بالتفاصيل.. تأثير نظام المدفوعات الرقمي على الدولار عالميًا.. هل يتنزع ريادته؟
كشفت تقارير اقتصادية اليوم، أن الصين أغلقت شبكات البطاقات الغربية وبدأت الهند في تأسيس نظام الدفع الفوري (UPI)، كطرق لتقليل الاعتماد على الغرب.
بعد اندلاع اضطرابات في أوكرانيا عام 2014، بدأت معركة مالية وانسحبت شبكات البطاقات الغربية من روسيا ودعا الساسة في الغرب إلى استبعاد روسيا عن نظام الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت). ورداً على ذلك، أنشأت روسيا شبكة بطاقات مملوكة للبنك المركزي تسمى مير ولذلك عندما أدى اندلاع حرب أوكرانيا العام الماضي إلى مزيد من العقوبات، لم تتأثر التجارة المحلية في روسيا.
نظام المدفوعات الرقمي
وقال تقرير نشرته صحيفة ذي إيكونوميست إن دولا أخرى تبدو راغبة فى الهروب من الهيمنة الغربية لاحظت ذلك، فأغلقت الصين شبكات البطاقات الغربية وبدأت الهند في تأسيس نظام الدفع الفوري "أوبي" (UPI) وبطاقات الدفع الخاص به وتدعى بطاقة روباي، كطرق لتقليل الاعتماد على الغرب.
ووفقا لتقرير ذي إيكونوميست، فإن البعض يأمل أن تساعد منصات الدفع الرقمية في تقليل الاعتماد علي الدولار، العملة المهيمنة في العالم. وربطت الهند نظام الدفع السريع "أوبي" مع سنغافورة، وتجري محادثات مع 30 دولة أخرى لإقناعها باعتماد النظام، وإنشاء روابط مالية دولية. وقد يصبح هذا النظام في النهاية "شبكة من مدفوعات التجزئة منخفضة القيمة عبر الحدود"، وفقا لأحد المسؤولين التنفيذيين في شركة هندية رائدة في مجال التكنولوجيا المالية.
ولكن الجهود الصينية هي التي تجذب معظم الاهتمام في الغرب، حيث تستخدم بكين نظام الدفع بين البنوك عبر الحدود، ويدعي "كيبس"، الذي تم إطلاقه في عام 2015، ويستهدف التسوية الفورية وقت نقل الأموال.
وقد توسع في الاستخدام إلى 1430 مشاركًا بحلول أوائل هذا العام، أكثر من نصفهم خارج الصين وزادت حجم المعاملات بنسبة 75% في عام 2021 وبلغت التعاملات أكثر من 50 مليار دولار يوميًا في العام الماضي.
نظام التحويلات الصيني
وعلى الرغم من أنها نظام التحويلات الصيني أصغر 40 مرة من النظام الأمريكي "شيبس"، إلا أنه يقدم بديلاً للنظام الغربي في حالة العقوبات. واستخدمت فرنسا اليوان لبيع الغاز الطبيعي المسال بينما تستخدم البرازيل العملة ذاتها في بعض التجارة، وكذلك روسيا. وزادت حصة اليوان في تمويل التجارة بأكثر من الضعف من 2% إلى 4.5% منذ فبراير 2022.
ويعتقد دوغلاس أرنر من جامعة هونج كونج أن المدفوعات الرقمية للبنوك المركزية يمكن أن تشكل تهديدًا أكبر على الدولار من خلال إنشاء معيار مشترك للمدفوعات عبر الحدود.
وربطت تجربة واحدة أجراها بنك التسويات الدولية، وهو ناد للبنوك المركزية، بين بنوك الصين وهونغ كونغ وتايلاند ودولة الإمارات باستخدام تقنيات لتسوية المدفوعات عبر الحدود.
ويمكن أن تكون التجارة الخارجية مرهقة لأن قلة من البنوك لديها حسابات محدودة في دول أخرى حيث يجب على البنك المرسل تحويل الأموال إلى البنك المقابل الذي لديه حساب خارجي، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.
ومن الناحية النظرية، يمكن أن تقلل تجربة بنك التسويات الدولية المشار إليها من التكاليف. ففي العام الماضي قام 20 بنكًا مع في أربعة أماكن مختلفة بتنفيذ صفقات ومبادلات بقيمة 22 مليون دولار عبر 164 من المدفوعات.
لكن في الوقت نفسه، يشير الكثيرون إلى أنه يمكن لتقنية التسوية الفورية أيضًا أن تجعل الأخطاء في عمليات النقل أكثر احتمالًا.
ومع ذلك، فلا شك في أن أنظمة الدفع الجديدة عبر الحدود ستخفض بالتأكيد تكلفة التجارة خارج الدولار وبسرعة، وفقا لداليب سينغ، أحد مسئولي تصميم العقوبات السابق في البيت الأبيض.
ويشير إلى أنه لا اليوان ولا أي عملة أخرى قريب من أن تتمكن من منافسة الدولار بشكل حقيقي، لكن استمرار نظام المدفوعات الرقمية خارج نطاق الدولار لتجنب التكلفة، قد يثير بعض القلق في أمريكا.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون