انطلاق معرض مسقط الدولي للكتاب.. و«جنوب الباطنة» تثري بفعاليات ثقافية وفنية
انطلق مساء أمس الاحتفال الثقافي السنوي بالكتاب، في افتتاح رعاه معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، إعلانا بابتداء العرس الثقافي «معرض مسقط الدولي للكتاب» في دورته الـ27، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وجمهور الكتاب، والمهتمين بالثقافة والفن.
تجوّل راعي الحفل في أروقة المعرض وأركانه المختلفة، متعرّفا على أبرز الأجنحة المشاركة في المعرض من جهات حكومية أو أهلية محلية، أو خاصة، أو دور نشر محلية وعربية، مستمعا لشرح عن الأجنحة والأركان لأبرز المبيعات وأحدثها التي لا شك أن الكتاب هو في مقدمتها، ومتعرّفا على بعض الفعاليات التي ستقام فيها.
وفي تصريح لمعالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام بعد افتتاح المعرض: «حين نتحدث عن معرض الكتاب فنحن نتحدث عن المعرفة وعن تجدد المعرفة، وعن الإبداع الأدبي والفكري والابتكار في ميادين الفكر والكتابة، ففي كل لحظة في مختلف بقاع العالم يبتكرون الجديد ويمعنون النظر والفكر في القضايا المختلفة، بما يعكس عصارة فكرتهم وتقييمهم للجمهور، ويقدمون نتاجهم الفكري، وفي ما يخص الكتب العلمية فنحن نتحدث عن جديد تجارب الإنسان في مختلف أشكال الحياة، إضافة إلى مختلف ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها»، مؤكدا أن هذه هي الرؤية العامة للفكر والإبداع التي تقف خلف معارض الكتب، فمعارض الكتب ليست هي الكتب المصفوفة فقط، وليست ما نراه من حفلات التوقيع وما يرتبط بما نراه بين دفتي كتاب، وإنما هو فيما يعكسه هذا الكتاب من تطور فكري ونمو معرفي، وتقدم علمي وإبداع أدبي بمختلف أشكال الأدب، فمعارض الكتب ومن ضمنها معرض مسقط الدولي للكتاب تعكس هذا التقدم للتجربة البشرية في الميادين الفكرية والفنية وفي الإبداع الأدبي».
وقال الحراصي: «أنظر لمعارض الكتب كحالة معرفية وحضارية وثقافية» و«المعارض دعم كبير للكتاب، وهذا المعرض يدل على دعم الدولة للتقدم الفكري والعلمي والمعرفي، ودعم الإبداع الأدبي، والفعاليات الثقافية وما تحويه من برنامج ثري ينافس ما يُقدَّم في معارض الدول الأخرى، كل هذا يدل على تقدم المعرفة في عُمان، وتقدم الإبداع ومستوى الوعي للقارئ العماني».
ضيف شرف المعرض..
وفي عادة سنوية يتم الاحتفاء بإحدى المحافظات، وحلّت هذا العام محافظة جنوب الباطنة ضيفا ثقافيا يقدم مجموعة مختلفة من الفعاليات الثقافية والفنية، وتستعرض تجربة عدد من كتّابها، مع تقديم مؤلفاتهم للجمهور، وحضر راعي الحفل افتتاح ركن ضيف الشرف، ليتعرّف على نبذة مختصرة لما تحويه المحافظة من مقومات ثقافية وفنية وتاريخية بارزة، وما تمتاز به المحافظة من اختلاف وتباين في البيئة الجغرافية، بين بحر وسهل وجبل، وهو ما أعطاها ثراء وقيمة في ما يقدمه الباحثون والدارسون والكتّاب في المحافظة، إضافة إلى احتواء المحافظة على عدد من المعالم التاريخية والأثرية، ومقومات سياحية طبيعية، جعلت منها مقصدا للسياح في سلطنة عمان.
واشتمل ركن المحافظة على عدد من المقتنيات الأثرية، والمخطوطات، والكتب التاريخية، إضافة إلى معرض مصغر للصور لمصوري المحافظة، وركن خاص بالكتب والمؤلفات.
وفي تصريح خاص لـ«عمان» قال سعيد الطارشي رئيس الفريق الثقافي لضيف شرف معرض مسقط الدولي للكتاب: «في الحقيقة سعدنا باختيار المحافظة كضيف شرف، ونشعر بالامتنان لإدارة المعرض لإتاحة الفرصة لأبناء المحافظة ومؤسساتها لتقديم برامج ثقافية، فقمنا بإعداد البرنامج انطلاقا من مجموعة من المبادئ والأفكار الثقافية».
وأضاف: «الفكرة الأولى أن الثقافة مفهوم واسع يشمل كل المفردات التي أنتجها المجتمع من أفكار وآداب ومعتقدات وابتكارات وإنتاج مادي، هذا جانب من طريقة اختيارنا للفعاليات التي سعينا لأن تكون متنوعة وشاملة وتعكس تفاصيل المحافظة، وحرصنا على أخذ المفردات الثقافية المادية وغير المادية والإنتاج الثقافي المعاصر بمجالاته المختلفة».
وأشار الطارشي في حديثه إلى أن المشاركة في المعرض جاءت باسم المحافظة مع مراعاة حضور كل الولايات كجزء من تفاصيل المحافظة، وقال: «حين تواصلنا مع عدد واسع قارب ١٥٠ كاتبا وأكاديميا أفرادا ومؤسسات خاصة وحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات أهلية أخذنا باقتراحاتهم».
وحول البرنامج الثقافي أكد الطارشي على أن البرنامج يستهدف كل الفئات بدءا من ركن الطفل إلى الشباب الذين يحضرون حفلات توقيع الكتب وحضورهم في الفعاليات كأفراد وموضوعات، وحاولنا أن يكون البرنامج بمشاركة واسعة لأشخاص من داخل المحافظة لإبراز جهودهم، إضافة إلى برنامج حول الترجمة، وحاولنا أن نجدد، مع ارتباط فعالياتنا بالكتاب الذي هو إطار هذا الحدث المهم».
وتقدم محافظة جنوب الباطنة 26 فعالية ثقافية خلال فترة المعرض أبرزها: محاضرة التجربة الدولية في بناء المعرفة وازدهار الأوطان يقدمها إبراهيم السعدي، وجلسة حوارية عن المميزات الاستثمارية في محافظة جنوب الباطنة، و«قراءات في كتاب «تاريخ نيابة الحوقين» تأليف فضيلة بدر بن سيف الراجحي، وجلسة حوارية بعنوان «مكان وقصة»، و«قراءات في كتاب التنمية المستدامة في البيئة المدرسية»، و«قراءات في كتاب القضاء في عمان» للدكتورة خلود بنت حمدان الخاطرية، وجلسة حوارية «الترجمة في عمان»، وجلسة حوارية «الرواية التاريخية في عمان (بين التخييل والتوثيق) قراءة في روايات عماني في جيش موسيليني ابراهام غوبي، فومبي»، وجلسة حوارية حول «الأماكن الأثرية ودورها الثقافي في محافظة جنوب الباطنة»، وجلسة حوارية «جوانب من التحولات الفكرية في سلطنة عمان والعالم العربي»، وجلسة حوارية حول «دور المؤسسات الثقافية المحلية في محافظة جنوب الباطنة»، وجلسة حوارية «دور الإعلام في المشهد الثقافي»، وجلسة حوارية «الأفلاج في محافظة جنوب الباطنة (فلج الميسر وفلج العوابي أنموذجا)»، وجلسة حوارية حول «حركة النسخ والتوثيق في محافظة جنوب الباطنة (التوثيق الصخري، توثيق الوثائق ونسخ المخطوطات)».
إضافة لعدد من الحلقات المتخصصة في مجالات متنوعة أبرزها حلقة التاريخ المروي، وأمسية شعرية للشعر الفصيح والشعر الشعبي يشارك فيها عدد من الأسماء الشعرية في المحافظة، إضافة إلى مسرحية تقدمها فرقة الرستاق الأهلية، وحلقة في المسرح.
فعاليات اليوم الأول..
ويفتح المعرض أبوابه للزوار صباح اليوم، ويكون مخصصا لطلبة المدارس «الذكور»، ويصاحبه عدد من الفعاليات الثقافية أبرزها جلسة حوارية مع الصحفية بارعة علم الدين حول «السلطة الرابعة إلى أين؟»، وذلك في الساعة الحادية عشرة صباحا، فيما تقام مساء اليوم ندوة «محمود درويش الشاعر الكوني» بمشاركة كل من الدكتور إبراهيم أبو هشهش من دولة فلسطين، والدكتورة فاطمة بنت علي الشيدية، وجلسة حوارية حول الجمعيات المهنية وأثرها في تطوير وصناعة النشر، فيما تعلن نتائج التصفيات النهائية على مستوى سلطنة عمان لمسابقة الإبداع الثقافي.
وتقدم فرقة السلام المسرحية عرضا لمسرح الشارع بعنوان «الإسكافي»، وذلك في الساعة السادسة والنصف مساء، فيما تقام في الوقت نفسه جلسة حوارية مع الكاتب الليبي «إبراهيم الكوني.. ذاكرة الصحراء»، وتقيم مجلة نزوى جلسة حوارية حول «الصحافة الثقافية والتحول الرقمي.. الفرص والتحديات»، و«قراءات في كتاب تاريخ نيابة الحوقين تأليف فضيلة بدر بن سيف الراجحي».
تجدر الإشارة إلى أن عدد دور النشر المشاركة في المعرض هذا العام قد بلغ 826 دار نشر من 32 دولة تشارك بـ 533 ألفًا و63 من العناوين والإصدارات، ويبلغ عدد الإصدارات العُمانية 22 ألفًا و950، فيما يبلغ عدد الإصدارات الحديثة 5 آلاف و900 والكتب الأجنبية 204 آلاف و411 والكتب العربية 260 ألفًا و614. ويحتضن المعرض عددا من الفعاليات الثقافية المصاحبة التي تصل إلى 165 فعالية، ويبلغ عدد فعاليات ومناشط الطفل 166 فعالية بمشاركة 85 جهة رسمية وخاصة و51 كاتبا وفنانا من سلطنة عُمان و7 كتّاب وفنانين من الوطن العربي
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك