أبو الغيط، تمويلات الحرب الروسية الأوكرانية تعوق مخصصات التنمية المستدامة
حذر أحمـد أبـو الغيـط الأمين العام لجامعة الدول العربية، من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثانى على التوالى. مؤكداً تلك الأزمة تؤثر على السلم والأمن الدوليين. محزراً من تداعياتها السلبية على العالم أجمع وعلى المنطقة العربية على وجه الخصوص.
وأضاف أبو الغيط فــي كلمته خلال افتتاح أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة، والذي عُقد اليوم الثلاثاء الموافق 14 مارس 2023 بمقر اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ببيروت تحت عنوان "حلول وعمل"، بحضور
رولا دشتي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا وواعد عبد الله باذيب
وزير التخطيط والتعاون الدولي بالجمهورية اليمنية
وأمينة محمد نائبة السكرتير العام للأمم المتحدة.، أن جامعة الدول العربية تحرص على المشاركة فيه وإثراء نقاشاته تأسيساً على التعاون الوثيق والمثمر مع الاسكوا. وأثنى على اختيار عنوان "حلول وعمل". كعنوان لهذه النسخة والذي يعكس رغبتنا المشتركة في استعراض التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومناقشة الحلول وتبادل أفضل الخبرات التي تمكننا من تجاوز العقبات التي تواجهنا. وهي كثيرة ومعقدة وجدد أبو الغيط الالتزام ببذل المزيد من الجهود دون كلل لتحقيق إنجازات جديدة من شأنها تحقيق التنمية المنشودة لكل العرب.
وتابع أبو الغيط، بعد مرور سنة على الحرب الروسية الأوكرنية والتى لا تزال قائمة ومعها ازدادت الشكوك والمخاوف. وتبدو الصورة للأسف قاتمة. فقد تحولت الحرب إلى صراع بين روسيا وجبهة غربية. وامتدت آثار العقوبات الاقتصادية وتبعاتها إلى كافة الأقاليم دون استثناء. كما تراجعت قدرة العمل متعدد الأطراف بشكل واضح على فض النزاعات. ولست متشائماً إذا قلت إنني لا أرى نهاية قريبة لتلك الحرب في ظل ما نرصده من استمرار الحشد لها والحديث عن استعدادات لزيادة حدة القتال مع دخول فصل الربيع وتشدد المواقف وشعور الطرفين بإمكانية تحقيق الحسم العسكري.
وشدد أبو الغيط، إن هذه الحرب ستعوق لا محالة جهود المجتمع الدولي للتعامل مع قضايا أخرى أكثر إلحاحاً وأهمية. إذ تهدد الانقسامات الحادة بين الدول وحالة الاستقطاب التي نشهدها بإضعاف الإرادة المشتركة وتوافق الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما ستؤدي إلى تحويل مخصصات مالية ضخمة لتمويل الحرب أو التخفيف من آثارها داخلياً. وهو أمر سيأتي على حساب التمويل الدولي للمشاريع المستدامة والمساعدات المخصصة لدعم المناطق الفقيرة التي هي في أشد الحاجة إليها.
وأكد أبو الغيط، إن التركيز على هذه الحرب - على خطورتها وأهميتها - لا يجب أن ينسينا أن هناك أزمات أخرى تنتظر حلولاً. وبعضها منذ عقود.فعلى سبيل المثال يزداد الفقر انتشاراً ومعه الجوع ووفيات الأطفال والأمهات. ولم يتعاف العالم بعد من آثار أزمة كوفيد19. كما لا تزال أعداد النازحين في ارتفاع مستمر. وفوق هذا كله تتعاظم مخاطر التغير المناخي على نحو مقلق.
وتابع إننا نواجه عدداً من المشكلات المتداخلة والمعقدة. التي أصبحت واقعاً مستداماً يجب التعامل معه باستمرار، ويقتضي حلها خططاً شاملة
لا تقبل التجزئة للوصول إلى استراتيجيات مستدامة. كما نحتاج إلى بناء قدرات مؤسساتنا الوطنية والإقليمية لجعلها أكثر مرونة وقدرة على التنبؤ.
واستطرد أبو الغيط، لمجابهة هذه التحديات التي أشرتُ إلى جوانبها آنفاً، تواصل جامعة الدول العربية مسيرة تعاونها مع الاسكوا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية. وذلك عبر تنفيذها لعدد من الأنشطة المشتركة التي ترمي إلى دعم وبناء القدرات العربية في مجالات متعددة مرتبطة بالاستدامة والتنمية. واسمحوا لي أن أركز على أمرين مستجدين لأهميتها:
وأوضح، يتعلق الأول بالجهود المشتركة التي بذلتها الأمانة العامة للجامعة والاسكوا للتحضير للمؤتمر العالمي للمياه المقرر عقده الأسبوع القادم في نيويورك. وأثني هنا على الجهد المشترك لتقييم تنفيذ الهدف السادس المتعلق بالمياه وبالتقرير الذي يعكس أولويات الدول العربية ورؤيتها لتسريع وتيرة تنفيذ الهدف المشار إليها.
أما الموضوع الثاني فيتعلق بالانتهاء من تطوير وتفعيل الاستراتيجية العربية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والمعروفة اختصاراً باسم الأجندة الرقمية العربية" والتي اعتمدها مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات واتطلع في هذا الشأن إلى إطلاقها سوياً في المستقبل القريب. كما أؤكد في هذا المقام التزام جامعة الدول العربية بتنفيذها بالتعاون مع الاسكوا وكافة الشركاء لتعزيز التحول الرقمي في منطقتنا.
ولفت، أما بخصوص مستقبل التعاون بين الاسكوا أو الجامعة، فبالإضافة إلى الأنشطة المشتركة الجاري تنفيذها. وهي عديدة ومتفرعة. لا يفوتني أن أذكر أن المنظمتين قد بدأتا إعداد خطة مشتركة تحت مسمى "الرؤية العربية 2045" إيماناً منهما بأهمية وضع رؤية استراتيجية عربية تنفذ بحلول عام 2045 الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
وعلى صعيد آخر، اسمحوا لي أن استعرض باختصار شديد أهم مستجدات جهود جامعة الدول العربية في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث أطلقت بالتعاون مع عدد من الشركاء "مبادرة القضاء على الجوع في المنطقة العربية" التي تدعو إلى التعامل السريع مع تحديات الأمن الغذائي العربي كما أطلقنا" الورقة البيضاء للمبادرة الإقليمية للأمن المناخي في المنطقة العربية" خلال أعمال قمة المناخ في شرم الشيخ COP27. وهي مبادرة تتناول الترابط بيت تغيرات المناخ وتأثير على أمن واستقرار المجتمعات. كما احتفلنا هذه السنة باليوم العربي للاستدامة في نسخته الأولى وقد كرمنا خلاله عدداً من الشخصيات العربية والمؤسسات الفاعلة في مجالات التنمية المستدامة.
وأشار ابو الغيط، وبخصوص التمويل المستدام وهو موضوع تدركون جميعاً أهميته. قررنا إدراجه على جدول أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها في موريتانيا نهاية هذه السنة. متمنياً أن تكلل أعمال هذا المنتدى بكل النجاح وأن تساهم رسائله ومخرجاته في إيصال الرؤية العربية لتنفيذ خطة التنمية المستدامة، مذكراً أن هذا العام سيشهد أحداثاً هامة وأعني هنا القمة العالمية للتنمية المستدامة والحوار رفيع المستوى بشأن تمويل التنمية.