دهان جديد يدخل «جينيس» بديلا لمكيفات الهواء!
البيوت المدهونة باللون الأبيض قد تبدوا مملة، ولكنها قد تنقذ الكوكب، فكما ورد في تقرير نشرته مجلة أمريكا اليوم فإن الباحثين في جامعة بوردو قد قاموا بتطوير دهان جديد فائق البياض (حصل للتو على رقم في موسوعة غينيس للأرقام القياسية) قادر علي عكس 98.1% من أشعة الشمس الساقطة عليه ويقوم بطرد الحرارة من السطح المدهون به علي هيئة أشعة تحت الحمراء. هذا الدهان يجعل السطح المدهون به ابرد من البيئة المحيطة به (الدهانات العادية تقوم بتسخين السطح المدهون بها) وهو ما يجعل من الممكن الاستغناء عن مكيف الهواء في بعض الحالات، فالدهان يتنج قوة تبريد تعادل 10 كيلووات لمساحة 1000 قدم مربع (93 متر مربع) وهو أكثر مما تنتجه وحدة تكييف منزلية عادية.
هناك بالفعل دهانات مصنوعة لتعكس الحرارة ولكنها لا تعكس أكثر من 90% من أشعة الشمس الساقطة عليها وهي لا تقوم بتبريد السطح المدهون بها. والفريق المطور للدهان لا يوجد لديه مساحة للاستراحة فمن الممكن تطوير دهان أكثر بياضا من الدهان الذي قاموا بتطويره.
والسر في تطوير هذا الدهان هو استخدام نسبة كبيرة من مركب كبريتات الباريوم في تركيب الدهان. وهو مركب يستخدم بكثرة في مستحضرات التجميل وورق الصور، يتم استخدام كبريتات الباريوم بأحجام حبيبات مختلفة ومتنوعة فهذا التنوع والتدرج في مدي حجم الجزيئات يساعد علي تشتيت المزيد من الضوء الساقط عليه وبالتالي يعكس نسبة أكثر من ضوء الشمس.
وحتي الآن ليس من الواضح متي سيتم إنتاج هذا الدهان تجرياً وطرحة بالأسواق، ولكن الباحثين منشغلين تماماً في البحث عن طرق أنتاج اقتصادية لمنتجهم و قاموا بالتعاون مع شركة كبيرة لإنتاج وبيع الطلاء بكميات كبيرة وقد قاموا بالفعل بالحصول علي براءة اختراع للدهان.
فإذا وصل هذا المنتج بالفعل للأسواق فقد يلعب دوراً في غاية الأهمية في مكافحة تغير المناخ. عند استخدامه يكون من الممكن الاستغناء عن استخدام مكيف الهواء أو علي الأقل التقليل من استخدامه و خاصاً في المناطق الدافئة التي تتعرض للكثير من أشعة الشمس، فهذا قد يقلل من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من محطات أنتاج الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري، وهو ما يوفر تلك الطاقة لاستخدامها في مجال أخر ويقوم بتوفير المال لك في أيام الصيف الحارة.