أزمة ومتأزمون
أعتقد أن العالم يعيش واحدة من أسوأ مراحله على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، حدثت ثورة تقنية غيرت وجه العالم وقيم واخلاقيات سكانه، حتى تحولت وظائف الإعلام فيه من بناءة الى هدامة في ( أغلب)، محتواها، أضف اليها وسائل التواصل الإجتماعي التي اكملت الإجهاز على ما تبقى من بصيص امل لكي يستعيد العالم توازنه الأخلاقي.
اكتب وأنا مثلكم اعيش ما تعيشونه، فنحن في الخليج خاصة والوطن العربي عامةً لنا نفس البيئة الثقافية والاجتماعية المتشابهة في اغلب ملامحها ولذلك نعيش نفس التأثيرات ونشعر بها.
ولكن هل لدينا في العالم العربي القوة الإعلامية التي تعيد لمجتمعاتنا توازنها وتقلل من مخاطر انزلاق المجتمع الى الأنفاق المظلمة؟
من وجهة نظري الشخصية لا أعتقد ذلك والأسباب كثيرة أوجزها في نقاط:
غياب الاستراتيجيات الوطنية والأهداف عند تلك الوسائل وإن كانت على ورق فهي تصارع الغبار على الأرفف والفايروسات الذهنية التي تقبع في رؤوس بعض قيادات تلك الوسائل.
الفساد المهني الذي طال اغلب المؤسسات الاعلامية ومن بابه القبيح اقتحم الدخلاء ( كل متردية ونطيحة)، وسائل الإعلام ولذلك انحدرت بغباء الى القاع.
غياب الوعي والإدراك لدى تلك الوسائل بالتغييرات الثقافية والإجتماعية وطرق التفكير لدى الأجيال الحالية وعدم مواكبة ذلك التغيير.
قبوع أغلب الوسائل الاعلامية العربية تحت وطأة الشللية وتقديم مصالح الأشخاص على المصالح العامة.
اعتقد أننا بحاجة عاجلة وضرورية الى وقفة إعلامية صارمة للحفاظ على هوية مجتمعاتنا وتفعيل وتصحيح الحالة المتردية للإعلام العربي ليقوم بدوره على أكمل وجه.
لسنا في حاجة الى منتديات ومؤتمرات اعلامية تقام هنا وهناك لاتقدم قرارات فاعلة وملزمة وتشريعات حقيقية وملموسة في المحتوى الإعلامي، اعتقد أن الحالة الصحية الإعلامية تزداد تعقيدا ولذلك التدخل السريع اصبح ضروريا
فنحن في أزمة خلقها متأزمون اخلاقيا واعلامياً.