الأمير تميم يعود إلى قطر بعد مناقشة أخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية مع الرئيس الجزائري

الأمير تميم يعود إلى قطر بعد مناقشة أخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية مع الرئيس الجزائري

قنا/

عاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، إلى أرض الوطن صباح اليوم، قادمًا من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، حيث التقى الرئيس عبد المجيد تبون، بمقر إقامته في مدينة وهران، وجرى خلال اللقاء، استعراض علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، كما جرى مناقشة عدد من القضايا والمستجدات ذات الاهتمام المشترك.

إلى ذلك أكد عبد العزيز علي النعمة سفير دولة قطر لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، أن زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الجزائر لحضور افتتاح الدورة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط في مدينة وهران تلبية للدعوة الكريمة التي وجهها لسموه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، تعكس متانة العلاقات بين البلدين.

وقال السفير، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، "إن حضور سمو الأمير المفدى افتتاح الدورة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط يحمل أسمى دلالات التقدير التي يكنها سموه لأخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، والأهمية الخاصة التي يوليها سموه للجزائر".

كما أكد سعادته أن العلاقات القطرية - الجزائرية تشهد تطورا مستمرا ونموا مطردا، خاصة منذ زيارة سمو الأمير إلى الجزائر في فبراير 2020، وما شهدته من زخم وديناميكية.. كما زادت هذه العلاقات متانة وتنوعا مع زيارة فخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى دولة قطر في فبراير الماضي، والتي توجت بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون، وكرست التوافق الكبير في الرؤى حول القضايا العربية والإقليمية والدولية، مشيرا إلى التوافق التام بين قطر والجزائر في الرؤى تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وقال عبد العزيز علي النعمة، إن البلدين بصدد توقيع اتفاقيات تعاون أخرى جديدة مستقبلا، ستمهد لشراكة استراتيجية عميقة بينهما، مبينا أن "هذا التطور المستمر في العلاقات ما هو إلا ثمرة مساعي الأشقاء في كلا البلدين لتحقيق تقارب أكبر أملا في الوصول إلى شراكة تليق بمكانة وحجم البلدين الشقيقين".

من جهة أخرى، أشار إلى أن تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط يمثل ترجمة عملية لإيمان الجزائر بالتقارب والتآخي بين شعوب العالم، وتأكيدا على حضورها القوي في المحافل الدولية ليس فقط بالمشاركة، بل أيضا بتنظيم فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية ذات بعد عالمي.

وقال سفير دولة قطر لدى الجمهورية الجزائرية في ختام تصريحه لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، "إن نجاح مثل هذه البطولات والفعاليات التي تقام في عالمنا العربي هو نجاح لنا جميعا، ودليل دامغ على أننا قادرون على صنع الكثير وبإمكاننا إبهار العالم وإعطاء صورة مشرفة عن عالمنا العربي بكل ما يحمل من تفاصيل قيمة بعيدا عن الصورة النمطية، وهذا ما ستثبته بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 التي ستستضيفها بلادنا نهاية العام الجاري

من جانبه أكد الدكتور مصطفى بوطورة سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة لدى الدولة، على تميز العلاقات بين بلاده ودولة قطر، مشيرا إلى أن الجزائر والدوحة ترتبطان بعلاقات تاريخية راسخة يسودها الاحترام، وتتسم بالتشاور الدائم بين القيادتين الرشيدتين في البلدين الشقيقين.

وأكد السفير، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى الجزائر تأتي تلبية لدعوة أخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون لحضور حفل افتتاح الدورة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، مشيراً إلى أن هذه الزيارة الهامة تترجم العلاقات الممتازة بين البلدين والقائدين، وستشكل دفعة جديدة للعلاقات الثنائية المميزة بالأساس، ومناسبة طيبة لاستعراض وتبادل الآراء حول أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واعتبر أن هذه الزيارة تأتي في ظل الزخم الهائل لتطور العلاقات الثنائية، لافتاً إلى أن الزيارة الناجحة التي قام بها فخامة الرئيس عبد المجيد تبون إلى قطر في شهر فبراير الماضي، فتحت صفحة أخرى في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوجت بالتوقيع على مجموعة من اتفاقيات التعاون في العديد من المجالات الاقتصادية والاستثمارية، لاسيما مذكرة تفاهم بخصوص دراسة جدوى توسعة الشركة "الجزائرية القطرية للصلب" بهدف الانتقال إلى المرحلة الثانية من مستوى الإنتاج الذي ينتظر أن يرفع طاقة المصنع الإنتاجية إلى 4 ملايين طن/سنويا، واتفاقية تطوير التعاون وتبادل الخبرات في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي عبر التوقيع على البرنامج التنفيذي الثاني 2022 ـ 2025، فضلاً عن مذكرة تفاهم للتعاون وتبادل التجارب فيما يتعلق بقطاع الأسرة والتنمية الاجتماعية، واتفاقية للتعاون القضائي في المسائل الجنائية، ومذكرة تفاهم بشأن إقامة مشاورات سياسية دورية بين وزيري خارجية البلدين يتم خلالها التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأشار الدكتور مصطفى بوطورة، إلى أن تلك الزيارة وما تلاها من زيارات واتصالات بين مسؤولي البلدين عكست الإرادة السياسية الواضحة لدى قيادتي البلدين للدفع بمستوى العلاقات الثنائية، وخصوصا تلك المتعلقة بالبعد الاقتصادي، وفي مقدمتها تعزيز الاستثمارات والارتقاء بها إلى مستويات أكبر توافقا مع الإمكانات المهمة المتاحة في البلدين.

كما أكد سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة لدى الدولة، في تصريحه الخاص لـ"قنا"، أن زيارة وفد من رابطة رجال الأعمال القطريين إلى الجزائر في يونيو الجاري، بالتوازي مع إقامة معرض الجزائر الدولي الذي يعد أضخم تظاهرة اقتصادية سنوية تقام في البلاد، تعد إنجازاً يضاف إلى التعاون السابق بين البلدين، والمتمثل في استثمارات الشركة الجزائرية - القطرية للصلب في المنطقة الصناعية، ومجموعة "أُريدُ" في قطاع الاتصالات التي حققت نجاحا مقدرا في الجزائر، لافتا إلى أن قيمة الاستثمارات التي وفرها هذان المشروعان بلغت أكثر من ملياري دولار لتجعل من قطر أول مستثمر عربي في الجزائر

أهم الأخبار