مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود تتصدر اجتماع وزراء خارجية الدول الإفريقية الأطلسية بالمغرب
استضافت العاصمة المغربية الرباط الاجتماع الوزاري الأول للدول الإفريقية الأطلسية، حيث أشاد وزراء خارجية الدول الإفريقية الأطلسية برؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى جعل الفضاء الإفريقي الأطلسي إطارا لتعاون إفريقي عملي وملائم، وكذا بالتزام جلالة الملك من أجل إعادة تفعيل هذا الإطار الجيوستراتيجي للتشاور بين البلدان الإفريقية الأطلسية.
ودعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، لتحويل واجهة إفريقيا الأطلسية “إلى منطقة ترابط وتعاون واتحاد”، الذي عرف مشاركة 21 بلدا مطلا على الواجهة الأطلسية، من بينها 15 بلدا مثلها وزراء الخارجية، وأفاد بوريطة، بضرورة “هيكلة الفضاء الإفريقي الأطلسي، والعمل على تحويله إلى قطب استراتيجي واقتصادي وأضاف أن “هذا الاجتماع ناقش عدد من المواضيع المهمة، فضلا عن تأسيس 3 مجموعات موضوعاتية، تعنى بالحوار السياسي والأمن، والثانية حول الاقتصاد الأزرق والربط البحري والطاقة، والثالثة تتعلق بالتنمية المستدامة والبيئة”.
ولفت بوريطة، إلى أن “مبادرة الدول الأطلسية لا تهدف منافسة منظمات إقليمية أخرى أو منظمات إفريقية واعتبر أن المملكة المغربية الشريفة تسعى بمعية شركائها في “تمكين إفريقيا من تقوية الفضاء الأطلسي، واعتماد مواقف مشتركة وأوضح بوريطة، أن المبادرة تهدف إلى “تحقيق الارتباط مع بلدان الضفة الأخرى الجنوبية للمحيط الأطلسي وأمريكا اللاتينية، وذلك على المدى الطويل”.
فيما أكد الوزراء المشاركون في الاجتماع بالرباط أهمية الاستفادة المثلى من الفضاء الأفريقي الأطلسي من أجل تدبير أكثر تشاورًا وتنسيقًا لحكامة الهجرة، مجددين تأكيد إرادتهم القوية لمواصلة الحوار بشأن المبادئ والمصالح المشتركة، في أفق جعل الفضاء الأفريقي الأطلسي منطقة للسلم والاستقرار والازدهار المشترك
و أكد الوزراء على أن هذا الاجتماع ينعقد في سياق إقليمي ودولي جد خاص، وحافل بالتحديات بالنسبة لبلدان المنطقة، جدد الوزراء التأكيد على إرادتهم القوية لمواصلة الحوار بشأن المبادئ المشتركة، والرهانات والمصالح المتقاربة، في أفق جعل الفضاء الإفريقي الأطلسي منطقة للسلم والاستقرار والازدهار المشترك.
وتم خلال الاجتماع إقرارا بضرورة البحث عن التقارب السياسي، وبالمؤهلات الاقتصادية وبالتحديات الأمنية المشتركة التي يعرفها الفضاء الإفريقي الأطلسي، عبر الوزراء عن عميق انشغالهم بخصوص التهديدات متزايدة التعقيد التي يطرحها الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والقرصنة البحرية، وحدة التحديات البيئية وعواقبها على الأمن الغذائي وتدفقات الهجرة الانسانية، وأيضا رهانات التنمية الاقتصادية والبشرية، والتنافسية والاستقطابية، وأخذا بعين الاعتبار هذه التحديات، شدد الوزراء على ضرورة العمل الجماعي من خلال تنسيق الجهود في مجموعة من المواضيع الاستراتيجية والقطاعات المهيكلة، بهدف الاستجابة لمتطلبات الأمن والتنمية المستدامة والرخاء في هذه المنطقة المشتركة.
أكد الوزراء المتجمعون بالمغرب على أهمية الاستفادة المثلى من الفضاء الإفريقي الأطلسي من أجل تدبير أكثر تشاورا وتنسيقا لحكامة الهجرة وبهذه المناسبة، عبر الوزراء عن دعمهم الكامل للاجتماع الوزاري للدول الإفريقية الأطلسية باعتباره إطارا ملائما للاستفادة من فرص التعاون المفيدة لجميع الأطراف، ومن بينها الآليات الإقليمية، ودون الإقليمية وبين الإقليمية الموجودة، وذلك بهدف التوصل لتوافقات، وتقديم إجابات ناجعة واستباقية بخصوص التحديات التي يواجهها هذا الفضاء المشترك، ولاسيما من خلال تحديد نقط التواصل المخصصة للتعاون الإفريقي الأطلسي.
وذكر وزراء الخارجية، في هذا الصدد، بالإعلانات الصادرة عن الاجتماعات الوزارية السابقة في إطار التعاون الذي تم إطلاقه منذ 2009، لاسيما إعلان الرباط بتاريخ 4 غشت 2009، الذي يعد الوثيقة التأسيسية والمرجعية للمسلسل الإفريقي الأطلسي.
ومن جهة أخرى، أكد وزراء خارجية الدول الإفريقية الأطلسية أن دول المنطقة تتحمل المسؤولية الرئيسية في تقوية قدرات هياكل الدول، للدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية، بموجب القانون الدولي والتزم الوزراء بمواصلة محادثات التعاون والتنسيق، داعين إلى حوار سياسي وأمني يتمحور حول مواضيع مكافحة الإرهاب، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود بكل أشكالها، والقرصنة البحرية، وتهريب المهاجرين، وعمليات الاختطاف في البحر. كما دعوا إلى تعميق النقاش بهدف الاستفادة من الفرص التي توفرها قطاعات الاقتصاد الأزرق، والربط البحري، والطاقة، فضلا عن المشاورات المتواصلة لرفع التحديات البيئية.
ولبلوغ هذه الأهداف، قرر وزراء الدول الإفريقية الأطلسية خلق ثلاث مجموعات موضوعاتية، مكلفة بالحوار السياسي والأمن والاقتصاد الأزرق والربط البحري والطاقة والتنمية المستدامة والبيئة. وفي هذا الإطار، تم تعيين ثلاث دول لقيادة المجموعات الموضوعاتية الثلاث، وهي، على التوالي، نيجيريا والغابون والرأس الأخضر، و قرر وزراء خارجية الدول الإفريقية الأطلسية إرساء المسلسل الإفريقي الأطلسي للرباط، من أجل تعزيز التعاون بين الدول.
ومن أجل ضمان التنسيق بين هذه المجموعات وتنفيذ القرارات التي اعتمدها المؤتمر، اتفق الوزراء على إعادة تفعيل الأمانة العامة الدائمة للمؤتمر، الكائن مقرها بالرباط، والمكلفة بتنسيق العمل والتحضير للاجتماعات. وستعمل هذه الأمانة العامة الدائمة كمنصة للتبادل بشأن التحديات والفرص في الفضاء الإفريقي الأطلسي ودعا الوزراء إلى تعزيز التعاون العابر للأطلسي مع الدول المجاورة للمحيط الأطلسي، لاسيما مع بلدان أمريكا اللاتينية وعقب مباحثاتهم، قرر وزراء خارجية الدول الإفريقية الأطلسية عقد الاجتماع الوزاري الثاني للدول الإفريقية الأطلسية بالمملكة المغربية.