د.راندا رزق: للنساء والفتيات الحق في الشعور بالأمان في جميع المساحات أينما كانوا
كعادتها في كل عام وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة اليوم 25 نوفمبر، أطلقت الأمم المتحدة "اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة لهذا العام 2022، ويأتي هذا بالتزامن مع حملة «اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة» وهي مبادرة مدتها 16 يوما من النشاط وتختتم في اليوم الذي تُحيا فيه مناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر.
وتهدف الحملة، التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة منذ عام 2008، لمنع العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، كما واتخاذ إجراءات عالمية لرفع الوعي وتعزيز الدعوة لهذا الهدف ولإتاحة فرص لمناقشة التحديات والحلول.
كما تهدف حملة اتحدوا! هذا العام إلى حشد كافة أطياف المجتمعات في كل أقطار الأرض وتنشيطها في مجال منع العنف ضد المرأة، والتضامن مع ناشطات حقوق المرأة ودعم الحركات النسوية في كافة بقاع الأرض لمقاومة التراجع عن حقوق المرأة والدعوة إلى عالم خالي من العنف ضد المرأة تماما.
فى السياق ذاته دعت الأمم المتحدة الجميع للإنضمام إلى الحملة وبشكل مؤثر في هذه الأيام الـ16 وكذلك المشاركة في التوعية ونشر رسالة هذا اليوم بكافة وسائل التواصل الاجتماعي، لرفع أصوات الناجيات والناشطات ودعم المنظمات المعنية، مؤكدة على أن الجميع قادر على تمكين الناجيات والحد من العنف ضد المرأة والفتاة وإنهاءه.
ومن جانبها قالت الدكتورة راندا رزق، استاذ الاعلام التربوي بجامعة القاهرة، والأمين العام للمجلس العربي للمسؤولية المجتمعية، إن 85% من النساء على مستوى العالم تعرضوا لـ"العنف الرقمي"، موضحةً أن العنف حتى وإن كان من خلف الشاشات من خلال الإنترنت يظل العنف عنفا، وتبقى الإساءة على صفحات التواصل الاجتماعي عنفا إساءة لهن، وأن للنساء والفتيات الحق في الشعور بالأمان في جميع المساحات أينما كانوا.
وأكدت رزق على أن أشكال العنف كافة على المستوي العالمي تقع ضد المرأة والتي تأخذ أنماطا فى الحياة العامة والخاصة وتمثل انتهاكا واضحا لحقوق الانسان الأساسية، وعلى هذا قد صدق حوالي ثلث دول العالم عى اتفاقية إلغاء كافة أشكال التميزة ضد المرأة والتي صدرت فى مايو عام 1984 عن الأمم المتحدة.
وشددت رزق على أن نصوص الاتفاقية من المفترض أن تشكل معيارًا اخلاقياً وإجتماعيا لشعوب العالم كافة فى كيفية التعامل مع قضايا المرأة، خاصة وأن التمييز بين الرجل والمرأة لصالح الرجل يخلق ممارسات مختلفة من العنف قد تلحق الاذى النفسي أو الجسدي أو المادي بالمرأة.
وعن أنواع واختلافات العنف بشكل عام أوضحت استاذ الإعلام التربوي، أن العنف يظهر فى أشكال مختلفة جسدية وجنسية ونفسية، ك(الضرب، والإساءة النفسية، والاغتصاب الزوجي، وقتل النساء)، لافتة إلى أن العنف والمضايقات الجنسية والاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، والتحرش الجنسي غير المرغوب فيه، والاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، والتحرش في الشوارع، والملاحقة و المضايقات الإلكترونية، والاتجار بالبشر، والعبودية والاستغلال الجنسي)، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، بالإضافة إلى زواج الأطفال كلها من اشد أنواع العنف.
وأشارت رزق إلى أن ظاهرة العنف ضد المرأة تعتبر لكونها أنثي، ظاهرة عالمية تعاني منها المرأة فى كل مكان وأينما كانت مع اختلاف اشكالها، ورغم الانتشار الواسع لهذه الظاهرة إلا انها لم تحظي بالاهتمام الكافي إلا مؤخرا حيث بدأت الحركة النسائية العالمية تؤكد على أهمية ربط قضايا حقوق الانسان بقضايا حقوق الانسان واعتبار العنف ضد المرأة انتهاكا صاريحا لحقوقها الاساسية.
وأوضحت رزق أن الأمم المتحدة قررت تخصيص عام دولي للمرأة فى العام 1975، وعقد للمراة خلال الأعوام 1979 و1985 تحت شعار «مساواة _ تنمية _ سلام»، كما عقدت الامم المتحدة أربعة مؤتمرات دولية للمرأة، وقد أقر فى مؤتمر بكين منهجا للعمل الدولي وإعلان بكين، الذي نصت الفقرة 29 منه على ضرورة منع جميع أشكال العنف الموجه ضد المرأة.
والجدير بالذكر أن المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية أطلق خلال السنوات الماضية العديد من الحملات لمناهضة العنف ضد المرأة بكافة أشكاله، أخر هذه الحملات، حملة توعية علي مدار ال16 يوماً، للتعريف بجميع أشكال العنف ضد المرأة وكيفية مواجهته.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون