انتخابات الصحفيين المصريين.. .النتيجة معروفة مسبقا
يعود الصحفيون المصريون غدا الجمعة 17 مارس 2023، مرة أخرى إلى مقر نقابتهم بوسط القاهرة، أملا في التئام الجمعية العمومية في انعقادها الثاني، بعدما انتهت الجولة الأولى بعدم اكتمال النصاب، من أجل انتخاب نقيب جديد وستة من أعضاء المجلس خلفا لسنة أخرين انتهت مدة انتخابهم.
يتنافس على مقعد النقيب 11 مرشحا، بينما يتنافس على ستة مقاعد بالمجلس 40 مرشحا اخرين، وهذا.. ما هو معلوم لجموع الصحفيين والمتابعين لشأن النقابة، وقد شهدت الأيام الماضية منافسة شرسة خاصة منصب النقيب، حيث بلعت أشدها، ومع احترامي لكل الاساتذة الزملاء المرشحين على المنصب، فالمنافسة محصورة بين الاستاذين الزميلين خالد ميرى، وخالد البلشى.
ويبقى السؤال الدائر بذهن الجميع حتى يسدل الستار على العملية الانتخابية، من ذاك الذي سيحظى برضا الجمعية العمومية، ويتحلق حوله أصدقاؤه يهتفون باسمه ويبتسمون له، سواءا من صوتوا له، ومن لم يفعلوا ذلك، مجاملة، وربما تقربا أوطمعا في خدمات.
أنا أعرف الاجابة مسبقا عن هذا السؤال وأعرف من سيفوز بمنصب النقيب، ولكن لابد من مناقشة بعض الأمور في عجالة.. ونبدأ بالسؤال الصعب، علام يراهن كلا الخالدين؟.
يراهن الزميل الاستاذ خالد ميري، بالأساس على مؤسسة أخبار اليوم والصحف القومية وعدد من المؤسسات الصحفية الخاصة، وبالطبع على تاريخه في العمل النقابي، فيما يراهن الزميل الاستاذ خالد البلشي وهو نقابي سابق أيضا، على بعض المجموعات اليسارية وأصوات الصحفيين المتعاطفين مع جماعة الإخوان الارهابية، ليس حبا في شخص البلشي، ولا دعما له، بقدر ما هو تصويت عقابي لميري.
وسؤال أخر يتجدد مع كل انتخابات للصحفيين، من هو مرشح الحكومة؟ ومن مرشح المعارضة؟.. والإجابة لا تحتاج إلى عليم ببواطن الأمور، فالحكومة قولا واحد لم تتدخل في انتخابات الصحفيين، لا بالتلميح ولا بالتصريح، وتجري العملية الانتخابية من ألفها إلى يائها، تحت سمع وبصر الجميع، منذ اللحظات الأولى وحتى إعلان النتيجة كاملة.
كما أنه - وهذا يعرفه الجميع - لم يعاقب الصحفيون ذات مرة، لأنهم اختاروا نقيبا من معسكر المعارضة، ولم يربحوا شيئا مخالفا للوائح والقوانين حال انتخابهم نقيبا محسوب على معسكر الموالاة.
لكن هناك نقيبا يعرف قيمة نقابة الصحفيين، باعتبارها مؤسسة مهمة من مؤسسات الدولة، يجب عليها أن تدعم الدولة وتساندها، بكل قوة في التصدى للإعلام المعادي وشائعات السوشيال ميديا، وكذلك مطلوب من النقيب أن يعمل لكل زملائه، فيسعى، ويناقش، ويبحث مع مؤسسات الدولة - ولا يصح بأي حال أن نقول يتفاوض -، إمكانية جلب المزيد من الخدمات للزملاء الصحفيين - في ذلك مثلهم مثل كل فئات المجتمع - لإعانتهم على اداء واجبهم، ومهمتهم في نشر الوعى، وكشف الزيف، ودحض الشائعات التي يبثها المعادين لمصر - وهم كثر- ليل نهار.
ومرشح أخر - ليس في هذه المرة أقصد - ولكنه كان دائما - وسيكون في المستقبل أيضا - مرشح يغازل أهله وعشيرته وتياره السياسي، ومن يلف لفه، وهؤلاء المرشحون يرضون من الغنيمة بالعبارات "الطنانة الرنانة" مثل الأواني الفارغة التي تحدث صوتا عاليا بدون فائدة "جعجعة بلا طحن".. هذان نموذجان متكرران في أغلب الانتخابات داخل نقابة الصحفيين.
خلاصة القول أن النتيجة بالنسبة لي معروفة مسبقا، الفائز بمنصب النقيب، هو زميل صحفي انطبقت عليه شروط الترشح، وحاز على أغلبية أصوات زملائه، وهذا ربما يكون الجزء الأسهل من مشواره باتجاه عرش النقابة، أيا كان تياره وتوجهه و "شلته".. ولن يفرض على جموع الصحفيين ما لا يرضونه من قول أو فعل أو موقف.
لكن الأصعب على الفائز، أنه من اليوم الثاني لفوزه، سيجد نفسه محاصرا بتبعات المنصب، فإما أن يكون أهلا لما وصل إليه، وإما أن يكون المنصب لعنة، ويفشل في ترجمة أقواله لأفعال، ساعتها يتمنى - من كثرة الانتقادات وحدتها، من أهل مهنة يجيدون النقد بحدة وشراهة - لو لم يفعلها ويترشح.
.. أنا وكثيرون مثلي من الزملاء، لن يزيدهم بشكل شخصي منفعة زائدة عن أحد إذا جاء "ملاك " على رأس النقابة، ولن يبخسنا حقوقنا إن جاء "شيطان" فنحن أصحاب كلمة، اعتادنا أن نرفعها عالية مدوية للمطالبة بحقق الأخرين، فلن يهضمنا أحد حقوقنا المشروعة.. لكننا نحلم بنقابة قوية تتسع لكل الأطياف، ومؤسسة فاعلة من مؤسسات الدولة تصطف مع بقية المؤسسات في مواجهة التحديات التي تحيط بالوطن.. .موعدنا غدا وهو قريب.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون