كيف أثرت التغيرات المناخية على عملية التكاثر عند الطيور؟
أفادت دراسات عديدة، أن الطيور تتأثر كغيرها من المخلوقات بالتغيرات المناخية على كوكب الأرض، ويصل مدى هذا التأثير إلى نسل بعض الطيور.
عادةً ما ترتبط هجرة الطيور بالبحث عن الموارد الملائمة للمعيشة، أهمها: الغذاء وأماكن التعشيش، وهناك بعض الأنواع التي تميل لعدم الهجرة، وتستطيع التأقلم مع الظروف المحيطة.
ربما تكون الأخيرة محظوظة إلى حد ما، لكن هناك أنواع تتضرر فعليًا من الاحترار العالمي، ويمتد الأمر إلى نسلها، وقدرتها على الصمود أمام هذه التغيرات المناخية.
انخفاض معدل تكاثر الطيور
في تعاون دولي، شمل عشرات العلماء من مختلف أنحاء العالم، جمع الباحثون بيانات لنحو 201 مجموعة من 104 أنواع من الطيور من جميع قارات العالم بين عامي 1970 إلى 2019، وخلصوا إلى أنّ هناك انخفاضًا ملحوظًا في نسل الطيور المهاجرة كبيرة الحجم، بينما لم تتأثر الطيور المستقرة صغيرة الحجم، وربما تكون الأخيرة قد استفادت من ارتفاع درجات الحرارة، نتيجة التغير المناخي. ونُشرت الدراسة في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية" (PNAS)، في مايو/أيار 2023.
ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية نحو 1 درجة مئوية على مدار آخر 50 سنة، وهي الفترة التي قام فيها الباحثون بعمل حصر لبيانات الطيور المتأثرة بالتغير المناخي. وحللوا تلك البيانات، وخرجوا بالمعلومات التالية:
نسبة 56.7% من الطيور، قد انخفضت قدرتها على التكاثر، وينتجون نسلًا أقل من المتوسط.
نسبة 43.3% من الطيور، قد زادت أعداد نسلها، وصارت تنتج أكثر بمرور الوقت.
القدرة على التكيف
وجدت الدراسة أنّ الطيور الأكثر حظًا أو بالأحرى الأكثر قدرة على التكيف، هي الطيور ذات الأحجام الصغيرة المستقرة ولا تهاجر.
ويعزي العلماء قدرتها على التكيف إلى أنّ المناخ الدافئ، يساعدها على تكوين عش مناسب، وتزيد احتمالية بقاء طيورها الصغيرة على قيد الحياة.
بالإضافة إلى أنّ ارتفاع درجات الحرارة، يسرع معدل نمو الغطاء النباتي في وقت أبكر من موسم الربيع، ما يوفر لها ولطيورها الصغيرة المزيد من إمدادات الطعام، ويحميها من الحيوانات المفترسة، ويزيد فرص هروبها إذا هاجمتها حيوانات. وهذه تفسيرات منطقية تجعلها الفائزة في هذا الصراع المناخي.
أما عن الطيور الأخرى الأقل حظًا، فهي الطيور المهاجرة الأكبر حجمًا، والأقل تكيفًا، إذ تتكيف بوتيرة أبطأ من نظيرتها الصغيرة المستقرة، ربما لطبيعة أجسامها ودورة حياتها التي تجعلها غير قادرة على التكيف سريعًا مع الأوضاع الطارئة.
بيانات محدودة
أشارت الدراسة أنه ربما تكون مجموعة البيانات التي جمعت متحيزة بعض الشيء، لأن تم جمع القليل من البيانات من المناطق الاستوائية والأماكن الداخلية من القارات، بينما ركزوا على جميع قدر أكبر من البيانات الخاصة بالمناطق المدارية، لأنها تشهد تنوعًا أمثل من الطيور، ويظهر فيها النشاط البشري أكثر.
لذلك، هناك عدم تجانس في البيانات التي جمعها الباحثون، ويجب الأخذ في الاعتبار أنها لا تعبر بالضرورة عن النتائج الأخيرة الواضحة التي قد تخرج بها دراسة أخرى جمعت عينات من جميع المناطق بحيادية.
لكن الأكيد أنّ هناك بعض التأثير ولو كان طفيفًا في معدل النسل للطيور، خاصة المهاجرة منها ذات الأجسام الكبيرة.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون