وزيرة الشؤون الثقافية التونسية تشارك بمؤتمر التسامح والسلام بجامعة الدول العربية
بالتعاون بين جامعة الدول العربية و المجلس العالمي للتسامح السلام عقد مؤتمر التسامح والسلام والتنمية المستدامة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بحضور
السفيره هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الإجتماعية بجامعة الدول العربية وأحمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام وبابا الاسكندرية قداسة البابا الأنبأ تواضروس الثاني وعدد من الوزراء والشخصيات الديبلوماسية بالدول العربية والإفريقية المشاركة، عقد مؤتمر التسامح والسلام والتنمية المستدامة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وطرح المؤتمر من خلال جلساته المقترحة للإثراء والنقاش جملة من المحاور والمواضيع على غرار الإعلام وأثره في نشر قيم التسامح واستدامة السّلام المجتمعي ومكافحة الكراهية في التشريعات الوطنية والقانون الدولي ودور المنظمات الدولية في ترسيخ مبادئ التسامح في المجتمع والتسامح واستدامة التنمية على المستويين الإقليمي والعالمي ومسؤولية المؤسسات التعليمية والبحثية عن معالجة قضايا الكراهية ونشر قيم التسامح ومكافحة الكراهية ونشر ثقافة التسامح في مجتمعات دول ما بعد الصراع وغيرها من المحاور.
وفي كلمة ألقتها في الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، أشارت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية دكتورة حياه قطاط القرمازي إلى أهمية انعقاد هذا اللقاء الدّولي في مثل هذا الظرف الزمني الدّقيق الذي يمرُّ به عالمنا وهو يتخطّى عتبة مرحلة جديدة من تاريخه الطويل والتي كانت بدايتها الفعليّة بأزمة جائحة كوفيد 19 ومُخلّفاتها، وأسّست لها في الحقيقة، جملة المُتغيّرات السّريعة والمُتسارعة التي عاشت الإنسانيّة على وقعها منذ فترة مع وجود الصراعات والثورات والحروب التي وُظّفت فيها أحدث التكنولوجيات والاكتشافات العلميّة ووسائل التواصل السريعة التي جعلت من العالم مجرّد قرية صغيرة، في كنف منظومة بيئيّة باتت تُنذر اليوم بالخطر الدّاهم، وتدعو الانسانيّة إلى سرعة الوقوف وقفة تأمّل حازمة من أجل أن تستمرّ الحياة على هذه الأرض.
وأضافت الوزيرة “التَّسَامح والسَّلام هما كلّ ما يحتاجُه العالمُ بإلحاحٍ الآن، وإِنّ في ربط هاتين القيمتين الكونيّتين بالتنمية المستدامة وَعْيًا عميقا بأنّهما شرطان جَوْهرِيَّانِ للاستقرار الاقتصاديّ والأمن الاجتماعيّ والتنمية في مختلف وجوهها وتشكُّلاتها.”
ودعت الدكتورة حياة قطاط القرمازي إلى اعتبار أنّ الاختلاف مع الآخر هو مصدر للثَرَاءِ لا للِازْدِرَاءِ وتُنَوّعَنا الثقافي مَدْخَلاً للتّنافذ والتّثاقف وتبادل الخبرات والمعارف وبناء شراكات فاعلة، وبالتالي التحاور فكريا وفسح مجالات التحاور بين الأديان فيُصبح التَسامحُ ضرورةً سياسيّةً واجتماعيّةً لإقامةِ السّلْمِ ونشره، فَضلا عن كونه مَنْهَجَ معرفةٍ وتنويرٍ به نَسْتَعِيضُ عن التّكفير بالتّفكير وعن حجّة القوة بقوّة الحجّة وعن الدغمائية والوثوقية بنسبيّةِ الحقيقة وتاريخيّتها، دون أن يعني ذلك تخليّ المرء عن خصوصيّاته ومعتقداته وعاداته.
وشدّدت الوزيرة على ضرورة أن نحرص اليوم -وأكثر من أيّ وقت مضى- على التّعاون من أجل بناء مسَارً مَخْصوص يَنْأَى بأبنائنا عن التَّجَاذبات والتَّباغض والتّعصب المُغرض من أجل عالم أكثَر تَضامُنًا وسِلْمًا وعَدْلاً وأَمْنًا وجمالا، وأضافت بأنَّ تونس ذات التقاليد العريقة في الوسَطِيّة والاعتدال والانفتاح على الثّقافات، ستظل دوما مَوْئِلاً للسِّلم والتّسامح تَّمُدُّ يَدَهّا الى كلّ الأَشِقّاء في العالم العربي وببقيّة العالم، من أجل التَّشَارك في وضع أُسس التَنمية المستدامة ودَعم أَوَاصِرِ البناء المُشتَركِ لمجتمعات سَلِيمة من كلّ الانحرفاتِ من أجل استدامة سلامٍ إقليميٍّ ودُوليٍّ أساسه التّبادل والحوار والاشتراك في القيم الكونية التي تُكرّسها المواثيقُ الدوليّةُ.
وقبل مشاركتها في فعاليات المؤتمر، أدّت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي زيارة إلى نظيرتها وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني وذلك بحضورسفير تونس بالقاهرة السيد محمد بن يوسف.
وقد تناول اللقاء البحث في مزيد توسيع آفاق التعاون الثنائي في المجالات الثقافية والإبداعية عموما ومتابعة عدد من المشاريع المشتركة.