وزارة الري المصرية تحتفل بيوم المياه العالمي والسفير الأوروبي يحذر من حروب المياه
نظمت وزارة الري المصرية اليوم بالتعاون مع الإتحاد الأوروبى إحتفالية كبرى بمناسبة الإحتفال بـ "يوم المياه العالمي"، وأكد وزير الرى المصري الدكتور هانى سويلم، أن التغيرات المناخية تمثل التحدى الأكبر فى إدارة المياه خاصة مع مشاهدة الكثير من الفيضانات فى دول كثيرة وحرائق الغابات وارتفاع غير مسبوق فى درجة الحرارة فى كافة أنحاء العالم، الأمر الذى يتطلب تبنى سياسات فاعله وادارة رشيدة لمواردنا المائية لسد الاحتياجات الحالية والمستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة.
ولفت إلى أن مصر تخطو العديد من الخطوات فى مواجهة تحديات جمة ومركبة، فنصيب الفرد من المياه فى مصر يقترب من 500 متر مكعب سنويًا فى الوقت الذى عَرفت الأمم المتحدة الفقر المائى على أنه 1000 متر مكعب من المياه للفرد فى السنة، كما أن مصر هى أحد أكثر الدول جفافًا فى العالم، وكذا الاعتماد بشكل شبه حصرى على مياه نهر النيل التى تأتى من خارج الحدود، لذا تضع هذه المعادلة المائية الصعبة حالة مصر كنموذج مبكر لما يمكن أن يُصبح عليه الوضع فى العديد من بلدان العالم خلال المستقبل القريب، مع استمرار تحديات الندرة المائية، لذا قامت الدولة المصرية ممثلة فى وزارة الموارد المائية والرى والوزارات المعنية بتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، فى مجالات تحسين نوعية المياه وترشيد استخدامات المياه وتنمية الموارد المائية وتهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ هذه الخطة، من خلال إنشاء محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعى واعادة استخدامها، وايضًا تحديث نظم الرى وصيانة وتحديث المنشآت المائية وتنفيذ مشروعات الحماية من أخطار السيول وحماية الشواطئ المصرية وتطوير التشريعات والتوعية والتدريب واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى ادارة المياه وتعظيم الفائدة من كل قطرة منها.
وأكد وزير الرى على أن المياه تمثل عنصر رئيسى فى الزراعة وتحقيق الأمن الغذائى، الأمر الذى يدفعنا للعمل على إيلاء قطاعات الميا ه والزراعة والغذاء الأولوية فى ملف التغيرات المناخية، خاصة أن الأزمات العالمية ومشاكل سلاسل الإمدادات الدولية أوضحت ضرورة التكامل بين قطاعى المياه والزراعة لتوفير الغذاء.
وفى كلمته، أعرب السفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبى فى مصر عن سعادته بالمشاركة فى هذا الحدث الهام، مشيرا إلى أن المياه تعد بالغة الأهمية لكافة أشكال الحياه على وجه الأرض، واليوم هناك العديد من التحديات التى تواجه قطاع المياه حول العالم مثل التغيرات المناخية وما ينتج عنها من تأثيرات سلبية، مما يدفعنا للعمل على تحقيق الاستدامة والتحرك للأمام فى هذا القطاع الهام.
وأكد على استمرار التعاون والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى فى مجال ادارة الموارد المائية بالشكل الذى ينعكس على توفير فرص العمل بالمناطق الريفية وتحسين حياة المواطنين، مشيرا إلى أنه احتفال اليوم هو فرصة لمناقشة الخطوات المستقبلية لتعزيز هذا التعاون، ومواصلة العمل مع وزارة الموارد المائية والرى وكافة الشركاء لتحقيق الإدارة المثلى للمياه.
أكد السفير كريستيان بيرجر على وجود العديد من التهديدات للمياه بداية من تغير المناخ إلى التلوث البلاستيكي، الذى لم يسبق له مثيل فى تاريخ البشرية لذلك فقد أصبحت المياه قضية جيوسياسية، وسلعة استراتيجية، يمكن أن تؤدى إلى الهجرة، وتعوق الأمن الغذائي، بل وتسبب الحروب.
ولفت بيرجر، إلى أن مؤتمر COP27، ناقش تبنى نهج جديد تجاه الاستدامة، وعلينا أن نتحرك بسرعة، وهذا مهم بشكل خاص فى مصر، ففى خلال العقد القادم، سينخفض متوسط حصة مياه النيل لكل شخص بنسبة 22٪، فقط بسبب النمو السكاني، وقد يؤدى هذا إلى خطر كبير على جودة المياه، وبالتالى جودة الحياة بشكل عام.
وقال بيرجر إنه استجابة لهذه التحديات، وكدليل على الالتزام واتباع استراتيجية التنمية المستدامة فى مصر، يواصل الاتحاد الأوروبى دعم الحكومة المصرية مع منح أكثر من 550 مليون يورو، والاستفادة من الأموال الميسرة بما يقرب من 3 مليار يورو بفضل المؤسسات المالية الأوروبية، كما ندعم الاستجابة لهذه التحديات منذ عام 2007، وتغطى برامجنا الحالية الممولة بشكل مشترك 16 محافظة، وتوفر وظائف، بشكل أساسى فى المناطق الريفية، وسيساعد هذا فى تحسين نوعية الحياة لما يقرب من 20 مليون نسمة فى مصر.