضة الإخوانيّة بالقيام بذلك فإنّ بعض الأصوات ترى أنّ كلّ ما يحدث هو يرمي إلى خلق نوع من الفوضى من شأنها مساعدة قيس سعيّد على الإسراع في حركة تطهيريّة تستهدف النهضة وحلفائها من الإخوان وغيرهم.
وتابع الوصول إلى هذه المرحلة تُنبأ بأن الصراع وصل إلى نهايته، ممّا يعني القضاء النهائي على النهضة التي فقدت حضورها الشعبي وخسرت كثيرا في معاركها السّياسيّة.
تأسيس حزب جديد
وأكد جدلة في تصريحاته، أن التراجع الكبير للإخوان المسلمين في تونس يجل إمكانية تأسيسهم لحزب جديد بأشخاص جدد وبتسمية مختلفة شبه مستحيل.
جاء ذلك في الوقت الذي اظهرت فيه تحركات جديدة يقوم بها عدد من المنشقين من حركة النهضة الإخوانية في تونس لتأسيس حزب جديد، وذلك في ظل ما تشهده الحركة الإخوانية من خلافات وانقسامات عميقة أدت إلى تفكك الحركة الإرهابية.
حيث أعلن القيادي السابق في حركة النهضة التونسية ووزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي، الأحد، أن مجموعته تعتزم تأسيس حزب سياسي جديد خلال الأيام المقبلة.
وقال المكي في بيان نشره عبر صفحته في "فيسبوك":" سنعقد خلال الأيام القليلة القادمة جلسة تأسيسية لهذا الحزب (لم يتم تسميته بعد)، يتم إثرها إيداع الملف القانوني لدى الجهات المعنية بهدف الحصول على التأشيرة".
وأضاف أن الجلسة التأسيسية المرتقبة تأتي "تتويجا لأشهر من النقاش والعمل في لجان تأسيسية لبلورة مشروع حزب سياسي جديد، ونظرا للتقدم الملموس لأعمال هذه اللجان".
وأوضح المكي أن هذه المساعي جاءت "بناء على استيعاب دروس الماضي واعتمادا على معطيات الواقع واستشراف آفاق المستقبل".
وقال إن من دوافع التأسيس أيضا، حسب البيان، "إيماننا بدورنا الوطني في بناء تونس الحديثة على أساس الانتماء الوطني الأصيل والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ابتداء من المساهمة بإخراج البلاد من الأزمة السياسية والإنقاذ الاقتصادي".