رحلة 13 عامًا من الاتهام بالفساد وإهدار المال العام.. انتهت بالبراءة واعتزامه العودة للوطن.. هل يتولى حقيبة المالية مجددًا؟
يبدوا أن الأيام أرادت أن تكافئ وزير المالية الأسبق ورجل الاقتصاد المصري المحنك يوسف بطرس غالي بعد 13 عامًا من العيش خارج البلاد على خلفية اتهامه في قضايا فساد وإهدار المال العام، حيث قضت محكمة جنايات شمال القاهرة بالعباسية، ببراءته، في قضية إهدار المال العام، كما قضت بانقضاء الدعوى الجنائية في قضية فساد الجمارك للتصالح.
قضية فساد الجمارك
وكانت جهات التحقيق وجهت لـ يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق، أنه خلال الفترة من 2004 حتى 2011 بدائرة قسم مدينة نصر ثان، أصدر قرارًا وزاريًا رقم 165 لسنة 2005، تم بموجبه تجميع نوعيات معينة من السيارات المنتقاة المتحفظ عليها على ذمة مالكيها لدى مصلحة الجمارك بداخل ساحة جمركية ملحقة بوزارة المالية، وتصرف في هذه السيارات دون موافقة مالكيها بتخصيص 6 سيارات منها لموكبه الشخصي و96 سيارة لجهات أخرى.
وتبين من التحقيقات أن تلك السيارات بلغت قيمتها 35 مليونا و791 ألف جنيه، ما أدى لاستهلاك هذه السيارات بغير وجه حق وانخفاض ثمنها بالمخالفة للقانون رقم 66 لسنة 1963 المعدل بشأن الجمارك ولائحته التنفيذية التي تقضي بالاحتفاظ بهذه السيارات بحالتها لتسليمها لمالكيها بعد سداد الرسوم أو بيعها وإيداع نصيب مالكها بخزانة مصلحة الجمارك.
وكانت محكمة جنايات القاهرة، عاقبت يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق غيابيا بالسجن المشدد 15 سنة وعزله من وظيفته وإلزامه برد مبلغ 35 مليونا و791 ألف جنيه وبغرامة مساوية، ثم تقدم دفاعه الموكل عنه بطلب إعادة إجراءات المحاكمة وفقًا للقانون، وحددت محكمة جنايات شمال القاهرة جلسة اليوم للنطق بالحكم.
أول تعليق
قال يوسف بطرس غالي، إنه سيعود إلى مصر في أقرب وقت ممكن، مؤكدا أنه انتظر حكم البراءة الخاص بالقضايا التي اتهم فيها أكثر من 12 عامًا.
وأضاف في أول تعليق له على حكم براءته في عدد من القضايا: ظهر الحق أخيرا.. انتظرت كثيرا كي أعود إلى وطني مصر.
كما أضاف أنه منذ خروجه من مصر حتى الآن، مر 4544 يوما، مؤكدًا أنه سيعود إلى مصر كمواطن عادي خاص ليس له علاقة بالعمل العام.
واستطرد: أنتظر تنظيم أموري فقط وأعود إلى مصر، لقد انتهت كافة الإجراءات القانونية الخاصة بالعودة، مجرد فقط تنظيم بعض الأمور في لندن حتى العودة.
عمرو أديب: يوسف بطرس غالي شخص محترم وعقلية بتفهم
وتحدث الإعلامي المصري عمرو أديب، عن حصول رموز إدارة الرئيس الأسبق حسني مبارك على أحكام بالبراءة قائلا: «90% من الناس اللي اتحاكموا بعد 2011 أخدوا براءة.. لو عاوزين البلد دي تتصلح يا ريت حد يكون عنده جرأة ويدور على الإدانة.. لكن دلوقتي اللي عنده فلوس رجعلته.. واللي اتقال إنه كان مسئول عن حاجة معينة أخد براءة.. إيه بقى اللي كنا عايشين فيه».
وتابع أديب: «مكنش فيه بيني وبين إدارة (مبارك) أي عَمَار.. لكن يوسف بطرس غالي شخص محترم وعقلية بتفهم».
وأشار عمرو أديب إلى أن بطرس غالي سيعود لمصر قريبا بعدما قضى 13 سنة في الخارج، مؤكدا أنه أبلغه بأنه يشعر بسعادة غامرة وأنه هو مواطن عادي ولا يشغل أي منصب.
هل يتولى غالي ملف المالية مجددًا؟
ويرى الكثيرون أن يوسف بطرس غالي عقليه اقتصادية فذه يمكن الاستفادة منها في الملف المالي والاقتصادي في مصر وخاصة في هذه الظروف التي تعيشها البلاد متأثرة بالأزمات الاقتصادية العالمية.
من جانبه علّق المحامي نبيل النقيب على براءة وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي، من تهمة الإضرار العمدي بالمال العام. وكتب النقيب عبر حسابه الرسمي على فيسبوك:" الدكتور بطرس غالي يعود مباشرة للإمساك بالملف الاقتصادي الدكتور هاني عازر يعود للإمساك بالملف الصناعي الدكتور مجدي يعقوب للإمساك بالملف الصحي المهندس سميح ساويرس للإمساك بالملف العمراني. مضيفا:" طيب أنا بقول الكلام الثقيل اللي مش هيحصل ده ليه علشان بس تعرفوا أن البلد محرومة من الكفاءات لأنهم مسيحيين لأننا دولة إسلامية وبالتالي المناصب المهمة لا يجوز أن تكون للمسيحيين؟ طول ما الفكر ده هو الحاكم للمجتمع هيستمر تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية كل شيء هيتراجع! اللهم بلغت اللهم فاشهد.
من هو يوسف بطرس غالي
ظل اسم وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي، يتردد كثيرًا، باعتباره أحد أقوى رجال نظام الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، كما ساهمت مدة بقائه فى منصب وزير المالية لمدة زادت على 7 سنوات، فى زيادة شهرته، وتحوله إلى وجه مألوف لجميع المصريين شأنه شأن غيره من الوزراء المعمرين، في عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك.
ولم يكن بقاء وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي، فى منصب وزير المالية فى الفترة من عام 2004، وحتى سقوط نظام مبارك فى أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011، هو السبب الوحيد لشهرته، فالرجل ينتمي إلى عائلة معروفة ولها تاريخ سياسي كبير، وعمه هو بطرس بطرس غالى، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، كما ارتبط اسمه بالحزب الوطنى الديمقراطي المنحل، باعتباره أحد قياداته الكبار.
تولى الدكتور يوسف بطرس غالي منصب وزير المالية منذ يوليو 2004، قبل ذلك كان يتولى منصب وزير التجارة الخارجية منذ نوفمبر 2001 وحتى يوليو 2004. وقد شغل الدكتور يوسف بطرس غالي منصب وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية منذ أكتوبر 1999،
وفي الفترة من يوليه 1997 إلى سبتمبر 1999 شغل منصب وزير الاقتصاد، وفي الفترة من يناير 1996 إلى يونيه 1997 كان وزيرا للدولة للشئون الاقتصادية.
وفي الفترة من أبريل 1993 إلى ديسمبر 1995 كان وزيرا للدولة للتعاون الدولي ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء.
وخلال الفترة من 1986 إلى 1993 عمل مستشارا اقتصاديا لكل من رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البنك المركزي المصري.
وقبل أن يتولى هذه المناصب عمل خبيرا اقتصاديا لمدة ست سنوات في صندوق النقد الدولي (في الفترة من 1981 إلى 1986).
وقبل الدخول في مجال العمل السياسي، كان يشغل منصبا أكاديميا متميزاً فهو حاصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة القاهرة وفي عام 1981 حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتقنية.
كان الدكتور يوسف بطرس غالي يعمل أستاذا مساعدا في الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، ومديراً لمركز التحليل الاقتصادي بمجلس الوزراء، وفي الفترة من 1991 إلى 1993 كان عضوا بمجلس إدارة البنك الأهلي المصري.
وعمل أيضا محاضرا للاقتصاد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأيضا محاضراً بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقد قام الدكتور يوسف بطرس غالي خلال السنوات العشرين الأخيرة بنشر اثنين وعشرين بحثاًً وكتاباً على نطاق واسع في الموضوعات النظرية وموضوعات التنمية في مجال الاقتصاد.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون