السيسي يؤكد للعليمي دعم مصر لوحدة واستقرار اليمن
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعم مصر لوحدة واستقرار اليمن لما يمثله من أهمية لمصر والعالم العربي، مشددا على أن مصر تدعم مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية في جهوده للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
كما أكد الرئيس السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي اليوم /السبت/ عقب مباحثاتهما بقصر الإتحادية، دعم مصر لجهود التوصل إلى حل سياسي عادل للأزمة اليمنية لتعزيز السلام والاستقرار وإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق، وقال الرئيس السيسي إنه حرص خلال المباحثات على التأكيد على موقف مصر الثابت تجاه العلاقات الراسخة مع اليمن ودعم الشرعية ووحدة اليمن وسلامة أراضيه ودعم مصر الكامل لكافة الجهود الهادفة لتحقيق السلام في اليمن.
ورحب الرئيس السيسي بالدكتور رشاد العليمي والوفد المرافق له في زيارتهم الرسمية الأولى لوطنهم الثاني مصر عقب توليهم رئاسة مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية، متمنيا له ولمجلس القيادة التوفيق في مهتهم الجديدة، معربا عن دعم مصر للمجلس في تلك المهمة بما تحمله من مهام جسيمة ملقاة على عاتقهم لتحقيق صالح الشعب اليمني الشقيق وأكد الرئيس السيسي، دعم مصر لجهود مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية في سبيل التوصل إلى حل سياسي، عادل ومستدام للأزمة اليمنية يضمن تعزيز السلام والاستقرار، وإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق.
وقال الرئيس السيسي " أكدت خلال المباحثات على موقف مصر الثابت، والمستند إلى العلاقات التاريخية الراسخة والمتشعبة، التي تربط بين الشعبين المصري واليمني، بدعم مصر للشعب اليمني الشقيق وللشرعية اليمنية، كما أكدت على دعمنا الكامل، لوحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها ورؤيتنا لما يمثله أمن واستقرار اليمن من أهمية قصوى لمصر، وللعالم العربي بأسره".
وشدد الرئيس على دعم مصر، لكافة الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في اليمن وفقًا لمرجعيات الحوار الوطني اليمني، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ونتائج المشاورات اليمنية الأخيرة في "الرياض"، برعاية مجلس التعاون الخليجي، وقـرارات مجلـس الأمن ذات الصلة.
وجدد الرئيس التأكيد على ترحيب مصر، بإعلان الأمم المتحدة في الثاني من یونیو 2022، عن تمديد اتفاق الهدنة في اليمن وتقديرها لجهود الحكومة اليمنية الشرعية، في احترام التزاماتها وفقًا لما نص عليه الاتفاق ودعواتها لكافة الأطراف للتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، لما يمثله ذلك من تطور إيجابي، يمكن البناء عليه، لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن.
وأشار الرئيس السيسي إلى استجابة مصر، لطلب الحكومة الشرعية اليمنية والأمم المتحدة، بتسيير رحلات طيران مباشرة، بين مطاري "القاهرة" و"صنعاء" حيث انطلقت أول رحلة منها بالفعل، في الأول من شهر يونيو الجاري، لافتا إلى أن الاستجابة المصرية جاءت تأكيدًا للحرص على التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، ودعم كافة الجهود التي تصب لصالحه.
وأضاف الرئيس أنه أعرب خلال المباحثات، مع شقيقه الرئيس "رشاد العليمي"، عن أن مصر لن تدخر وسعًا، في مساعدة اليمن الشقيق وأنها حريصة على تقديم أوجه الدعم المختلفة للأشقاء اليمنيين، خاصة في مجال تدريب الكوادر البشرية، وتقديم المساعدات الطبية والغذائية.
وأوضح أن المباحثات تناولت أيضا، أهمية تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في مجال تطوير البنية التحتية، ومشروعات الطاقة، وآليات تفعيل ذلك.
وقال الرئيس " لقد اتفقنا خلال النقاشات كذلك، على ضرورة تضافر كافة الجهود وتكثيف العمل المشترك، لحماية أمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، والخليج العربي وارتباط تلك المسألة الحيوية، بالأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين".
وأضاف أن المباحثات تناولت أيضا، خطورة أزمة خزان "صافر" النفطي وما يحمله من تهديدات متعددة الأوجه وضرورة تضافر الجهود الدولية لحل تلك الأزمة في أسرع وقت ممكن عبر توفير الدعم والتمويل اللازمين، للخطة الأممية ذات الصلة.
وجدد الرئيس السيسي ترحيبه بالدكتور رشاد العليمي والوفد المرافق له، مؤكدا موقف مصر، القائم على دعم وحدة الدولة اليمنية، واستقلالها وسلامة أراضيها، ودعم مؤسساتها الوطنية الشرعية وحرصها على دعم جهود تعزيز السلام والأمن في اليمن الشقيق.
واختتم الرئيس كلمته بالقول إن اليمن كانت دومًا، حاضرة زاهرة، وبوابة كبرى من بوابات العروبة والحضارة الإنسانية ككل وإننا في مصر على ثقة، بأن اليمن بقدرات شعبه، واستنادًا إلى تاريخه العريق، ودعم أشقائه هنا في مصر، وفي العالم العربي، سيتجاوز أزمته سريعًا، ويعود إلى موقعه الأساسي والطبيعي مستقرًا وآمنًا ومزدهرًا.
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، أن مصر تكتب اليوم التاريخ من جديد بنهضتها وتماسك شعبها والالتفاف حول قيادتها السياسية الممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي صار مثالا للقائد الشجاع وصمام الأمان لبلده وشعبه العزيز وملهم لنهضة عربية حديثة.
وقال الدكتور رشاد العليمي - في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية - "يسعدني أن أتحدث إليكم اليوم من أرض الكنانة لكي أنقل تحيات وتقدير الشعب اليمني لهذا البلد الشقيق الذي كان إلى جانبنا دائما دفاعا عن الجمهورية في الشمال واستقلال جنوبنا الحبيب من الاستعمار، وكانت مصر الدولة التي ساهمت في النهضة وإعادة بناء مؤسسات الدولة عام 1962".
وأضاف "اليوم.. فإن مصر تقف معنا أيضا في إطار التحالف الداعم للشرعية الدستورية بهدف استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب المدعوم من إيران، كما تحتضن مئات الآلاف من أبنائنا الذين تقطعت بهم سبل العيش في الداخل مع استماتة الجماعة الانقلابية بحملتها الوحشية في ملاحقة المعارضين لهجماتها المتخلفة، حيث تريد لنا العودة إلى عصور ما قبل الدولة الوطنية وما قبل التاريخ بوقوفها ضد المساواة والعدالة وسيادة القانون".
وأوضح "لقد تحدثت للرئيس السيسي حول مستجدات الوضع في بلادنا والجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي اليمني من أجل تحسين الأوضاع في المحافظات المحررة، خصوصا على الصعيدين الاقتصادي والخدمي وتوحيد مؤسستي الجيش والأمن وما تتطلبه هذه الإصلاحات من إسناد ودعم من الأشقاء في مصر".
وأضاف العليمي أنه تم التأكيد خلال المباحثات على التعاطي الإيجابي مع كافة مساعي السلام بالتنسيق مع التحالف في دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات، اللتين لم تبخلا في تقديم كافة أشكال الدعم والمبادرات من أجل إنهاء معاناة شعبنا.
وأعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية للرئيس السيسي عن تضامن اليمن مع حقوق مصر المائية، مشيرا إلى أنه تم التأكيد في كافة المحافل الدولية والإقليمية على موقف اليمن الثابت والداعم إلى جانب مصر وشعبها وحقوقه المشروعة.
ولفت العليمي إلى التطرق خلال المباحثات للمخاطر المحدقة بأمن وسلامة الملاحة الدولية مع زيادة الأنشطة العدائية المدعومة من إيران، عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إضافة إلى ما يمكن أن يمثله انهيار الناقلة "صافر" من كارثة بيئية ستشمل اليمن ومصر وكافة الدول المطلة على البحر الأحمر.
وتابع قائلا "إن الرئيس السيسي قد أكد له أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن مصر ودول الجوار والمنطقة برمتها"، مشيرا إلى أنه تم التطرق إلى فرص تعزيز التعاون بين البلدين والاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في قطاع الخدمات بما فيها التعليم والصحة وإعادة الإعمار والتسهيلات الإضافية لرعاية المقيمين والوافدين إلى أرض مصر.
وأوضح أن هناك عددا من مذكرات التفاهم سيتم التوقيع عليها من قبل الحكومتين في الوقت القريب العاجل، معربًا عن خالص شكره للرئيس السيسي والشعب المصري وحكومتها على حسن الضيافة والاستقبال