المسؤولة الأممية بليبيا تغادر منصبها وسط اتساع دائرة الاحتقان بين الفرقاء

المسؤولة الأممية بليبيا تغادر منصبها وسط اتساع دائرة الاحتقان بين الفرقاء
ستيفاني وليامز

وسط اتساع دائرة الاحتقان في ليبيا والتهديدات المتبادلة بين الميليشيات المسلحة الموالية لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ومنافستها الداعمة لرئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، أعلنت الأمم المتحدة، استقالة ستيفاني وليامز المستشارة الأممية في ليبيا، لافتة إلى أنها ستترك منصبها نهاية يوليو، وأشارت إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستظل موجودة، وسيقودها المنسق الخاص للبعثة ريزدون زنينغا، إلى حين تسمية شخص آخر، ومن المتوقع ألا تتأخر الأمم المتحدة في تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا، لوضع حد لحالة الفراغ التي سيتركها رحيل ستيفاني وليامز، واستكمال جهود الوساطة بين الأطراف الليبية، من أجل منع انزلاق البلاد إلى حرب جديدة.

ومن أبرز الأسماء المرشحة لترؤس البعثة الأممية في ليبيا، وزير الخارجية الجزائري الأسبق ومندوبها السابق في الأمم المتحدة صبري بوقادوم، المدعوم بقوّة من بلاده وكذلك من إيطاليا، وهو على دراية تامة بالملف الليبي، كما يرتبط بعلاقات مميّزة مع كافة الأطراف الليبية، حيث سبق أن زار العاصمة طرابلس ومدينتي بنغازي شرق البلاد وغات جنوبها، عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية.

في الأثناء، يقود الاتحاد الإفريقي جهودا كبيرا لتعيين شخصية إفريقية في هذا المنصب، ومن بين الأسماء التي يدفع بها الدبلوماسي الغاني محمد بن شمباس الممثل الخاص للأمم المتحدة لغرب إفريقيا من 2014 إلى 2021، وكذلك وزير الخارجية السوداني الأسبق مصطفى عثمان إسماعيل.

كما يفترض أن ينافس كريستيان بوك، الدبلوماسي الألماني والمبعوث الخاص إلى ليبيا، التي عمل فيها سفيرا خلال الفترة من 2016 إلى 2017، على منصب رئاسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، ومن المتوقع أن يجد دعما من بلاده وكذلك من عدة دول أوروبية وسيكون المبعوث الأممي الجديد في ليبيا أمام تحدي إيجاد خطّة تقود لإخراج البلاد من أزمتها السياسية والأمنية، وهي مهمّة صعبة، على ضوء الانقسام المؤسساتي والجغرافي الذي تشهده، والتنافس المناطقي على السلطة، إلى جانب التوترات الأمنية.

وكانت مساعِدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا أما أكيا بوبي، أكدت منذ أيام، أن الوضع العام في ليبيا لا يزال شديد التقلّب، وأن أبناء الشعب الليبي يريدون إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، ومنوهة من أنه على الرغم من التقدّم المحرز، يستمر الجمود الدستوري والسياسي، مما يطيل أمد البيئة الأمنية المتوترة.

وقالت المسؤولة الأممية خلال إحاطة قدمتها لمجلس الأمن الدولي إن الشباب الليبي أعرب عن إحباطه إزاء استمرار الانقسامات السياسية وتدهور الأوضاع المعيشية، وإنهم يطالبون بإجراء انتخابات سريعة وإيجاد حلول لأزمة الكهرباء ونقص الوقود في البلاد، وأضافت "نحث الجهات السياسية الفاعلة في ليبيا على الاستجابة لنداءات الشعب وإظهار القيادة المسؤولة من خلال معالجة المظالم".

أهم الأخبار