فرنسا تكرم أبطال المقاومة الوطنية بالحرب العالمية الثانية
قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، بزيارة النصب التذكاري لسجن "مون لوك" في مدينة "ليون" (جنوب شرقي فرنسا)، تكريمًا لعدد كبير من الشخصيات التي تم اعتقالها هناك خلال الحرب العالمية الثانية، من بينهم "جان مولان"، أحد الأبطال الرئيسيين للمقاومة الفرنسية، وذلك في إطار احتفالات فرنسا بالذكرى الـ78 لانتصارات "8 مايو 1945".
وكان ماكرون قد وصل إلى النصب التذكاري لسجن "مون لوك"، ووضع إكليلا من الزهور عند المدخل، وتم عزف النشيد الوطني ومقاطع من الموسيقى العسكرية.
وتفقد ماكرون السجن القديم الذي يرمز لعدد كبير من الشخصيات التي تم اعتقالها هناك خلال الحرب العالمية الثانية، منها زنزانة "جان مولان"، الذي اعتقل في 21 يونيو 1943، كما تفقد الزنزانة التي قضى فيها "كلاوس باربي" المسؤول في جهاز الجستابو (جهاز البوليس السري) في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وتمت محاكمته عام 1987 في ليون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وبعد ذلك، ترأس ماكرون حفلاً لتكريم "جان مولان" وبقية أبطال المقاومة الفرنسية وضحايا الحقبة النازية.
وفي الصباح، ترأس الرئيس الفرنسي الاحتفالات المقامة في باريس بمناسبة الذكرى 78 لانتصارات 8 مايو 1945، حيث بدأت المراسم الوطنية بوصول الرئيس ماكرون إلى جادة الشانزليزيه، ووضع إكليلا من الزهور على تمثال الزعيم الراحل مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة شارل ديجول، ووقف دقيقة حداد أمام تمثال ديجول، أبرز قادة المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، وصافح أفراد عائلته.
وعند وصوله قوس النصر، أوقد ماكرون شعلة قبر الجندي المجهول تحت قوس النصر، ووضع إكليلا من الزهور.
وأقيمت الاحتفالات هذا العام وسط حراسة أمنية مشددة، حيث قررت مديرية أمن "أوفرن-رون ألب"، في جنوب شرق فرنسا، حظر التظاهرات والمسيرات في المنطقة القريبة من سجن "مون لوك" حيث تواجد الرئيس الفرنسي. كما تم فرض طوق أمني واسع في محيط السجن لحظر تنظيم أية مسيرات أو تجمعات احتجاجية.
وكان الاتحاد العام للعمل (إحدى كبرى النقابات العمالية في فرنسا) في "رون" و"ليون" قد دعا إلى تنظيم مسيرة لإحياء ذكرى 8 مايو تكريما للمقاومة الفرنسية، بالقرب من المكان الذي تواجد فيه الرئيس ماكرون في مقاطعة "مون لوك".
ونتيجة لذلك، تجمع عدد كبير بعيدا عن موقع السجن وقاموا "بالقرع على الأواني" ونظموا مظاهرات مناهضة للرئيس الفرنسي واحتجاجًا على إصدار قانون إصلاح نظام التقاعد.
جدير بالذكر أنه منذ المصادقة على قانون إصلاح نظام التقاعد، الذي أثار موجة غضب عارمة في الشارع الفرنسي، تُنظَم مظاهرات مناهضة لرئيس الدولة، الذي أصدر رسميًا القانون في 15 أبريل الماضي. ومع كل جولة ميدانية يقوم بها ماكرون في البلاد، تصاحبه تظاهرات "بالقرع على الأواني" احتجاجًا على القانون.