بالصور.. اكتشاف آثار الهند القديمة في مصر
كشفت البعثة الأثرية البولندية الأمريكية المشتركة والعاملة في مدينة برينيكي على ساحل البحر الأحمر عن نجاحها في الكشف عن تمثال للمعبود بوذا من العصر الروماني، وذلك أثناء أعمال حفائرها بمعبد المدينة الأثرية.
وقال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشيرا إلى أن البعثة الأثرية تعمل بالموقع منذ عام 1994 تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، مؤكدا على أن موسم حفائرها الحالي بالموقع شهد العديد من الدلائل الهامة على وجود صلات تجارية بين مصر والهند خلال العصر الروماني، حيث كانت مصر في موقع مركزي على الطريق التجاري الذي يربط الإمبراطورية الرومانية بالعديد من مناطق العالم القديم بما في ذلك الهند.
وكان هناك العديد من موانئ خلال العصر الروماني على ساحل البحر الأحمر في مصر تشارك في هذه التجارة، وأهمها برينيكي حيث كانت السفن تصل إليها من الهند محملة بمنتجات مثل الفلفل والأحجار شبه الكريمة والمنسوجات والعاج، والتي يتم تفريغها، ونقل الشحنات على الجمال التي تنقل البضائع عبر الصحراء إلى النيل. ثم تنقل سفن أخرى البضائع إلى الإسكندرية ومن هناك إلى بقية الإمبراطورية الرومانية.
بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار لـ "بوابة الأهرام" إن مدنية برنيكي تقع بعد 140 كيلو متر جنوب مدينة مرسى علم، نسبة إلي الملكة برنيكي أم بطليموس الثاني، ثم تحرفت إلى برنيس، وكانت بها أكبر ميناء تجاري عام 275 قبل الميلاد، و كانت ميناء رئيسى يقوم من خلاله الفراعنة بالتبادل التجارى مع بلاد بنت، حيث كانت تصدر من مصر الحبوب والجلود، وكانوا يستوردون من بلاد بنت الحيوانات التى تستخدم فى وسائل المواصلات، من حمير وأفيال وأبقار وجاموس حيث كانت المدينة مستقرا تلك الحيوانات، التي تستورد من بلاد بنت تستخدم فى الحروب، وكان يوجد لها مركز للتدريب لطريق إدفو بالقرب من ميناء برنيس وكذلك كان يتم التبادل التجاري مع بلاد جنوب شرق آسيا حيث ياتى بالتجارة من هذه المناطق وبالتالي حدث تبادل تجارى وثقافي وديني فى هذه المناطق حيث كان التجار يقيمون الشعائر الدينية الخاصة بمعبوداتهم التي يأتون بها معهم أو يشكلونها أثناء إقامتهم.
وأوضح شاكر أن الصلات التجارية بين مصر والهند قديمة حيث طريق وادى الحمامات بقنا وهو من أقدم الطرق التجارية فى العالم، وهذا الطريق بلغ شهرة كبيرة في العصر البطلمي، حيث سلكته القوافل التجارية لبلاد الهند، وقام البطالمة بإنشاء آبار ومخازن بضائع به، وأقاموا مدينة برانيس على ساحل البحر الأحمر، وتم العثور فيه على بقايا آثار اكتشف من خلالها أقدم تعريفة للبضائع في العصر البطلمي، واستمر في العصر الروماني، حينما سيطر الأنباط العرب، الذين استخدمهم الرومان لحماية قوافلهم التجارية، حيث من الملاحظ وجود العديد من نقاط الحراسة فوق قمم الجبال، وباعتباره الطريق الذي يربط مصر بأفريقيا ببلاد الحجاز، فكانت قوافل التجارة والحج تسلك طريق قوص، ومنها لقفط ثم يعبرون الصحراء لميناء عيذاب، حيث كان يسلكه حجاج المغرب العربي لبلاد الحجاز.
وأكد شاكر أن هذا الكشف هو بداية جديدة لوجود اثر هام من الحضارة الهندية فى الأراضي المصرية، كذلك وجود زهرة اللوتس مشكلة فى التمثال تتشابه كثيرا مع زهرة اللوتس التى كانت رمز للمعبود المصري نفرتوم وكان يحملها الملوك، وهناك تمثال للملك توت عنخ آمون تطلع رأسه من زهرة لوتس وكانت دائما تضع أمام الأنف لإعادة البعث يوجد بقايا المدينة القديمة وسط جبال المنطقة، وبها مخربشات قديمة على صخور الجبال، تحكى حكايات وقصص الحياة، فى تلك التوقيت، حيث تشرح تلك المخربشات بعد دراستها من البعثات المختلفة أنه كان يوجد بها أقدم ميناء بحري فى العصور الفرعونية وظلت هذه المنطقة يقام بها المعابد والأديرة حتى العصر المسيحي،
ومن جانبه، أوضح الدكتور ماريوس جويازدا رئيس البعثة من الجانب البولندي، أن التمثال المكتشف مصنوع من الحجر الذي ربما تم استخراجه من المنطقة الواقعة جنوب اسطنبول أو ربما تم نحته محليا في برينيكي وتخصيصه للمعبد من قبل أحد أو أكثر من التجار الأثرياء من الهند.يبلغ ارتفاع التمثال 71 سم ويصور بوذا واقفا ويحمل جزءا من ملابسه في يده اليسرى، كما يوجد حول رأسه هالة مع أشعة الشمس المصورة عليه، والتي تشير إلى عقله المشع، كما يوجد بجانبه زهرة اللوتس.
وأشار الدكتور ستيفين سيدبوثام رئيس البعثة من الجانب الأمريكي أن البعثة نجحت كذلك، خلال أعمالها بالمعبد، في الكشف عن نقش باللغة الهندية (السنسكريتية) يعود تاريخه إلى الإمبراطور الروماني فيليب العربي (ماركوس يوليوس فيلبس) (244 - 249 م.)، و يبدو أن هذا النقش ليس من نفس تاريخ التمثال والذي ربما يكون أقدم بكثير، حيث كانت النقوش الأخرى في نفس المعبد باللغة اليونانية، والتي يعود تاريخها إلى أوائل القرن الأول الميلادي.، كما تم العثور على عملتين معدنيتين من القرن الثاني الميلادي من مملكة ساتافاهانا الهندية الوسطى.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون