الإعدام شنقا لقاتل قس الإسكندرية.. المدان عضو سابق بجماعة إرهابية
قضت محكمة جنايات الإسكندرية شمالي مصر، بإعدام نهرو عبد المنعم توفيق، المتهم بقتل القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة محرم بك بالإسكندرية، وكانت النيابة العامة أوفدت فريقاً من الدعم الفنى التابع لها، لتسجيل الجلسة الماضية بالصوت والصورة، بكافة أحداثها، والتي شهدت، سماع مرافعة النيابة العامة، والتي طالب فيها بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم، وسط تصفيق حاد في القاعة، ودموع أسرة القتيل لدى عرض مقاطع فيديو لحظة القتل على الكورنيش.
ووصفت هيئة الدفاع عن أسرة كاهن كنيسة محرم بك بالإسكندرية، جريمة قتله بأنها أصابت الوطن في مقتل، بالشهر الحرام، بشكل بشع تجرد من كافة المشاعر الإنسانية، مما يؤكد أنها جريمة إرهابية.
ووجه المحامي، خلال الجلسة الماضية، حديثه للمتهم "نهرو" القابع في قفص الاتهام، قائلاً: "اذهب إلى حبل المشنقة يا إرهابي".
ودفع محامو أسرة القتيل، إلى كون المتهم متشبعاً بأفكار متطرفة، وسط صراخ المتهم في القفص: حسبي الله ونعم الوكيل.
نهرو عبد المنعم توفيق، وهو من مواليد محافظة أسيوط، كان عضوا بجماعة إرهابية متطرفة في التسعينيات، وتم حبسه لمشاركته في قضايا اغتيالات وخرج بعفو رئاسي.
وقال عمرو عبد المنعم الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية إن المتهم من مواليد العام 1962 بمدينة ديروط بأسيوط، وكان والده من مؤيدي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأطلق على أولاده أسماء زعماء الهند تزامنا مع إعلان انضمام مصر لدول عدم الانحياز، ومنها الهند، ولذلك أطلق على ابنه اسم "نهرو" وعلى ابنته اسم "إنديرا"، اعتقل نهرو، حسب ما يقول الباحث، بعد مشاركته في عمليات رصد لتحركات اللواء عبد اللطيف الشيمي، الذي اغتيل في التسعينيات، وكان يعمل في الجماعة تحت قيادة خالد سعد عبد المالك أمير التنظيم في ديروط، كما سبق أن تم تكليفه برصد البواخر السياحي المارة في النيل ويضيف أن نهرو خرج من السجن بعفو رئاسى إبان المراجعات في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وتنقل بين أسيوط والقاهرة، وسبق احتجازه في مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية، حيث تدهورت نفسيته نتيجة عدم توافر عمل وانقطاع أسرته عنه، وسافر للإسكندرية حتى ارتكب جريمته وألقي القبض عليه.
وكشفت وسائل إعلام مصرية في وقت سابق عن وقوع مشاجرة داخل العنبر المخصص للمودعين تحت الملاحظة، وذكرت أن نهرو عبد المنعم توفيق المتهم في العريضة رقم 3 لسنة 2007 غافل زميليه عطوة إمام عطوة المتهم في القضية رقم 462 لسنه 96 جنح العجوزة ومودع تحت الملاحظة، وعبد السلام أحمد خليفة المتهم في الدعوى 137 لسنة 2006 مودع تحت الملاحظة أثناء استغراقهما في النوم وتعدى عليهما بالضرب، فأصاب الأول بجرح قطعي في مقدمة الأنف وكدمة بالعين اليسرى وأصاب الثاني بسحجة في العين اليسرى والجبهة.
كانت محكمة جنايات الإسكندرية، ، إحالت أوراق المدعو نهرو عبد المنعم توفيق، قاتل كاهن الإسكندرية، إلى فضيلة مفتى الجمهورية لإبداء الرأي الشرعى فى إعدامهم وذلك خلال عشرة أيام، طالبت النيابة العامة خلال مرافعتها المستشار وحيد صبرى رئيس محكمة جنايات الإسكندرية، تعديل القيد والوصف لقضية مقتل القمص أرسانيوس وديد رزق الله -كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك، من القتل العمد إلى القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، مستندةً فى ذلك على عدة دفوع أولها أن المتهم نهرو عبد المنعم توفيق، يعتنق فكر الجماعات الإرهابية المحظورة، وله سابقة إعتقال فترة شبابه، إلى جانب أن المتهم دائم افتعال الأفعال التى تعكر صفو الأمن العام، كما أن المتهم بقتل المجنى علية بعدما أبصره يرتدى زى الكهانوت دون غيره من الملتفين حوله من شباب وفتيات الكنيسة، كما أكدت النيابة العامة أن القاتل يحمل فى فكر متطرف حيث أنه أحل لنفسة أن يكفّر ويخرّب ويقتّل.
وأستشهدت النيابة العامة خلال مرافعتها، بقول الله تبارك وتعالى " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعا" معلقةً " هذا هو قرآننا وهذا إسلامنا، صدق الله العظيم، وبدأت فى كشف نوايا الجماعة الإسلامية التى ينتمى اليها المتهم، واصفا المتهم بالمتطرف الذى كفّر وقتّل وخرّب وأهدّر، وترك بلده أسيوط بعدما كُشف أمره وتجلت نواياه المتطرفة، وقطع المسافات حتى وصل الإسكندرية، وظل يهيم على وجهه وينتقل من مكان الى آخر، حتى قابل القمص " النبيل أرسانيوس وديد"، وانفض عليه وقتله، قتلة بشعة حيث أنه طعنه بسكين فى عمق عنقه حتى سقط قتيلاً.
كما وجهت النيابة العامة، كلمات نارية مؤثرة إلى نهرو عبد المنعم توفيق، المتهم بقتل كاهن الإسكندرية، قائلا " سمعنا المتهم يردد الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم " إن الله يدافع عن الذين أمنوا " واليوم سنرد عليك بنفس الإية الكريمة التى تجهل معناها ولاتعرف تكملتها، نعم الله سبحانه وتعالى يدافع عن المظلومين الذين قتلوا بغير حق، يا خوان إستمع إلى بقية الآية لعلك تدرك معناها، "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ "، مكررا قول الله تعالى يا خوان يا خوان، يا معتدى على حرمة الحياة، يا خوان، يا معتدى على الحق فى الحياة، فيما أنكر المتهم كل الاتهامات المنسوبة إليه خلال الجلسة.
كما طالب فريق الدفاع الموكل من أسرة المجنى عليه، أيضا بتعديل القيد والوصف للقضية إلى القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وذلك لإن القاتل يحمل فى نفسة فكرًا عدائيا للمسحيين، وأن واقعة القتل لم تكن وليدة اللحظة، وهو ما أثبتته كاميرات المراقبة المثبتة على الشاطئ الذى شهد واقعة القتل، حيث أن القاتل تواجد حول المجنى علية فترة كافية ووقت كافٍ لإتخاذ قراره بإنهاء حياة القمص إرسانيوس وديد، كما دفع المحامون بما جاء فى قرار اللجنة الصحة النفسية التى أثبتت أن المتهم مدرك وبكامل قواه العقلية، مؤكدين أن القاتل يؤمن بأفكار قادة الفكر المتطرف أمثال سيد قطب وعمر عبد الرحمن والزمر.
وعرضت محكمة جنايات الإسكندرية، مقاطع الفيديو المثبتة فى القضية والتى سجلت لحظة التعدى على كاهن الإسكندرية، من أمام بوابات الشاطىء الذى شهد واقعة القتل، والتى تم الحصول عليها من خلال كاميرات المراقبة المثبتة على الشاطىء، من خلال شاشات عرض تلفزيونية، وذلك في حضور فريق هيئة الدفاع عن المجنى علية وأسرته، والمتهم بالقتل وكذلك جميع الحاضرين بالجلسة.
و شهدت محكمة جنايات الإسكندرية، تشديدات أمنية مكثفة على كل مداخل المحكمة بصفة عامة، وقاعة محاكمة قاتل كاهن الإسكندرية بصفة خاصة، حيث انتشرت قوات الأمن المركزى بمحيط القاعة.