في ذكرى ميلاد السيدة العذراء.. تعرف قصة البشارة وقدومها إلى مصر
يصادف اليوم أول بشنس من الشهور القبطية الموافق 9 مايو عيد ميلاد السيدة العذراء طبقًا لما أقره المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي من بيان عبر صفحته الرسمية عن أعياد السيدة العذراء.
وشهد يوم 7 مسرى الموافق 13 أغسطس البشارة بميلاد السيدة العذراء، أول بشنس الموافق 9 مايو الميلاد، 3 كيهك الموافق 13 ديسمبر عيد دخول الهيكل وهو اليوم الذي دخلت فيه لتتعَّبد في الهيكل داخل الدار المخصصة للعذارى، فيما كان يوم 24 بشنس الموافق 1 يونيو الدخول إلى مصر، 21 طوبة الموافق 29 يناير عيد نياحة (وفاة) السيدة العذراء بالإضافة إلى الأعياد الأخرى المرتبطة بالسيدة العذراء.
وفى إطار عيد ميلاد السيدة العذراء اليوم يقدم خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار قصة ومكانة السيدة العذراء والتى اختارها الله عز وجل وفضلها على نساء العالمين، فوالدها عمران كان رجلًا عظيمًا وعالم قدير وقد حملت زوجته فوهبت ما فى بطنها من الحمل محررًا لخدمة بيت الله فلما وضعت وتبينت أن المولود أنثى توجهت إلى الله كالمعتذرة ولكن الله تقبل المولودة بقبول حسن وأنبتها نباتًا حسنًا.
وقد توفى والد السيدة مريم وهى صغيرة فكانت في حاجة إلى من يكفلها ويقوم برعايتها واختلف رعاة بيت الله فيمن يكفلها وكان الكافل نبى الله زكريا عليه السلام والد نبى الله يحيى عليه السلام، وكان نبى الله زكريا زوج خالتها وفى أثناء رعاية السيدة مريم يدخل إلى حجرتها ليجد عندها رزقًا لا يوجد عند أحد من البشر فيسألها من أين؟ تجيبه هو من عند الله.
كما أن الملائكة كانت تأتى إلى السيدة مريم وتخبرها باصطفاء الله عز وجل لها وتطهيرها من الأرجاس وتحثها على الاجتهاد فى العبادة والقنوت لله عز وجل وهكذا نشأت على الطهارة والبعد عن كل دنس.
ولما بلغت مبلغ النساء وأثناء خلوتها أتاها الملاك جبريل بالبشارة بالسيد المسيح فى صورة فتى ففزعت منه وأخذها العجب كيف يكون لها ولد وهى لم تتزوج وهى مثال للعفة والطهارة وأخبرها الملاك جبريل بإسم المولود يسمى المسيح عيسى بن مريم وصفاته بأنه سيكون وجيهًا فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد والكهولة وسيؤتيه الله علم الكتاب والحكمة والتوراة ويعطيه الإنجيل أى البشارة وأنه سيكون آية للناس على قدرة الله وأنه سيخلصهم مما هم فيه من أحوال بعدما غلبت المادية على بنى إسرائيل وتجاوزوا حدود الله ولم يراعوا كتابه فجاءهم بالهداية ومملكة الأخلاق والفضائل وحملت السيدة مريم بالسيد المسيح عليه السلام ومرت بجميع أطوار الحمل الطبيعية إلى أن ولدت.
ويتابع الدكتور ريحان:توجهت السيدة مريم إلى جذع نخلة عندما آتاها المخاض فى بيت لحم وكان فى زمن الشتاء والنخلة يابسة وقد جاءتها لتستتر بها أو تستند عليها وسمعت صوت قيل أنه الملاك جبريل يطلب منها أن تهز جذع النخلة اليابس فتتساقط عليها رطبًا جنيًا وهى الطاهرة الذى كان يرزقها المولى برزق دون تعب بمعجزات إلهية وقد اتضح علميًا أن الرطب أفضل طعام للنفساء فهو طعام وعلاج وهناك مكان بكنيسة بيت لحم المبنية موضع ولادة السيد المسيح قد قور البلاط فيه ويقولون أن موضع هذه التقوير كانت النخلة التى ولدت عندها السيدة العذراء.
واستطرد الدكتور ريحان ان السيدة العذراء عندما وضعت الطفل عقب ولادته لم تجد بيت يأويها فى ذلك البلد فلجأت إلى مكان الرعاة الذين كانوا غائبين بماشيتهم فى الرعى وهناك وادى عميق بجانب المدينة يسمى وادى الرعاة وأن سبب وجودها ببيت لحم أن الحاكم فى ذلك الوقت أمر بإحصاء البشر وإثباتهم فى الدفاتر فجاءت السيدة مريم ومعها القديس يوسف النجار من أبناء عمومتها إلى بيت لحم ليثبت نفسه والسيدة مريم فى التعداد وكانت الولادة هناك.
رحلة اللجوء إلى مصر
نحتفل في مصر بمجئ السيدة العذراء فى أول يونيو من كل عام حين قررت العائلة المقدسة الفرار من حاكم القدس الطاغى "الملك هيرودس" الذى تخوف من أن يزاحمه السيد المسيح في المُلك فحاول قتله عن طريق المجوس فحينما فشل قرر قتل جميع أطفال بيت لحم من دون السنتين وأتي الوحي للقديس يوسف بأن يأخذ الطفل وأمّه إلى مصر فهربوا وأقاموا بها حتى وفاة هيرودس قبل أن يعودوا إلى الناصرة.
وأن المقصود بالربوة التي أوت إليها العائلة المقدسة والمذكورة في سورة المؤمنون آية 50 }وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ{ هي أرض مصر التي لجأت إليها العائلة المقدسة وهى أرض بها نبات وربى، وقد جاء السيد المسيح طفلًا أقل من عام وعاد صبيًا وشملت البركة مواقع بها اليوم آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية