الأزهر يحيي الموقف المشرف للإمارات والأردن ردًا على الانتهاكات السويدية
قدّم الأزهر الشريف تحية إجلال وتقدير إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والمملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، على موقفهما المشرف من الانتهاكات السويدية بحق المصحف الشريف، واستدعائهما سفيري السويد لدى البلدين، وتقديم مذكرتي احتجاج رسميتين.
وأكد الأزهر أنه إذ يقدّر هذه المواقف المشرفة، فإنه يدعو إلى استنهاض الهمم للدفاع عن المصحف الشريف ومقدسات المسلمين، وتشجيع الدول الإسلامية على اتخاذ مواقف مماثلة وواضحة للتعبير عن رفض مثل هذه القرارات التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من التعصب والكراهية وبث الفتن والشرور.
ودعا إلى الاستفادة من هذه المواقف الإسلامية والعربية المشرفة في التأثير على الرأي العام العالمي، ووضع حد لفوضى الحريات، وديكتاتورية الفوضى التي لا تمارَس إلا حينما يتعلق الأمر بمقدسات المسلمين ورموزهم.
وكانت وزارة الخارجية قد استدعت ليزلوت أندرسون، سفيرة مملكة السويد لدى الدولة، وأبلغتها احتجاج الدولة واستنكارها الشديدين على سماح حكومة السويد لمتطرفين في العاصمة السويدية استوكهولم بحرق نسخة من القرآن الكريم، وتهربها من مسؤوليتها الدولية عن احترام القيم الاجتماعية في هذا الصدد، مشددةً على أهمية مراقبة خطاب الكراهية والعنصرية الذي يؤثر سلباً في تحقيق السلام والأمن، كما عبَّرت الوزارة عن رفض دولة الإمارات استخدام حرية التعبير مسوغاً لمثل هذه الأفعال الشنيعة.
وشددت مذكرة الاحتجاج، التي قدمتها عائشة بنت سويدان السويدي، مديرة إدارة الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية، إلى السفيرة، على رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، مشيرةً إلى أن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها في العالم.
وأكدت مذكرة الاستدعاء أهمية احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب، في وقت يحتاج فيه العالم إلى العمل معاً من أجل دعم المبادئ العالمية للتسامح والتعايش السلمي التي ينبغي دعمها وتنفيذها لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
من جهة أخرى، كان مجلس حكماء المسلمين، برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أدان إحراق متطرفين المصحف الشريف أمام المسجد الكبير بالعاصمة السويدية استوكهولم.
وأكد مجلس حكماء لمسلمين رفضه القاطع مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تعبّر عن كراهية مقيتة وعنصرية مرفوضة، مشيراً إلى أن تكرار هذه الجرائم النكراء بحق المقدسات الدينية الإسلامية يمثل استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين حول العالم، ويروّج لخطابات التطرف والتعصب والكراهية.
ودعا مجلس حكماء المسلمين إلى ضرورة العمل على اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الممارسات المسيئة، مؤكداً أن هذه الإساءات الهمجية المتكررة لا يمكن بأي حال من الأحوال تبريرها أو التصريح لها تحت دعاوى حرية الرأي والتعبير.