في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المناخ..

وزير الخارجية المصري:البشرية قادرة على تجاوز المرحلة الصعبةإذ توافرت الإرادة السياسية

وزير الخارجية المصري:البشرية قادرة على تجاوز المرحلة الصعبةإذ توافرت الإرادة السياسية
سامح شكري وزير الخارجية المصري
نهى سلطان

دعا سامح شكري، وزير الخارجية المصري، رئيس مؤتمر المناخ الـ 27، المشاركين في المؤتمر المنعقد بمدينة شرم الشيخ لوقفة للمصارحة حول حقيقتين وهما أولا: أن جهود تغير المناخ على مدي العقود الماضية اتسمت بقدر ملحوظ بالاستقطاب.. وثانيا: الحالة الراهنة للحشد والتمويل أمامها الكثير و أن الالتزام الدولي بتوفير الـ 100 مليار دولار لم تجد بعد سبيلا للتنفيذ.

وأضاف خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر "تتفقون معي على عدم الاستمرار على هذا النهج.. وضرورة تغير التعامل مع التحدي الوجودي.. والسعي بجد وإخلاص للاستماع والتعرف على شواغل الأطراف الأخرى"، متابعا: علينا البحث عن حلول توافقية مقبولة تكفل التقدم في مواجهة تغير المناخ وأن لا نترك طرفا يتخلف عن الركب".

وتابع شكري "رغم جملة التحديات إلا أن البشرية قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.. إذ ما توافرت الإرادة السياسية لذلك.. الشواهد على ذلك كثيرة فعلى سبيل المثال.. الطاقة المتجددة تشهد تطورا كبيرا أدي إلى انخفاض أسعارها.. والتوسع في استخدام تكنولوجيا التكيف في إدارة الموارد المائية والقطاع الزراعي.. والتزايد الملموس في وعي الشباب في التعامل مع تغير المناخ"

ولفت شكري إلى أن هناك اهتمام وإسهام من المجتمع المدني ونشطائه في مواجهة تغير المناخ، بالإضافة إلى تزايد دور المرأة والمدن والحكومات المحلية، وهو ما يؤكد أن الفرصة سانحة لوقف هذا الخطر الذي يهدد حياة الملايين في مختلف بقاع الأرض.

وأضاف خلال كلمته في الجلسة الإجرائية لمؤتمر المناخ "كوب 27": "غدا شرم الشيخ تشهد مشاركة الرؤساء والقادة في قمة المناخ والتعهدات بمواجهة تغير المناخ.. من أجل مستقبل دون خطر وجودي.. وبعد خطوات من اجتماع القادة والرؤساء نبدأ أسبوعين من المفاوضات والمشاورات الهامة الحيوية التي يجب أن تجتهد لتكون ميسرة ومنتجة"، متابعا: "ادعوكم جميعا للاستماع إلى ما سيعبر عنه قادتنا والالتزام بتنفيذ التوجيهات السياسية وترجمة الالتزام السياسي في كافة أروقة هذا المكان إلى توافقات وتفهمات على النصوص والقرارات التي نعلم جميعا مدي أهمية التوصل إليها من خلال المؤتمر".

وتابع سامح شكري: "أناشدكم جميعا أن ما نحن بصده ليس عملا تفاوضيا.. الخسارة جميعا وليس هناك فريق يحقق مكاسب على حساب فريق آخر.. المهدة تهدف للحفاظ على حياة ومعاش ومصالح الملايين من البشر.. الحفاظ على الواقع يلتزم منا جميعا بالعمل ولا مجال للإعذار لمستقبل الأجيال القادمة".

وقال سامح شكري في نهاية كلمته: "أنني على ثقة كاملة أنكم تدركون حجم التحدي والعزم والعزيمة على التعامل مع هذا التحدي بالكفاءة وروح التفاؤل.. حان الوقت من أجل البشرية ومن أجل كوكبنا"

وقال شكري إن مؤتمر المناخ الذي يبدأ أعماله اليوم، هو الـ27 في مسيرة بدأت منذ نحو 30 عاما، وهي عمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير لمناخ، "مسيرة متصلة أثبتت جدواها وأهميتها عاما بعد عام، استطعنا خلالها أن نصبح أكثر إدراكا للخطر الذي يهددنا وأكثر وعيا لما كشفه لنا العلم من حقيقة وتبعات هذا الخطر، وأكثر اقتناعا بما يتعين علينا القيام به من إجراءات لدرء والتغلب عليه اليوم قبل غد، وأضاف أن مصر عازمة على مواصلة هذه المسيرة في شرم الشيخ، لتجعل من المؤتمر نقطة فارقة وعلامة مميزة على طريق طويل لا يزال أمامنا الكثير من الجهد والعمل لنضمن وصوله إلى وجهته النهائية، ولنجدد العهد ونرفع الطموح وننتقل بجدية نحو التنفيذ وتعزيز العمل الجماعي متعدد الأطراف، من خلال التعامل الفعال مع أكبر تحدي يواجه البشرية في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن كافة الشواهد تؤكد أن تغير المناخ قد أصبح خطر واقعا يهدد حياة البشر في كل مكان وبكافة الأشكال.

وتابع الوزير شكري: "إن الاستمرار على هذا النحو دون تغيير جذري، سيؤدي إلى عواقب وخيمة تتحملها الأجيال القادمة بأكثر مما يتحملها جيلنا، ورغم كافة الجهود المبذولة تؤكد الدراسات العلمية مرة أخرى، أننا لا نزال نواجه فجوات تتسع بشكل مقلق سواء فيما يخص الحفاظ على الهدف الحراري لاتفاق باريس أو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، أو توفير التمويل اللازم لتمكين الدول النامية من القيام بدورها في هذا الجهد، ولعل ما شهده على مدار العام من أحداث مؤلمة في باكستان وقارتنا الأفريقية وأنحاء متفرقة من أوروبا وأمريكا، تمثل عبرة وعظة، وصوت نذير يتردد في شتى أنحاء كوكبنا ويدعونا إلى اليقظة والحرص والتحرك العاجل لاتخاذ كافة التدابير اللازمة وفاءً بالتزاماتنا وتنفيذا لتعهداتنا وأكد سامح شكري، أن مؤتمر المناخ ينعقد هذا العام في خضم توترات سياسية تركت آثارها البالغة على دولنا جميعا، وترتب عليها أزمات في إمدادات الطاقة والغذاء، "إذا ظن البعض أن هذه التحديات من شانها تعطيل العمل الجماعي الدولي لمكافحة تغير المناخ، فإنه من المحتم علينا جميعا هنا في شرم الشيخ أن نثبت عكس ذلك، لذا فإنني أدعوكم جميعا لأن نؤكد للعالم أننا ندرك حجم التحدي وأننا نمتلك الإرادة السياسية للتصدي له، وأن الوقت قد حان للانتقال من المفاوضات والتعهدات إلى مرحلة يحظى فيها التنفيذ بالأولوية".

وأوضح أن التقرير التقييمي الصادر مؤخرا حول مجمل وضع المساهمات المحددة وطنيا لمواجهة التغيرات المناخية، كشف أن مستوى الطموح الحالي لا يرقى للوصول إلى هدف باريس، وتجدر الإشارة إلى أنه من أجل التنفيذ الفعال للتعهدات والوعود، فإن هذه المرحلة من مسيرة العمل المشترك تقتضى مشاركة أوسع وأكثر فاعليه لكافة الأطراف المعنية من غير الدول، والتي أصبح دورها لا يقل أهمية عن دور الدول، وفي مقدمتها القطاع الخاص والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية والمجتمع المدني ومجتمعات الشباب والسكان الأصليين وغيرها وأضاف شكري، في كلمته بالجلسة الإجرائية لمؤتمر المناخ COP 27، بمدينة شرم الشيخ، أن مصر حرصت خلال الإعداد لمؤتمر المناخ، على التشاور مع جميع الأطراف وإشراكهم في كافة الأنشطة والفعاليات سواء فيما يتعلق بمبادرات دولة الرئاسة أو بالأيام الموضوعية المختلفة على مدار المؤتمر، بل وأيضا في قمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ التي تبدأ أعمالها غدا على مستوى رؤساء الدول والحكومات.

أهم الأخبار