بالأرقام.. البورصة الأمريكية تنجح في تحقيق أداء قوي خلال النصف الأول من 2023
كشفت تقارير اقتصادية، ان البورصة الأمريكية نجحت في تحقيق أداء قوي خلال النصف من العام الحالي، بدعم من الارتفاع الكبير لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مع توقعات باستمرار صعود الأسهم الأمريكية حتى نهاية العام الحالي.
ووفقا لتقرير "انفزستورز" فقد حققت سوق الأسهم الأمريكية مكاسب في النصف الأول من العام الحالي، تفوق على سنوات بأكملها في الماضي.
وبلغ ارتفاع مؤشر إس أند بي 500 في النصف الأولى من العام الحالي حوالي 16٪، وهي نسبة تتجاوز مكاسب عام 2010 بأكمله، وهو الذي شهد زيادة بنسبة 15٪ وكذلك عام 2011 الذي شهد ارتفاعا بنسبة 2٪، بينما سجل المؤشر ارتفاعا في عام 2014 بحوالي 13.7%.
وفي حال استبعاد التأثير الصعودي لأسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى للسوق، ارتفع صندوق "انفستكو أسي أن بي 500 متساوي الأوزان" بنسبة 3%، وذلك بعد أن وصل إلى ذروة ارتفاعه بنسبة 10% في بداية فبراير/شباط هذا العام.
وعلى عكس أسهم شركات التكنولوجيا المتقدمة لم تتفوق الشركات الصغيرة حتى الآن منذ انتعاش يناير/كانون الثاني، حيث حقق صندوق أي شيرز مرسل 2000 الذي يقيس أداء أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة ارتفاعا بنسبة 3.7% خلال النصف الأول من العام الجاري، وارتفع مؤشر إس أند بي 400 ميدل كاب، بنسبة 8٪ منذ 1 يناير/كانون الثاني الماضي.
ولم يحدث دخول أسهم شركات السلع في مرحلة صاعدة على الإطلاق خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث إنه في عام 2021 ساعدت أسهم شركات النفط والغاز والتعدين في تعزيز مؤشرات الأسهم، وهذا ليس هو الحال اليوم، ولهذا بالطبع آثار على النطاق العام.
ويشير هوارد روزنبلات من شركة إس أند بي جلوبال انتليجنس S & P Global Intelligence إلى أن هناك تشابها بين أداء السوق في النصف الأول عام من 2003 والنصف الأول في العام الحالي، حيث استحوذت أكبر 10 أسهم في مؤشر إس أند بي 500 على 30.4٪ من الأرباح المحققة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2003.
أما في النصف الأولى من العام الحالي فاستحوذت الشركات العشر الكبرى على 37.4٪ من إجمالي المكاسب، وثلاث شركات فقط من أصل 10 جاءوا من خارج التكنولوجيا.
ولكن التوقعات المتفائلة يمكن أن تصبح قاتمة بسرعة إذا أخذت توقعات المستثمرين لأرباح الشركات وأسعار الفائدة واستقرار الصناعة المصرفية منعطفا نحو الأسوأ.
وفي الواقع، شهد الأسبوع المنتهي في 7 يوليو/تموز انخفاضا في أسعار الأسهم وسندات الخزانة الأمريكية معا، وذلك مع التوقعات بارتفاع جديد بمقدار ربع نقطة من قبل الاحتياطي الفيدرالي مؤخرا، وفقا لمسح فيد ووتش الذي أجرته شركة سي إم إيه عن نشاط العقود الآجلة
وقفز العائد على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات إلى 4.09٪ مؤخرا، بينما قبل ثلاثة أشهر تراجعت عائدات سندات الخزانة لمدة 10 سنوات بالقرب من 3.25٪.
والمخاطر لا تنتهي عند حدود الولايات المتحدة، حيث يمكن لحدث دبلوماسي أو عسكري، مثل تصعيد الحرب الأوكرانية الروسية، أن يزعج المستثمرين.
وتظل أسعار الفائدة على رأس أولويات المستثمرين حتى بعد البيانات المشجعة الأخيرة التي أظهرت أن التضخم قد تباطأ أكثر في مايو/أيار إلا أنه لا تزال وول ستريت تتطلع إلى احتمال قيام الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل بمقدار نصف نقطة في المجموع في النصف الثاني من العام.
توقعات مؤشر إس أند بي 500
وأنهى مؤشر إس أند بي 500 الأسبوع الثاني من يوليو/تموز، مرتفعا بنسبة 2.4٪ تقريبا بعد أن انخفض في الأسبوع السابق بنسبة 1.4٪.
وفي يونيو/حزيران، تجاوز أداء مؤشر إس أند بي 500 بالفعل توقعات العديد من شركات وول ستريت بأن يصل إلى 4200 إلى 4300 نقطة بحلول نهاية العام.
ويشير تقرير حديث صادر عن شركة بي سي إيه ريسيرش أن مؤشر أس أندي بي 500 قد حقق بالفعل صعودا كبيرا خلال النصف الأول من العام الحالي، ولذلك من المتوقع أن يتراجع في حدود 2٪ من قيمته مقارنة بتوقعات نهاية العام السابق.
وقال التقرير إن توقعات وول ستريت لأداء الأسهم قوية للغاية لكن المفاجآت السلبية ستحدث على مستوى أرباح الشركات، حيث من المتوقع أيضا حدوث ركود اقتصادي سيصل في النصف الأولى من عام 2024.
ومن بين المتشائمين الذين يقدمون توقعات ملموسة لسوق الأسهم للأشهر الستة المقبلة مايك ويلسون، كبير استراتيجي الأسهم الأمريكية في مورغان ستانلي والذي توقع أن ينخفض مؤشر إس أند بي 500 إلى مستوى 3900 نقطة بحلول نهاية العام، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وقال ويلسون إنه متمسك بالفرضية القائلة بأن أرباح الشركات في مؤشر إس أند بي 500 قد تنخفض بنسبة 16٪ هذا العام، وذلك رغم توقعات شركة الأبحاث "فاكت سيت" بتحقيق الشركات نمو أرباح بما يقرب من 2٪.
ويلوح التضخم وأسعار الفائدة في الأفق بشكل كبير.
وقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأخير عدم رفع سعر الفائدة والإبقاء عليها عند مستوى يتراوح بين 5٪- 5.25٪. مع توقعات مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة في عام 2023.
وتوقع تقرير "فيد ووتش" بنسبة احتمال 84٪ أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة أخرى إلى نطاق 5.25٪- 5.5٪ في اجتماعه 25-26 يوليو/تموز، وذلك ارتفاعا من احتمالات بنسبة 74٪ الأسبوع الماضي.
وأرجع إمكانية الارتفاع إلى التعليقات التي أدلى بها باول في منتدى البنك المركزي الأوروبي في البرتغال والتي كرر فيها رئيس الاحتياطي الفيدرالي المخاوف من أن معدل التضخم لم ينخفض إلى هدف البنك المركزي طويل الأجل، وأنه ربما تكون هناك حاجة إلى زيادات إضافية في أسعار الفائدة لتحقيق هدف النمو الاقتصادي منخفض التضخم.
وبعد تقرير الوظائف في الولايات المتحدة لشهر يونيو/حزيران، والذي أشار إلى أن سوق العمل لا يزال قويا للغاية، وأن الوظائف غير الزراعية مستمرة في النمو، ارتفعت احتمالات زيادة الفائدة إلى 92٪.
لكن البيانات الأخيرة عن التضخم لشهر يونيو/حزيران قللت المخاوف من أن البنك المركزي الأمريكي سيرفع أسعار الفائدة أكثر بعد يوليو/تموز.
وقد أدى نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، والذي كان أقوى من المتوقع بنسبة 2٪، والذي صدر في أوائل الشهر الحالي، إلى تعزيز فرصة حدوث زيادة إضافية في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في الربع الأخير من هذا العام. وسيؤدي ذلك إلى رفع معدل الأموال الفيدرالية إلى نطاق 5.5٪- 5.75٪.
ومع ذلك، بالنسبة للمستثمر الشجاع الذي يسعى إلى تحقيق مكاسب من خلال اختيار الأسهم القوية، تبدو توقعات سوق الأسهم لبقية عام 2023 متفائلة للغاية.
وقفز متوسط مؤشر إي بي دي 50 الذي يقيس أداء أكبر 50 سهما من حيث النمو حتى منتصف العام بنسبة 48% وقفزت 5 شركات منها على الأقل، بنسبة 100٪ أو أكثر.
ومنذ وصول برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي "شات جي بي تي" في أواخر العام الماضي، أصبح الذكاء الاصطناعي هاما بين الشركات والمستثمرين، مما أدى إلى قيادة العديد من أسهم شركات التكنولوجيا. لكن البعض يشكك في ذلك.
ولا يزال لدى المراهنين على الارتفاع أسباب وجيهة للحفاظ على توقعات إيجابية لسوق الأسهم.
ووصف إد يارديني، رئيس شركة يارديني ريسيرش، البيئة الحالية بأنها انتعاش، وهو أفضل من تعليقه السابق والذي كان يصف المرحلة بالركود.
ويشير استراتيجيون أن عائد أرباح شركات مؤشر إس آند بي 500- سيرتفع بنسبة 5٪، بناء على توقعات أرباح عام 2023. ويقارن هذا بشكل إيجابي مع العائد الخالي من المخاطر المقبول عموما بنسبة 3.76 ٪ لسندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات.
وتشكل أرباح الشركات جزءا كبيرا من معادلة عوائد الاستثمار المستقبلية. حيث من الواضح أن هذا الارتفاع في سوق الأسهم يعتمد على تحول في الأرباح لم يحدث بعد.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون