اللي ما يعرف الصقر يشويه
قال الأجداد «اللي ما يعرف الصقر يشويه»، وهذا ما خبرناه جيدا، فصار كقرص الشمس في ظهر أحد أيام أغسطس، الجميع يرونه، وحتى فاقد نعمة البصر يشعر بحرارته.
ومن بين تلك الحقائق الجلية والساخنة كقرص الشمس البهية.. أهمية دور السفير الكويتي في القاهرة - كمنصب لا اسم - نظرا للعلاقات التاريخية، بين الأشقاء في الكويت ومصر.
ومؤخرا تسلم السفير غانم صقر الغانم مهام عمله، سفيرا للكويت في القاهرة ومندوبا دائما لبلاده بجامعة الدول العربية، وهو ما نأمل معه عهدا جديدا لهذا المنصب المهم والحيوي.. عهدا ودورا يواكب العهد الجديد للوطن تحت مظلة سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير البلاد، ونائبه وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وقبل أن أتطرق للدور المأمول من سعادة السفير، دعوني أذكركم ونفسي بملامح العهد الجديد، الذي أتحدث عنه، كي لا يكون الأمر مجرد «كلام جرايد» كما يحلو للبعض أن يسميه.
وأظن - وبعض الظن ليس إثما - أن جميعنا يعلم ويعي الظروف التي واكبت تولي سمو الأمير مقاليد الحكم، إذ واجه العالم كله، وليس الكويت فقط، أزمة عالمية تمثلت في جائحة كورونا - لا سامحها الله - والتي استنزفت مقدرات البلاد والعباد، وأرهقت مختلف الأنظمة والحكومات، وما صاحب ذلك من تبعات اقتصادية أبرزها تراجع أسعار النفط.
تصور يا عزيزي أثر الجائحة وتبعاتها الاقتصادية على مختلف البلدان، فما بالك بدولة يعتمد 75% من اقتصادها على عائدات النفط!!
ومع ذلك - وبحول الله - كان لسمو الشيخ نواف، ونائبه سمو ولي العهد، الأثر الأكبر في الحفاظ على حق الوطن والمواطن، في حياة تليق باسم دولة الكويت وشعبها.
ذلك النموذج الذي قدمه لنا الأمير، يذكرني بالقاطرة التي يتبعها طابور طويل من العربات، والتي لابد لها أن تسير في الاتجاه نفسه، وهذا أمر بديهي قد يدفعك للتساؤل: وما الجديد في ذلك؟
وأقول لك، عزيزي.. أحيانا لابد لنا من التذكير بالبديهيات حين يغفل عنها البعض، فلو أن عربة واحدة سارت في اتجاه معاكس لاتجاه القاطرة أو حتى أصيبت بداء البطء كسلحفاة مدللة، لانفصلت عنه وتخلفت.
فالمنتظر من سفير الكويت - في أي مكان بالعالم - أن يواكب دور دولته وتوجهها وحجم التقدم الذي تحققه في مختلف المجالات.
وعليه، أدعو معالي السفير غانم صقر الغانم إلى إعادة الرونق والحيوية لسفارة دولة الكويت لدى الشقيقة مصر، بما يليق وذلك الدور الذي طالما لعبته في عهود سابقة، بأن تحتضن السفارة أبناء الجالية الكويتية، وتتواصل معهم بشكل يجعلهم يشعرون بأنهم لما يغادروا وطنهم.. أقول ذلك رغم دفء العلاقة بين الأشقاء في الكويت ومصر.
لكن يبقى دور السفارة في التواصل مع مواطنيها أمرا مهما، خاصة بعد الفتور الذي شاب ذلك التواصل مؤخرا، أي قبل مجيئ معالي السفير الحالي، فجعل الأمر يبدو وكأنه محادثة هاتفية بين طرفين في مكان لا يوجد به شبكة هاتف، فبات كل منهما يتحدث إلى نفسه لا الآخر، فلا يسمع إلا صدى صوته.
أيضا، أتمنى - وهذا ليس كثير على الله - أن يوطد سفيرنا الجديد علاقته بالإعلام ووسائله المختلفة، والذي هو بمثابة الحبل السري الذي يصل بين العمل الدبلوماسي وبين الجمهور.. لأن قطع «صلة الرحم» مع الإعلام بتجاهل دوره المهم، هو بمثابة نثر التراب على الكعكة.
سعادة السفير، يوجد في القاهرة عشرات الآلاف من الطلاب الكويتين الذي يدرسون في جامعات مصرية ودولية، وهؤلاء يحتاجون دوما للرعاية والتواصل، فكن لهم الأب.
سعادة السفير، بين الكويت والقاهرة الكثير من المشاريع والاستثمارات، التي تنتظر من معاليكم الرعاية والاهتمام والمتابعة، خاصة وأن مثل هذه الاستثمارات واحدة من الروافد المهمة لدعم اقتصاد وطننا الغالي، لتقليل مخاطر الاعتماد الكبير على النفط كمصدر أساسي - وربما وحيد - لهذا الاقتصاد الكبير.
وأخيرا وليس آخرا، ما بين الكويت ومصر يعيش عدد كبير من الشخصيات المؤثرة في مختلف المجالات: سياسيا واقتصاديا وفكريا واجتماعيا، ولهؤلاء أيضا حق في اهتمامك ورعايتك، فكن لهم العون والأمل.