رسالة إلى الناخب الكويتي: لا تختار هذا النائب
يحكي فيلم «Groundhog Day » قصة مذيع نشرة الأحوال الجوية، الذي يُطلب منه السفر إلى بنسلفانيا في يوم 1 فبراير لتغطية فعاليات احتفالية هنا، فيسافر متذمراً، لكن عاصفة ثلجية تضرب البلدة وتحول دون عودة المذيع والفريق المرافق له، فيضطرون إلى البقاء هناك.. وفي اليوم التالي، يستيقظ بطل الفيلم ليجد نفسه لا يزال في يوم 1 فبراير، ويستمر تكرار الأمر فيبقى الرجل في دوامة تكرار اليوم نفسه، فيقرر أن يستغل ذلك لصالحه.
وما أشبه قصة هذا الفيلم الخيالي بواقع انتخاباتنا البرلمانية، فما أكثر الانتخابات التي أجريت لاختيار نواب مجلس الأمة، وما يعقبها من حل البرلمان لأسباب قانونية ودستورية وغير ذلك.
وإن كانت قصة الفيلم - الذي أعيد إنتاجه في نسخ عدة من بينها الفيلم المصري «ألف مبروك» لأحمد حلمي - تدور حول اضطرار البطل لأن يعيش نفس الأحداث المكررة بشكل قدري دون تدخل منه، إلا أن واقعنا البرلماني المعقد نحن من صنعه بيده.
فنحن (الشعب) من ينتخب ويختار مرشحينا ونوصلهم إلى قبة عبد الله السالم لا المجلس ولا الحكومة، ونحن أيضا من يخلق المشكلة بالهجوم على المجلس ونوابه حتى قبل أن يبدأ عمله، فنكون نحن وحدنا من يدفع ثمن هذا الاختيار ثم التسرع في الهجوم وما يلي ذلك من تبعات.
وها نحن على أعتاب إجراء انتخابات جديدة في السادس من يونيو المقبل، وهي فرصة لاختيار أعضاء أكفاء مؤهلين للعمل البرلماني يكون هدفهم صالح الوطن والمواطن.. وليس من أجل المصالح الشخصية.
ومن عجب، أننا نختلف من الآن وقبل إجراء الانتخابات، واختلافنا حول من هو الرئيس.. تصور عزيزي الناخب أننا نشغل أنفسنا «اليوم» بمسألة لا يمكن حسمها إلا «غدا» بعد انتخاب أعضاء البرلمان، فرئيس المجلس بالمنطق هو أحد هؤلاء الذين لم ننتخبهم بعد!
كما أننا اليوم أمام تحديات أكبر من تحديد اسم رئيس البرلمان، فالدولة في حاجة إلى تنمية وتشريعات وكثير من الملفات التي تفوق في أهميتها مسألة تحديد اسم رئيس المجلس..
يا سادة، يأتي من يأتي، لكن يجب أن يضع رئيس المجلس نصب عينيه مصلحة الوطن والمواطن والقضايا الحيوية أولا.
أما القضية الأبرز في مسألة انتخاب نواب الأمة، فتتعلق بمعاييرنا نحن لاختيار النواب، والتي للأسف يربطها الكثير منا باعتبارات قبلية وطائفية واجتماعية، وهو الأمر الذي كان سببا في كثير من الأزمات والمشاكل في مختلف البرلمانات الفائتة.
وبشكل عام، يؤدي اختيار الناخبين للمرشحين بناءً على الطائفة أو القبيلة أو المعارف بدلاً من اختيار النائب الأصلح إلى العديد من الأضرار، من بينها عدم تمثيل جميع الفئات بكل عادل، وكذلك تجاهل المؤهلات والخبرات اللازمة لتمثيل الشعب في المجلس، والعمل بمصالح الجماعة الضيقة.
لذلك، يجب على الناخبين الاختيار بحكمة وعدم الانحياز للطائفة أو القبيلة أو المعارف، والنظر إلى المؤهلات والخبرات والبرامج الانتخابية للمرشحين قبل اتخاذ القرار بالتصويت لهم.
والرسالة هنا موجهة إلى الشعب الكويتي وخصوصا الناخبين، انتصروا للوطن ولأنفسكم واختاروا المرشح الأصلح بعيدا عن أي حسابات قبلية أو طائفية أو اجتماعية، فالاختيار الخاطئ ستدفع أنت وأنا وإخواننا ثمنه، أما النائب غير الصالح فهو المستفيد.. سيدخل المجلس فقيرا فيخرج منه غنيا، يدخل شخصا عاديا فيخرج فاسدا يضرب عرض الحائط بمصلحة الوطن والمواطن من أجل مصالحه الشخصية.
عزيزي المواطن الناخب، اختار النائب الصالح المؤهل والكفء الذي لا تغريه المناصب ولا الأموال، بل يدفعه حب الوطن إلى خدمة أبناء الكويت.
وللحديث بقية.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون