نماذج كويتية شابة مشرفة تبرز مكانتها المحلية والعالمية بمناسبة اليوم العالمي للشباب
تزخر الكويت ذات الأغلبية الشبابية بالعديد من النماذج الشابة الناجحة والفاعلة على المستويين المحلي والدولي والرائدة في مجالها مسجلة عددا من الإنجازات والشراكات على الصعيدين المحلي والدولي وبمناسبة احتفال العالم باليوم الدولي للشباب الذي يصادف 12 أغسطس من كل عام تسلط وكالة الانباء الكويتية (كونا) الضوء على نماذج شبابية كويتية بهدف إبراز قضاياهم باعتبارهم شركاء فاعلين في المجتمع الدولي.
ويعتبر فريق (تراش هيرو الكويت) الذي تأسس عام 2020 جزءا من منظمة (تراش هيرو وورلد) غير الربحية ويتميز بحملاته التوعوية لتقليل النفايات ويعد هذا الفريق الكويتي أول فريق على مستوى الوطن العربي يحرص على تنظيم حملات تنظيف اسبوعيا على مدار العام بالتزامن مع نشر الوعي البيئي عن طريق منصات التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الصدد قال مدير الفريق يوسف الشطي ل(كونا) اليوم الخميس أن فريقه يعمل تحت مظلة المبرة التطوعية البيئية التي تضم (فريق الغوص الكويتي) ومنظمات وشركاء آخرين أبرزهم شركة الساير وبيت الأمم المتحدة في الكويت مبينا ان الفريق يطمح في ان تكون الكويت رائدة في المجال البيئي باعتبارها الدولة الأعلى تعرضا للحرارة "مما يحتم علينا بذل جهود أكبر من باقي الدول في هذا المجال".
ومن جانبها قالت مديرة ومؤسس منظمة (نشر المحبة) الدكتورة فاطمة الموسوي إن فكرة تأسيس مشروع المنظمة بدأت من ايمان ورغبة شخصية في التطوع بعد عودتها من دراسة الدكتوراه وأوضحت الموسوي أن هدف إنشاء المنظمة لتوفير الفرص التطوعية للشباب وتنظيم مبادرات تطوعية ومساعدة المنظمات الاخرى المتواجدة في الساحة المحلية فتكون بذلك حلقة وصل ما بين المتطوعين والجهات المختلفة.
وذكرت أنه كان هناك نقص في عدد المتطوعين فبدأت من فريق صغير يجمعها هي وطفليها إلى فريق كبير على مدار ال12 عاما ليبلغ عدد الأفراد المشاركين فيه أكثر من 12 ألف شاب وشابة من مختلف الفئات العمرية والشرائح المختلفة.
ولفتت إلى أن أكثر الفئات العمرية المتطوعة هي ما بين 16 و24 عاما مشيرة الى تركيز المنظمة على إعطاء هذه الفئة العمرية من المتطوعين الفرص الأكبر لأنهم في مقتبل العمر وبحاجة لاكتساب مهارات وتطويرها وهذ ما تعمل على تحقيقه المنظمة.
وأكدت أن التطوع يجعل الفرد يتحمل المسؤولية ويهذب النفس ويشعر المتطوع بفاعليته وأهميته كعنصر في المجتمع كما أنها تقوي العلاقات ما بين المتطوعين الذين يأتون من خلفيات وبيئات مختلفة ويوحدهم هدف واحد متفق عليه من الجميع وافادت "أن المنظمة تعمل ايضا على اشراك الشباب في الأعمال المختلفة وطرح الحلول للتحديات التي تواجه المجتمع" مبينة "أن المشروع قائم على فكرة (رحلة المتطوع) أكثر من التخصص في قضية واحدة لأن القضايا تتغير".
وأوضحت الموسوي أن المنظمة تعمل مع الجهات والمؤسسات داخل وخارج الكويت فمحليا لها شراكات عديدة مع الديوان الأميري وهيئة الشباب ووزارة الشباب وبيت الأمم المتحدة والسفارات أما خارجيا فقد تعاونت مع منظمة (جيت فاونديشن) وحصلت على العديد من الجوائز ولها مشاركات عدة محليا ودوليا وتطمح للتعاون أكثر مع المجتمع المدني كقطاع مساند وتنفيذي لمشاريع الحكومة الموجودة في (رؤية الكويت).
وبينت الموسوي "أنه في العام الحالي ركزت المنظمة على نشر التوعية في قضيتين مهمتين وهما الصحة النفسية بعد تأثير جائحة كورونا وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأفراد إذ أن حالات الاكتئاب مرتفعة ولا تقتصر على من يحمل تاريخ أسري مع هذا المرض بالإضافة إلى قضية الاستدامة والتغير المناخي والتلوث بالشراكة مع الأمم المتحدة".
ومن جانبها قالت مؤسس مشروع (ريفود) غير الربحي مريم العيسى في حديث مماثل ل(كونا) إن المشروع الذي انطلق منذ عام 2014 يعمل على الحد من الهدر والمحافظة على البيئة عن طريق نموذج مستدام يقوم على تعاون كل من القطاعات الاستهلاكية والمواد الغذائية مبينة “أنه مع نمو المشروع أصبح هناك حاجة لتفرغ كامل للمتطوعين فتحول إلى مشروع مستدام”.
وأضافت العيسى “أن المشروع يتعاون مع مختلف القطاعات في الدولة إن كانت مع الشركات في القطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والفرق التطوعية والمدارس والجامعات والهيئات الدولية والمحلية المهتمة بالقضايا البيئية من خلال المشاركة في الفعاليات المقامة للتوعية بهذا المجال".
وأفادت العيسى أن الشباب يمثلون الغالبية العظمى في المشروع إذ وصلت نسبتهم الى أكثر من 90 بالمئة ويتطوعون ثلاث مرات أسبوعيا وطوال العام مع تقديم شهادات تقدير لكل من تطوع لمدة 20 ساعة.
وبالنسبة للتحديات التي واجهت المشروع قالت العيسى "إن تداعيات جائحة (كوفيد 19) أثرت على التمويل المالي وانسيابية العمل والنقص الحاد في أعداد المتطوعين إلا أن الفريق آثر إلى العمل بما هو متوفر من أيد عاملة وكان يقوم على تسليم سلات غذائية للأسر المحتاجة".
وأوضحت "أن (ريفود) تمكن من تحقيق إنجازات من خلال التعاون مع أكثر من 40 موردا للمواد الغذائية والاستهلاكية في الكويت وبناء قاعدة بيانات لأكثر من 4500 أسرة من ذوي ميزانية الطعام المحدودة بدولة الكويت وإنقاذ أكثر من 500 طن من المواد الغذائية والاستهلاكية من الهدر".
وقالت العيسى إن المشروع حصل على العديد من الجوائز والمشاركات مشيرة إلى أنها صنفت في عام 2017 باعتبارها مؤسسة للمشروع كواحدة من أفضل 30 صانع أمل من خلال (مبادرة مؤسسة محمد بن راشد العالمية) كما حصل المشروع في عام 2018 على (جائزة الكويت للتميز والابداع) وفي نفس العام حصلت على (جائزة مبادرات الشباب). وأشارت إلى ان المشروع حصل في عام 2019 على جائزة التميز في مسابقة (مدن مستدامة) بضيافة القنصلية الفرنسية بالاشتراك مع الأمم المتحدة حيث تم تكريم المشروع ضمن المشاركين في سلسلة فعاليات يوم الأمم المتحدة 2021 تحت شعار (شباب من أجل العمل المناخي).
ومن النماذج الأخرى المتميزة الشابة الكويتية غلا العنزي الحائزة على جوائز عدة في المجال الأدبي اذ حصلت على المركز الأول على مستوى الوطن العربي في مسابقة ( التحدث بالفصحى والخطابة والإلقاء الشعري وتعميق دراسة النحو) بالإضافة إلى الميدالية الذهبية في أولمبياد اللغة العربية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بالشارقة.
أما على الجانب العلمي فقد حصلت العنزي على لقب أفضل مبرمجة متخصصة على مستوى العالم وحصلت على المركز الثاني على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في مسابقة الاختراع العلمي إضافة إلى مشاركتها في (اكسبو دبي 2020) بعد اختراعها لنظام تبريد يعمل بتقنية النانو الحديثة كما حازت على جوائز محلية مثل (مسابقة الشعر) ب (مركز عبد الله السالم الثقافي).
وقالت العنزي ل(كونا) إن الشباب بحاجة إلى دعم مستمر في سبيل تحقيق الإنجازات معربة عن طموحها في المستقبل في ان ترى شباب الكويت في مقدمة الشباب في العالم وأن يتم تسليط الضوء بصورة أكبر في مراكز الشباب على الجوانب الثقافية وان لا يقتصر ذلك فقط على الجوانب الرياضية.
وعن مشاركاتها المستقبلية قالت العنزي انها ستشارك في تصفيات (تحدي القراءة العربي) على مستوى دول العالم في شهر اكتوبر المقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد.
ومن النماذج الشبابية الكويتية المشرفة ايضا المهندسة جنان الشهاب الحاصلة على براءة الاختراع الامريكية بعد اختراعها للخلايا الكهرومغناطيسية لبث الكهرباء اللاسلكية كما أنها افتتحت أول ورشة صناعية في منطقة الفحيحيل لصناعة واختبار هذا النوع من الخلايا.
وحصلت الشهاب على المركز الأول في (جائزة الدولة للتميز والإبداع الشبابي) ولها مشاركات عديدة دولية في هذا المجال في كل من روسيا ولندن وأمريكا واليابان وحصلت اخيرا على (وسام ضابط) المقدم من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الشهاب لـ(كونا) إن أبرز العقبات التي تواجهها في هذا المجال نقل الأجهزة من الكويت إلى الدول الأخرى أثناء المنافسات الدولية لكنها مع ذلك تبذل جهدها وقبلت التحدي ولم تدع العقبات تحد من طموحها.
وأعربت في الوقت ذاته عن أملها بوجود جهة أو مراكز تساعد الشباب في المشاريع الصناعية إذ أن الكويت ليست بيئة صناعية قائلة انها "تواجه مشاكل في التصنيع وتوفر المكان والمواد الأولية التي تستوردها من الخارج