مصر بين عشرينيات القرن الماضي والحالي.. ماذا بقي وماذا تغير؟
صدر العدد رقم (84) من مجلة (أحوال مصرية) التي تصدر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، برئاسة تحرير الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، تحت عنوان "العقل المصري"، وهو محاولة بحثية لفهم مكونات وسمات عقل المجتمع المصري وروافده المعرفية، إلى جانب محاولة الوقوف على طبيعة التحولات الفكرية الجيلية، وسماتها الأساسية.
والعدد يمثل جزءا من مشروع فكري ممتد لمجلة أحوال مصرية، لرسم صورة تفصيلية عن مصر والمصريين، والثابت والمتغير في الشخصية المصرية.
في إطار هذا المشروع، ناقشت المجلة عبر سلسلة من الأعداد المتتالية عددا من الظواهر الاجتماعية المهمة، مثل سمات جيل" Z" المصري، والمرأة المصرية، وأزمة الوعي، والشارع المصري، والقرية المصرية، كما خصصت عددا عن سؤال التقدم والتأخر في تاريخ الأمم.
وفي عدد مجلة أحوال مصرية رقم (80) الصادر تحت عنوان "أهل مصر بين عشرينيتين" قدمت المجلة مجموعة كبيرة من الدراسات والمقالات التى رسمت صورة متكاملة عن مصر وأهلها بين عشرينيات القرن العشرين وعشرينيات القرن الحادي والعشرين.
واهتم هذا العدد برسم صورتين للمحروسة، الأولى في العشرينيات القديمة والثانية في العشرينيات الحديثة، فجاءت مقالاته لتصف حال المجتمع وتطوره الفكري، وتحليل العلاقة بين الرابطة الدينية والرابطة الوطنية، وحالة النخبة السياسية، والتحولات فى الخريطة الطبقية، وطبيعة الاقتصاد، والتحولات فى الأسرة والعائلة، وحالة التدين لمسلمي ومسيحي مصر، واختلافات العمران، والتعامل مع الأوبئة، وتحولات الأدب والثقافة والمسرح والسينما والموسيقى والصحافة.
حاولت المجلة إعادة قراءة حقبة تاريخية مهمة في حياة مصر والمصريين، لا زالت مجهولة بالنسبة للكثيرين من أبناء الأجيال الجديدة، تلك الحقبة التي بدأت بثورة 1919 والنضال الشعبي من أجل الاستقلال وكتابة الدستور.
تجدر الإشارة إلى أن جيل "Z" هو الجيل المولود بعد بداية الألفية الحالية وهو جيل ارتبط بالرقمنة والتكنولوجيا الرقمية التي أتاحت له بناء عوالمه الخاصة التى تشكل وجدانه وتصيغ خياله. وهذا الجيل نضج فى ظل منصات معرفية متعددة تحدد سلوكياته وأنماط استهلاكه وسبل التسويق، ولديه قدرات كبيرة على التواصل والقدرة على التفكير الإبداعي، وتعايش مع العولمة وآمن بالمواطنة العالمية، واكتسب خصائص نفسية واجتماعية ومعرفية ووجدانية، صهرت معها الكثير من العقائد والقيم والخصوصيات الرمزية والاجتماعية، فآمن بأهمية الانفتاح والقبول بالآخر والتنوع العرقي، كما أن هذا الجيل عاصر مرحلة ما بعد الإنسان التي يتم فيها استبدال الآلة بالإنسان، فلم يعد الاكتفاء بالآلة كمساعد للإنسان وسبيل لتطوير سبل المعيشة والحياة.