وزير الاوقاف المصري:العبادات تؤتى ثمرتها عندما تترجم إلى سلوك ملموس فى الدنيا
اكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، إن للحج أثر عظيم فى غفران الذنوب وتكفيرها، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "الحجُّ المبرورُ ليس له جَزاءٌ إلَّا الجنَّةُ".
وأوضح الوزير، فى بيان له، إنه هكذا الأمر فى الصلاة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَن تَطَهَّرَ فى بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِى فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): " مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ ".
وتابع: غير أن ذلك كله إنما يؤتى ثمرته الحقيقية عندما يعيش الإنسان روح العبادة ويتفاعل معها ويدرك مقاصدها، فمن الحج نتعلم قوة الإرادة، وتحمل المشاق، ونتعلم معنى الخضوع والتسليم المطلق لله (عز وجل)، سواء من حيث أداء المناسك أم من حيث أخذ العظة والعبرة من قصة الفداء وامتثال أبى الأنبياء سيدنا إبراهيم (عليه السلام) وولده سيدنا إسماعيل (عليه السلام) لأمر الله (عز وجل) وتسليمهما المطلق له سبحانه: "فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ"، حتى جاء الإذن من الله (عز وجل) بالفداء: "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ".
وقال إن من الصلاة نتعلم حسن المراقبة لله (عز وجل)، وحسن اللجوء إليه، والاستعانة به، وحسن المثول بين يديه، فضلا عما بها من حكم أخرى كالطهارة ظاهرًا وباطنًا، والانتهاء من الفحشاء والمنكر، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ".
وشدد على أن جميع العبادات إنما تؤتى ثمرتها وتحقق غايتها عندما تترجم إلى سلوك ملموس فى حياة الإنسان ودنيا الناس، فلا يكذب، ولا يغش، ولا يخون، ولا يغدر، ولا يأكل سحتًا، ولا يؤذى أحدًا، حيث سأل نبينا (صلى الله عليه وسلم) أصحابه يومًا: "أتَدرونَ ما المُفلِسُ؟ إنَّ المُفلسَ من أُمَّتى مَن يأتى يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ، وزكاةٍ، ويأتى وقد شتَم هذا، وقذَفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضربَ هذا، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه، وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ، أُخِذَ من خطاياهم، فطُرِحَتْ عليهِ، ثمَّ طُرِحَ فى النَّارِ"، وقيلَ للنَّبى (صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ): يا رَسولَ اللهِ إنَّ فلانةَ تقومُ اللَّيلَ و تَصومُ النَّهارَ و تفعلُ، وتصدَّقُ، وتُؤذى جيرانَها بلِسانِها؟ فقال رسولُ اللهِ (صلَّى الله عليهِ و سلم): "لا خَيرَ فيها، هى من أهلِ النَّارِ"، قالوا: و فُلانةُ تصلِّى المكتوبةَ، و تصدَّقُ بأثوارٍ، و لا تُؤذى أحدًا؟ فقال رسولُ اللهِ: "هى من أهلِ الجنَّةِ".
