السيسي ونظيره البولندي يبحثات تطورات القضايا الدولية والإقليمية
شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره البولندي أندريه دودا، اليوم الاثنين مراسم توقيع عدة اتفاقيات تعاون بين البلدين، وذلك بقصر الاتحادية بالقاهرة.
ووقع وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، ونائب وزير الخارجية البولندي بافل يابلونسكي، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال البحوث الزراعية بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بجمهورية مصر العربية، ووزارة الزراعة والتنمية الريفية بجمهورية بولندا.
كما جرى توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الرياضة بين وزارة الشباب والرياضة بجمهورية مصر العربية، ووزارة الرياضة والسياحة بجمهورية بولندا، حيث وقع عن الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري، وعن الجانب البولندي نائب وزير الخارجية بافل يابلونسكي.
وتم أيضا توقيع مذكرة تفاهم بين معهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة خارجية جمهورية مصر العربية، والأكاديمية الدبلوماسية بوزارة خارجية بولندا، حيث وقعها وزير الخارجية سامح شكري، ونائب وزير الخارجية بافل يابلونس
وصرح بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس بزيارة الرئيس البولندي إلى القاهرة، والتي تكتسب أهمية خاصة، كونها أول زيارة رئاسية بين الجانبين، رغم امتداد العلاقات الدبلوماسية المشتركة عبر قرن من الزمان، مؤكداً سيادته أن الزيارة في هذا التوقيت الحيوي تعكس مدى الأهمية التي يوليها الطرفان للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والحرص المشترك على الانتقال بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً.
كما أعرب الرئيس السيسي عن اهتمام مصر البالغ بتطوير التعاون مع بولندا في إطار تجمع دول فيشجراد، والذي يضم إلى جانب بولندا كلاً من التشيك والمجر وسلوفاكيا، وذلك لتعزيز أطر التعاون بين مصر وذلك التجمع الإقليمي الهام، نظرًا لأنه يتضمن دولاً صديقة، ومتشابهة الفكر والأولويات مع مصر، لاسيما في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية وبناء القدرات.
من جانبه، أعرب الرئيس البولندي عن تقدير بلاده الكبير لعلاقاتها التاريخية الممتدة والمتميزة مع مصر، مؤكداً الحرص على الاستمرار في دفع تلك العلاقات، في ظل ما تمثله مصر من ركيزة هامة وأساسية للاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، خاصةً ما يتعلق بتعظيم العلاقات الاستثمارية بين البلدين، في ضوء الصلابة التي أظهرها الاقتصاد المصري تجاه التحديات والأزمات العالمية المختلفة، وما تتيحه المشروعات القومية الكبرى الحالية في مصر من فرص استثمارية ضخمة، لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وقد تناول الرئيسان سُبل المضي قدماً في تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين المصري والبولندي، حيث تم التوافق على تكثيف الزيارات الثنائية المتبادلة على مختلف المستويات، بهدف تعميق التعاون على جميع الأصعدة ذات الاهتمام المشترك، لاسيما في الشق الاقتصادي للعلاقات والذي ينطوي على الكثير من الفرص الواعدة في قطاعات مختلفة أهمها زيادة حجم التبادل التجاري، وكذلك نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة البولندية في مصر، إلى جانب مجالات السياحة والتحول الرقمي والطاقة الجديدة والمتجددة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد أيضاً استعراضاً لعدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، بما فيها جهود مصر في مواجهة ظاهرتي الهجرة غير الشرعية والإرهاب، والتي تعد محل إشادة وتقدير من كافة الأطراف الدولية ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي.
كما تم التباحث بشأن استعدادات مصر لاستضافة القمة العالمية للمناخ COP 27 في شهر نوفمبر المقبل بشرم الشيخ، وسبل الاستفادة من الخبرات البولندية في هذا الصدد في ظل استضافتها لثلاث دورات سابقة للقمة، وتم التوافق كذلك بشأن أهمية تعزيز التعاون بين البلدين فيما يتعلق بالشق الموضوعي للقمة، وذلك لدعم استقرار التنمية الاجتماعية والاقتصادية أثناء تطبيق إجراءات التخفيف والتكيف مع آثار التغير المناخي.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز جهود تسويتها من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية.
كما تناولت المباحثات الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمي، حيث أوضح الرئيس البولندي وجهة نظر بلاده إزاء مسببات الأزمة وسُبل التغلب عليها، كما استعرض السيد الرئيس وجهة النظر المصرية إزاء الأزمة والموقف المصري في هذا الصدد، والذي يقوم على أساس تناول كافة السبل المؤدية إلى التهدئة والتوصل إلى حل سلمي للنزاع وبذل كل الجهود من أجل تحقيق ذلك سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو الدولي
وفي المؤتمر الصحفي المشترك رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقرار دولة بولندا باستئناف رحلات شركتها الوطنية بين القاهرة ووارسو اعتبارًا من غدًا الثلاثاء وقال خلال مؤتمر صحفي عقد في أعقاب جلسة مباحثات مع نظيره البولندي آندريا دودا بقصر الاتحادية، اليوم الاثنين، إن هذه الخطوة يتم التعويل عليها كثيرًا لتيسير حركة الانتقال والاستثمار بين البلدين، بما يصب في صالح جهود جذب الاستثمارات إلى البولندية إلى مصر وزيادة حركة التدفق السياحي البولندي إلى المقاصد المصرية وأضاف أن بولندا تحتل المرتبة الخامسة بين الدول المصدرة للسياحة إلى مصر.
وأضاف أن المباحثات تناولت سبل تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لتحقيق مصالح الشعبين، مؤكدا أن تعزيز العلاقات مع بولندا يتطلب تكثيف الزيارات الثنائية على كل المستويات لتعميق التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وأشار السيسي إلى إن الشق الاقتصادي ينطوي على الكثير من الفرص الواعدة في مجالات مختلفة أهمها زيادة حجم التبادل التجاري خاصة في مجالات تصدير اليوريا والفوسفات ومواد البناء من مصر إلى بولندا وأشار إلى العمل على تكثيف التعاون في مجالات التحول الرقمي والطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية المياه وإعادة تدوير النفايات، فضلًا عن الخدمات السياحية والعلاجية والاستفادة من الخبرة البولندية في هذه المجالات ونقلها إلى مصر.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه بحث مع نظيره البولندي جهود المؤسسات المصرية في التعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية ووقفها من السواحل الشمالية إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، على الرغم من استضافة مصر لأكثر من 6 ملايين لاجئ يتمتعون بكافة الحقوق الأساسية والخدمات الاجتماعية في مصر.
وأضاف "تم الترحيب بما ابدته بولندا بتقديم الخبرة فى استضافة مصر للقمة العالمية للمناخ "كوب 27" حيث استضافت بولندا 3 دورات سابقة للقمة.. ولقد شهدت المباحثات دعم استقرار التنمية الاجتماعية والاقتصادية أثناء تطبيق إجراءات التكيف مع آثار التغير المناخي.. وتم توجيه الدعوة للجانب البولندي للمشاركة رفيعة المستوي في المؤتمر".
وأشار السيسي، إلى أن مباحثاته مع نظيره البولندي آندريا دودا تطرقت إلى عدد من القضايا ذات الأهمية والأولوية على الصعيدين الإقليمي والدولي حيث بحث مع نظيره البولندى الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعيتها على دول العالم، متابعا: حرصت على إطلاع الرئيس البولندي على كافة التطورات التي تشهدها مصر في المجالات ذات الصلة بعمل الاتحاد الأوروبي مثل قضايا مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان".
وأضاف السيسي، : "تحدثنا عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الانسان.. وتعزيز حقوق المواطنة والحريات الدينية ومكافحة التطرف.. والجهود الوطنية لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.. ودعم جهود مواجهة الإرهاب على الصعيد الدولي".
وأشار الرئيس المصري، إلى بحث ملف سد النهضة، حيث تم استعراض الجهود المصرية على مدار عقد كامل من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق منصف وملزم قانونيًّا بما يكفل عدم الإضرار بالمصالح المائية المصرية وحقوق الأجيال الحالية والقادمة من مياه النيل الذي يمثل المصدر الأساسي للمياه في مصر، ويكفل في نفس الوقت تحقيق الأهداف التنموية للشعب الإثيوبي.
من جانبه رحب الرئيس البولندى أندريه دودا، بزياته الأولى إلى مصر، مؤكدا أنه عقد جلسة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، حول العديد من القضايا المختلفة والمهمة للطرفين والعلاقات الدبلوماسية، 100 سنة وتاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأضاف: "أتذكر الزيارة الرئاسية السابقة إلى بلادي.. ووجهت الدعوة إلى الرئيس السيسى لزيارة بولندا.. ونتطلع إلى هذه الزيارة إلى وارسو.. وندعم تعزيز العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات الاقتصادية والسياحية خاصة مع استئناف الرحلات مع مصر.. والسياح من بلادى يلقون ضيافة لائقة فى مصر".
وتابع الرئيس البولندي: "نتطلع إلى تعزيز التعاون السياحى بين البلدين للاستفادة من الرحلات السياحية إلى مصر فى الاطلاع على السياحة الآثرية.. ومصر من أقرب الدول العربية ونعزز التعاون المثمر والدائم.. ومصر دولة محبوبة فى بولندا.. وهناك قاعدة أساسية للتعاون الاقتصادى وملف التحول الرقمى وتبادل المعلومات والتقنيات الحديثة والتعاون المشترك العسكرى والزراعى لأن الزراعة متطورة فى بلادى ونحن نصدر الأغذية إلى العديد من الدول".
وأكمل الرئيس البولندي: "هناك إمكانيات واسعة للتعاون مع مصر فى مجال العلوم المائية ودعم ملف الاقتصاد المائي.. ومستعدون للتعاون مع مصر ونتفهم أهمية مياه النيل وما نتعلق بملف سد النهضة.. وندعم السلطات المصرية فى عدم التأثر ببناء هذا السد على الاقتصاد والزراعة فى مصر.. وهذه الملف يخص شمال أفريقيا"، موضحا أنه يتمنى انتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية بسلام ولابد من جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل للأزمة بينهم.