الأسباب وراء غازات البطن

الأسباب وراء غازات البطن
اسباب غازات البطن
سوزى عصام

الأسباب الطبيعية لغازات البطن هناك مصدران رئيسيان لغازات البطن هما: الغاز الذي تنتجه البكتيريا الموجودة في القولون، والغاز الذي يتم ابتلاعه، وهو الهواء بشكل رئيسي.

1- ابتلاع الهواء

يعد ابتلاع الهواء (بالإنجليزية: Aerophagia) بكميات قليلة أثناء تناول الطعام أو الشرب أمرًا طبيعيًّا، إلّا أنّ حصول ذلك بشكل مفرط يُعدّ من الأسباب الشائعة لتكوين غازات البطن، ويُعد التجشؤ (بالإنجليزية: Burping) من أكثر الطرق الطبيعية التي يتم من خلالها تخليص الجسم من الهواء المُبتَلَع والغازات التي سببت تمدد المعدة وانتفاخها ليتم إخراج هذه الغازات منها، ويتضمن الهواء المبتلع كلًّا من غازات النيتروجين والأكسجين وثاني أكسيد الكربون، وبعد الانتهاء من التجشؤ ينتقل ما تبقى من الغازات إلى الأمعاء الدقيقة فيتم امتصاص بعضًا منها إلى مجرى الدم ومن ثمّ ينتقل الجزء المتبقي من هذه الغازات إلى الأمعاء الغليظة حيث يتم إطلاقه عبر المستقيم، ويجدر بالعلم أنّ المعدة قد تنتج غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك عندما تتفاعل أحماضها مع أملاح البيكربونات، إلّا أنّ هذا الغاز لا ينتقل إلى الأمعاء الغليظة، بل يتم امتصاصه ونقله إلى مجرى الدم، ومن المهم الإشارة إلى أنّ كمية الغازات الواصلة للأمعاء الدقيقة قد تتأثّر بوضعية الجسم، فعند الجلوس ينتقل معظم الهواء المبتلع رجوعًا عبر المريء ليخرج من الفم ممّا يُسبب التجشؤ، أمّا عند الاستلقاء فإنّ الهواء المبتلع ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة ممّا يُسبّب إطلاق الريح، وتجدر الإشارة أنّ التجشؤ قد يكون أمرًا تلقائيًّا لا إراديًّا أو قد يكون طوعيًّا، وقد يزداد التجشؤ بعد تناول بعض أنواع الطعام كالنعنع، والشوكلاتة، والدهون، لما لهذه الأطعمة من تأثير في تمدد وتراخي العضلة العاصرة (بالإنجليزية: Sphincter) التي تقع في الجزء السفلي من المريء الذي يتّصل بالمعدة.

2- الإنتاج البكتيري

توجد أنواع معينة من البكتيريا النافعة في الأمعاء الغليظة أو القولون والتي تكون موجودة بشكل طبيعي لدى كل إنسان منذ ولادته، والتي تكون مسؤولة عن هضم المواد وبقايا الطعام التي عادة لا يتم هضمها في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، ومن هذه المواد، السيليلوز والكربوهيدرات المعقدة بما فيها السكريات والنشا والألياف، وينجم عن عملية الهضم هذه مجموعة من الغازات والتي تتضمن الهيدروجين، وثاني أكسيد الكربون، وقد ينجم الميثان أحيانًا، وحقيقة تعدّ الغازات النزرة (بالإنجليزية: Trace gases) كغاز كبريتيد الهيدروجين، هي الغازات المسؤولة عن الرائحة الكريهة للريح، ويجدر بالذكر أنّ نوعية الغازات المنتجة وكميتها يعتمد على نوع البكتيريا الموجودة في القولون، ، إذ قد تتفاوت هذه البكتيريا بأنواعها من شخصٍ لآخر، ويُعد هذا السبب هو السبب الرئيس وراء اختلاف تأثير بعض أصناف الطعام بين الناس.

*أسباب زيادة غازات البطن*

1- زيادة ابتلاع الهواء هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة ابتلاع الهواء وبشكل زائد عن المعتاد، ومنها، تناول الطعام أو الشرب بسرعة، وشرب المشروبات الغازية، والتدخين بكافة أشكاله، ومص الحلوى الصلبة، ومضغ العلكة، وأطقم الأسنان غير الملائمة.

2- الأطعمة المصنعة وتناول الكثير من هذه الوجبات المصنعة، قد يتسبب ذلك في انتفاخ معدتك ومن هذه الأطعمة المصنعة، المشروبات الغازية والحلويات ورقائق البطاطس والكعك.

3- السكريات تُعد السكريات الآتية من السكريات الرئيسية المسببة لغازات البطن:

* الفركتوز: أو سكر الفاكهة ويوجد هذا السكر في البصل، والقمح، الخرشوف، والكمثرى (الإجاص الأوروبي)، كما يستخدم هذا السكر كمُحلٍّ لبعض المشروبات الغازية ومشروبات الفاكهة، ويجدر بالذكر أنّ تناول كميات كبيرة من الأغذية التي تحتوي على الفركتوز وبشكل متتالٍ قد يُسبب زيادة في غازات البطن المنتجة، خاصّة لدى الأفراد الذين يعانون من حالة سوء امتصاص الفركتوز (بالإنجليزية: Fructose malabsorption).

* اللاكتوز: أو سكر الحليب الذي يُعد أحد المكونات الطبيعية للحليب ومشتقاته كالجبنة والبوظة، كما يتم استخدامه في الأغذية المصنّعة كالخبز والحبوب، ومن المهم الإشارة إلى أنّ ظهور الغازات لدى البعض بعد تناول الأطعمة المحتوية على اللاكتوز قد يشير إلى المعاناة من حساسية اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose intolerance)، والتي تحصل عند مواجهة الجسم صعوبة في هضم وتحطيم اللاكتوز، وتتضمن أعراض الإصابة بهذه الحالة الإسهال، وألم البطن، والانتفاخ بعد تناول منتجات الحليب.

4- النشا

يتوفر النشا في العديد من الأصناف الغذائية ومنها الذرة، والبطاطا، والقمح، والمعكرونة، وتنجم الغازات بعد تحطيم النشا في الأمعاء الغليظة، ويُعد الرز المصدر الوحيد للنشا الذي لا يُسبّب زيادة في الغازات.

5- القولون العصبي يُعد اضطراب القولون العصبي أو متلازمة الأمعاء الهيوجة (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome) من الحالات الطبية التي ترافقها مجموعة من الأعراض منها مغص البطن، والانتفاخ، والإمساك والإسهال، حيث يُسبب هذا الاضطراب حصول خلل في وظيفة الأمعاء الغليظة وبالأخص القولون، ويتضمن ذلك حصول اضطراب في وظيفة كل من العضلات والأعصاب المغذية للأمعاء، وتُعد غازات البطن الشكوى الرئيسية لمرضى القولون العصبي، فتعد المشكلة الأساسية لهؤلاء المرضى هي صعوبة التخلص من الغازات بالرغم من شعورهم بوجود كميات كبيرة من الغازات في البطن، إلّا أنّه يعتقد أنّ هناك مشكلة في كيفية عمل الأعصاب والعضلات لديهم، أو مشكلة زيادة حساسية الأمعاء لكمية الغازات الطبيعية ممّا يُسبب الشعور بالألم والانزعاج حتى مع وجود الكميات الطبيعية للغازات في البطن، ومن المهم الإشارة إلى أنّ أعراض القولون العصبي والعوامل التي تزيد من الغازات تختلف من مريض لآخر، لذا لا يوجد علاج موحد لجميع المرضى وعادة ما يرتكز العلاج على تغيير أنواع الطعام التي يتناولها المريض.

*نصائح لتقليل غازات البطن*

1- الابتعاد عن تناول بعض أصناف الطعام والتي قد تكون سببًا لغازات البطن، حيث يُنصح بمحاولة التخلص من صنف واحد في كل مرة وبشكل تدريجي لحين التعرف على الأصناف المسببة لغازات البطن، ومن أشهر أصناف الطعام التي تُسبب غازات البطن، الفاصوليا، البصل، الملفوف، بعض الفواكه، والمشروبات الغازية، والحبوب الكاملة، والفطر، والبروكلي، والعدس.

2- الابتعاد عن الألبان لمن حساسية اللاكتوز والتي قد تظهر عند تناول مشتقات الألبان، لذا يُنصح بقراءة ملصقات الطعام ومحاولة تناول الأصناف قليلة المحتوى أو الخالية من اللاكتوز، كما أنّ بعض أنواع الكربوهيدرات الموجودة في الأصناف الخالية من السكر لا يستطيع الجهاز الهضمي هضمها وقد تُسبب الغازات.

3- تناول الطعام وشرب الماء ببطء للتقليل من كمية الهواء المُبتلع.

4- التقليل من تناول الأغذية الغنية بالدهون، إذ تؤدي الدهون إلى جعل عملية الهضم أكثر بطئًا مما يزيد الوقت الذي يتعرض له الطعام للتخمر.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار